الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- تقييم لزيارة أوباما وخطابه بمدينة هانوفر

ألمانيا- تقييم لزيارة أوباما وخطابه بمدينة هانوفر

27.04.2016
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
برلين 26‏/04‏/2016
غادر الرئيس الامريكي باراك اوباما مساء يوم أمس الاثنين 25 نيسان /ابريل مدينة هانوفر بعد ان شارك المستشارة انجيلا ميركيل بافتتاح معرض هانوفر الدولي للاليات عائدا الى بلاده بعيد مشاركته باجتماع قمة اوروبية مصغرة ضمت رؤساء وزراء فرنسا وايطاليا وبريطانيا بمشاركة ميركيل تطرقت مباحثاتهم حول تطوير الاقتصاد الدولية والوضع في ليبيا وكيفية المشاركة بفرق عسكرية لضبط الامن بتلك الدولة التي اصبح الامن بها هام لاوروبا ، اذ تستطيع الفرق العسكرية الاوروبية  بدعم من واشنطن السيطرة على المياه الاقليمية والدولية لليبيا ووضع يدها على مهربي اللاجئين بعد أن أحكمت يدها  على بحر ايجة من مهربي اللاجئين .
وقبيل مغادرته هانوفر ألقى اوباما خطابا حث فيه الاوروبيين على التضامن الذي بدونه لا يستطيع الاوروبيون تجاوز الازمات التي تعصق بالقارة العجوز ، فكلمة اوباما للاوروبيين كانت كأنما خطاب تأنيب مدرس لتلاميذه  على حد رأي رئيس مؤتمر ميونيخ للامن والسلام الدوليين فولفجانغ ايشينجر الذي أعرب ايضا ان زعيما اوروبيا القى الخطاب ، فلا يمكن محاربة الارهاب وتجاوز الازمة الاوكرانية واعادة سوريا وليبيا والعراق الى الاستقرار بدون تضامن اوروبي اوروبي فمنطقة الشرق الاوسط جارة طبيعية لاوروبا لها علاقات تاريخية وطيدة مع اوروبا .
خطاب اوباما الذي حث الاوروبيين على التضامن مثل خطابه الذي القاه بجامعة القاهرة عام 2009 الذي حث فيه على المصالحة بين الاسلام والغرب فقد بقي الخطاب فقاعات هوائية اذ ازداد  العداء بين الجانبين اكثر من ذي قبل فالادارة الامريكية لم تساهم بالمصالحة وبقيت كلمته صرخة في واد لدى الغرب بينما لم تحظى كلمته بثقة مصداقية الولايات المتحدة الامريكية  لدى مسلمي شعوب منطقة الشرق الاوسط فقد وقفت الادارة الامريكية  وراء الانقلاب العسكري الذي أطا برئيس شرعي منتخب من قبل الشعب المصري ولم تمد يدها الى الشعب السوري بانتفاضته ضد الظلم والطغيان بل تسعى الادارة الامريكية الابقاء على بشار اسد على راس السلطة في سوريا وكانت وراء انهاء ازمة الملف النووي لايران التي تطمع بالسيطرة على منطقة الخليج العربي  بعد ان استطاعت فرض هيمنتها السياسية والدينية في العراق وتسعى لفرض هذه الهيمنة على سوريا ، وكانت وراء تشجيع موسكو بسلخ شبه جزيرة القرم عن اوكرانيا من خلال تأكيد نائبة وزير الخارجية لشئون اوروبا  فيكتوريا نولاند التي حثت الرئيس الاوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش ..
زيارة اوباما المانيا وخطابه الذي ألقاه في هانوفر هو من اجل التوقيع على معاهدة التجارة الحرة بين الاوروبيين والولايات المتحدة الامريكية هذه المعاهدة التي يجب ان لا تتم وعلى الاوروبيين والادارة الامريكية الاخذ بعين الاعتبار آراء الشعوب الاوروبية التي ترفض هذه المعاهدة فمن يخاطب العالم من اجل كرامة الانسان وحقوقه عليه ايضا الاصغاء الى آراء الشعوب التي رتفض مثل هذه الاتفاقية التي تستهدف كيان الاوروبيين .
اوروبا بحاجة الى امريكا التي كانت وستبقى شريكا استراتيجيا هاما للاوروبيين وحلف شمال الاطلسي / الناتو / الا انه لا احد يتوقع ان ينجم عن خطاب اوباما الذي حث الاوروبيين على التعاضد ان تساهم بتعاون وثيق للغاية بين الاوروبيين والامريكيين فاوباما سيغادر البيت الابيض خلال عام 2016 الحالي وسياتي الرئيس الجديد اذ من الصعب الجزم مقدرة الاوروبيين التعاون مع الرئيس الامريكي القادم وهو ما أشار اليه وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير .