الرئيسة \  برق الشرق  \  المانيا- وساطة ألمانية بين السعودية وإيران ؟

المانيا- وساطة ألمانية بين السعودية وإيران ؟

29.08.2015
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين 27‏/08‏/2015
أجرى  وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير يوم اأمس لاربعاء 26 آب /اوجسطس  بالعاصمة برلين مباحثات مع نظيره الاماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان / لم يكن هناك مؤتمر صحافي بينهما لأن الشيخ عبد الله لا يستطيع التأقلم مع الحرية الصحافية والصحافيين وكذلك اخوه ولي عهد ابو ظبي الشيخ محمد فعائلة آل نهيان عائلة غبية لا تفقه بالسياسة ولا بالاقتصاد /  / دارت  بشكل مسهب حول الاتفاق النووي بين الغرب وايران وقلق دول منطقة الخليج العربي من الاتفاق وبالتالي ازدياد التدخلات الايرانية بشئون الدول المذكورة الداخلية ولا سيما دعمها لجماعة الحوثيين الذين يساهمون مساعدة طهران بفرض سيطرتها الدينية وغير الدينية باليمن ، اضافة الى الاجراءات العسكرية التي تقودها السعودية ضد الحوثيين ، كما وتشمل المباحثات ايضا الوضع في سوريا اضافة الى تطوير العلاقات الالمانية الاماراتية .
جاءت  زيارة عبد الله بن زايد الى برلين  يوم أمس الاربعاء بعد مرور حوالي اسبوعين على زيارة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير يوم 10 وزيارة وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي يوم 18 من آب / اوجسطس الحالي الى برلين حيث كانت مواضيع المباحثات قلق دول الخليج الاتفاقية النووية واستياءهم من التدخل الايراني ، فقد أكد وزير الخارجية السعودي وقتها ربط علاقات  المملكة القوية مع ايران بشرط  عدم تدخلها بشئون المنطقة الداخلية اضافة الى تدخلها العسكري والمعنوي والسياسي السافر في سوريا والعراق ولبنان بينما اعتبر وزير الخارجية العماني بن علوي ايران دولة ذات شأن  يمكن لها ان تساهم باحلال السلام وانهاء العنف باليمن اذا ما أوقفت دعمها للحوثيين وانهاء العنف باليمن شأن يمني بحت فعلى الاطراف المتنازعة ببلادهم الحوار السياسي وغير ذلك .
هذه التصريحات كانت وراء اعلان وزير الخارجية الالماني شتاينماير خلال كلماته التي افتتح بها يومي الاثنين 24 و الثلاثاء 25 آب /اوجسطس مؤتمر السفراء الالمان بانه سيقوم بزيارة الى السعودية وايران وبعض دول منطقة الخليج العربي في وقت لاحق من شهر تشرين اول /اكتوبر المقبل لوساطة يقوم بها تساهم بتهدئة الاجواء المشحونة بالقلق والتوتر بمنطقة الخليج العربي والتحضير ايضا لمؤتمر دولي حول سوريا ربما يعقد في وقت لاحق من أواخر عام 2015 الحالي في جنيف / جنيف 3 / مؤكدا تفهمه لقلق الخليجيين من الاتفاق النووي الذي تم الغرب وايران لانهاء نزاع حول ملف ايران النووي استمر لاكثر من عشرة أعوام معربا عن أمله الى زيارة قريبة يقوم بها وزير الخارجية الايراني جواد ظريف الى الرياض لانهاء التوتر بين العاصمة السعودية وحكومة الملالي بطهران .
فإلغاء  بعض العقوبات الاقتصادية ضد ايران سيساهم بدعم ايران لنظام سوريا والحوثيين باليمن ماديا بشكل اكثر من ذي قبل وبالتالي بروز ايران كدولة نووية قوية بالمنطقة ، فالاتفاق النووي كان بمثابة اعتراف مباشر للغرب بروز طهران دولة نووية قوية بمنطقة الشرق الاوسط بالرغم من اذعان طهران لمطالب الغرب التي تكمن باستغناء طهران عن ما بين 80 الى 90 بالمائة من اليورانيوم وتوزيده الى روسيا وغيرها من الدول المعنية بالملف النووي لتخصيبه فيها واعادته الى طهران مخصبا واحتفاظها من مخزونها من الماء الثقيل لمدة تصل الى حوالي خمس وعشرون عاما .