ألمانيا- تركيا والغرب والأكراد وداعش

كاتب ومفكر سياسي
برلين ‏28‏/07‏/2015
يعقد سفراء ثمان وعشرون دولة عضو بحلف شمال الاطلسي / الناتو / وبمشاركة زعيم الحلف ينس شتولتنبيرج ووزيرة الدفاع الالمانية اورزولا فون دِرْ لاين هذا اليوم الثلاثاء 28 تموز / يوليو اجتماعا استثنائيا في بروكسل لمناقشة الاعمال العسكرية التي تقوم بها تركيا ضد تنظيم ما يُطلق عليه بـ / الدولة الاسلامية / وحزب العمال الكردستاني ، هذه الاعمال العسكرية التي بدأت يوم الاربعاء من الاسبوع المنصرم 22 الشهر الجاري جراء الاعتداء الاجرامي الذي طال اجتماعا شبابيا بمنطقة سورج التركية الواقعة على الحدود مع سوريا كانوا يريدون وضع خطط لاعادة اعمار منطقة عين العرب / كوباني / أشارت إشارات الاتهام الى / داعش / وقوفها وراء ذلك العمل الاجرامي .
وبالرغم من اعلان الادارة الامريكية والدول العضوة بـ / الناتو / بمقدمتها الرئيس الامريكي باراك اوباما ترحيبها دخول تركيا التحالف الدولي ضد / داعش / اذ سيعطي التحالف قوة ضد ذلك التنظيم الاجرامي المذكور الا ان هذه الدول تعارض العمل العسكري ضد الاكراد بالرغم من ان الحزب المذكور يعتبر ارهابيا في لائحة الاتحاد الاوروبي الامنية .
وقد طالبت المستشارة انجيلا ميركيل ووزير خارجيتها فرانك فالتر شتاينماير باتصال هاتفي مع رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو ووزير خارجيته مولود شاوش اوغلو عدم الغاء اتفاقية السلام بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني التي تنص على وقف اطلاق النار والعمل على حوار سياسي يعطي الاكراد الحق باستعمال لغتهم وادارة المناطق الاهلة بهم الى جانب مطالبة احزاب المانية متعاطفة مع الاكراد الحكومة الالمانية عدم ارسال اسلحة الى انقرة حتى لا تُستعمل ضد الاكراد والضغط على تركيا لوقف قصف معاقل الحزب المذكور والاقتصار على مقاتلة / داعش / باعتباره الخطر الاكبر على الامن والسلام الدولي . بينما طالب رئيس لجان شئون السياسة الخارجية بالبرلمان الاوروبي السياسي الالماني / ايلمار بروك تكثيف الاوروبيين والامريكيين والاتراك جهودهم لانهاء مأساة الشعب السوري الذي مر على مأساتهم اكثر من خمسة أعوام اضافة الى ممارسة الاوروبيين والامريكيين ضغوطهم على انقرة لانهاء اعمالها العسكرية ضد الاكراد متهما بالوقت نفسه أنقرة دعمها لعناصر / داعش / بشكل غير مباشر لتغاضيها عن تنقلات عناصر ذلك التنظيم بسهولة الى سوريا والعراق عبر الاراضي التركية بينما انتقد ناطق شئون السياسة الخارجية لدى كتلة الديموقراطيين الاشتراكيين نيلس آنين انقرة بمحاربتها الاكراد الذين يقاتلون تنظيم / داعش / مشيرا ان على انقرة دعم الاكراد بمحاربتهم التنظيم الاجرامي المذكور .
واتخاذ انقرة قرارها محاربة تنظيم حزب العمال الكردستاني يعود سببه المباشر الى تعاون وثيق بين الحزب المذكور وحزب الاتحاد الديموقراطي الكردي الموالي لنظام سوريا وتنظيم داعش الاجرامي باقامة دولة لهم بالمناطق الآهلة بهم في تركيا وسوريا ووصل دولتهم مع دويلة الاكراد العراقية فالمعدات العسكرية التي أرسلها الاوروبيون والامريكان الى دويلة أكراد العراق من اجل الدفاع عن دويلتهم ضد / داعش / ذهبت معظمها الى حزبي العمال الكردستاني والاتحاد الديموقراطي الذي يقوده صالح مسلم تبدأ دويلتهم بالحسكة التي يسيطر عليها حزب صالح مسلم لتمتد الى عين العرب / كوباني / والحسكة التي يسيطر عليها حزب الاتحاد الديموقراطي تكون بمثابة دعم حقيقي لاكراد تركيا بتحقيق أطماعهم بدولة مستقلة لهم . وبالرغم من عرض حزب العمال الديموقراطي على انقرة وقفا لاطلاق النار الا ان زعيمهم اوجلان الذي يقبع بالسجن لم يبدي تعليقا على العرض . هذه الاسباب كانت وراء اتخاذ انقرة قرارها بعمل عسكري ضد العمال الكردستاني الذي يتعاون بشكل سري مع تنظيم / داعش / للنيل من استقرار تركيا وسلامتها ، فالحزبين الكرديين والتنظيم الاجرامي المذكور وبتأكيد تقرير أجهزة المخابرات الدولية يتلقون مساعدات مالية ومعنوية من ملالي ايران والنظام السوري الذي هدد رئيسه بشار اسد حراق منطقة الشرق الاوسط برمته على حسب رأي خبراء السياسة الدولية الذين يرون بقيام دويلة للاكراد بين العراق وسوريا وتركيا مخطط قيام دويلات جديدة بمنطقة الشرق الاوسط تبدأ بتقسيم سوريا .
وبالرغم من دعم / الناتو / لتركيا بمحاربتها داعش ورفضه عملها العسكري ضد الاكراد الا انه لن يشارك انقرة باي عمل عسكري داخل الارضي السورية فقد أكدتت وزير الدفاع در لاين بندوة صحافي دعت اليها بثكنة عسكرية بمدينة بوتسدام / القريبة من العاصمة برلين تشرف على الانزال العسكري لالمانيا في تركيا وافغانستان يوم أمس الاثنين 27 الشهر الجاري ان / الناتو / لا يؤيد التدخل عسكريا الى جانب تركيا داخل الاراضي السورية الا اذا تطورت الامور العسكرية الى خطر اعتداء نظام سوريا على تركيا العضوة الهامة بحلف شمال الاطلسي / الناتو / فالوضع بمنطقة الشرق الاوسط وصل الى حد لا يمكن السكوت عنه فتنظيم / الدولة الاسلامية / يريد زعزعة الوضع الامني والسياسي في تركيا ولن يقبل / الناتو / رؤية تلك الدولة تعاني من عنف الارهاب الذي يمكن ان يصل الى عمق اوروبا اذا لم يتم استئصاله .
وعزت فون دِرْ لاين العنف والارهاب والاجرام الذي يمارسه عناصر / داعش / الى النظام السوري لوقوفه وراء الارهاب وقتله الشعب السوري وتشريده وقد آن الوان لاستماع وقبول آراء تركيا باقامة مناطق آمنة للاجئين السوريين من خلال حظر جوي ببمناطقهم مؤكدة دعمها لمطالب انقرة .
وأعربت دِرْ لايِن عن أملها بوقف انقرة ضرباتها ضد معاقل حزب العمال الديموقراطي مشيرة انها تنتظر من انقرة يوم غد الثلاثاء باجتماع بروكسل توضيحات حول اسباب توسعة عملها العسكري ليشمل معاقل الحزب المذكور والسعي ايضا لعدم انهيار اتفاقية السلام ووقف اطلاق النار بين الحكومة التركية والحزب المذكور اذ سيؤدي انهيار الهدنة الى نتائج لا تحمد عواقبها على حد قولها .