الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- خيبة أمل للأتراك من حبهم لأوروبا

ألمانيا- خيبة أمل للأتراك من حبهم لأوروبا

03.12.2016
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
برلين ‏30‏/11‏/2016
تلتزم المستشارة انجيلا ميركيل الصمت حول خبر اوردته صحيفة الـ / بيلد / الشعبية الواسعة الانتشار التي تصدر عن مجموعة / اكسيل شبرينجر / الاعلامية والتي تعتبر بمقدمة دور الاعلام معاداة لتركيا ، هذا اليوم الاربعاء 30 تشرين ثان / نوفمبر ان المستشارة انجيلا ميركيل اشارت خلال اجتماع مصغر لكتلة المسيحيين الديموقراطيين معارضتها لاستمرار مفاوضات الاوروبيين مع تركيا الخاصة بحصول تركيا  على عضوية الاتحاد الاوروبي .
ولم تذكر الصحيفة متى تم  اجتماع الكتلة البرلمانية مع ميركيل قبل مطالبة اعضاء البرلمان الاوروبي  المفوضية الاوروبية بوقف مفاوضاتها مع تركيا من خلال تصويتهم على ذلك يوم الخميس من 24 تشرين ثان / نوفمبر أم بعده ، اذ ما نقلته الصحيفة ينافي تصريحات سابقة لميركيل وخاصة ببيانها الحكومي الذي ألقته بالبرلمان الالماني يوم الاربعاء من الاسبوع المنصرم اذ اكدت فيه رفضها لوقف المفوضية الاوروبية مفاوضاتها مع انقرة .
وبالرغم من مطالبة اعضاء البرلمان الاوروبي المفوضية الاوروبية مفاوضاتهم مع انقرة الا انهم اكدوا اهمية  شراكة تركيا الاستراتيجية مع الاوروبيين وعودة المفاوضات مرتبطة بانهاء سياسة الاعتقال ومراقبة الصحافة واعادة فتح دور الصحف التي تم اغلاقها ووقف حالات تصريح موظفين يعملون بالقطاع العام جراء الاعتقاد مساندتهم للمحاولة الانقلابية التي استهدفت تركيا يوم الخامس عشر من تموز / يوليو عام 2016 الحالي .
واذا كانت تصريحات ميركيل الاخيرة التي نقلتها الصحيفة صحيحة فلا يعتبر جديدا اذ ان المستشارة ميركيل كانت قبل ازمة اللجوء وغيرها من المعارضين حصول تركيا على عضوية كاملة بالاتحاد الاوروبي  واستبدال ذلك بعلاقات ممتازة مثل الغاء تاشيرة الاتراك الى دول شينغين .
فقد أوضح ناطق الحكومة الالمانية شتيفين زايبرت بمؤتمر الحكومة الالمانية الصحافي المعتاد ان الامور قد تشابهت على  الصحيفة المذكورة وميركيل لم تشر ذلك بشكل رسمي انما كان هناك مناقشة ان ناقل التصريح للصحيفة أخطأ بتعبيره حول راي ميركيل وموقفها من استمرار المفاوضات الاوربية مع تركيا اذ اعربت ميركيل اثناء لقائها مع اعضاء كتلة المسيحيين عن رأيها مطالبة بعض دول الاتحاد وأعضاء البرلمان الاوروبي وقف المفاوضات بانه ليس بجديد . .
وبالرغم من تدهور العلاقات بين برلين وانقرة الا ان اتصالات مسترة تجري بين مسئولي تلك الدولتين  فقد أكد ناطق الحكومة الالمانية شتيفين زايبرت الى اتصالات هاتفية تجري بين المستشارة انجيلا ميركيل والرئيس التركي رجب الطيب اردوغان بالرغم من الاحتقان بين برلين وانقرة وذلك وفق تقرير لقسم المحطة الاولى للرائي الالماني من استانبول . .
وأشار زايبرت بمؤتمر الحكومة الالمانية الصحافي المعتاد هذا اليوم الجمعة 2 كانون اول /ديسمبر ان ميركيل اجرت اتصالا هاتفيا في وقت سابق من يوم أمس الخميس 1 الشهر الحالي مع اردوغان تطرقا الى ضرورة بدء صفحة جديدة للعلاقات بين المانيا ومعها اوروبا وبين تركيا مؤكدة له حرص الحكومة الالمانية على علاقة قوية مع انقرة مضيفا انهما تطرقا ايضا الى الوضع بمدينة حلب السورية اذ اعربا عن أسفهما لوضع سكان حلب المأساوي منتقدين بالوقت نفسه التدخل الروسي الى جانب اسد بتدمير حلب وتشريد شعبها والضرورة ملحة على وقف اطلاق النار وتسهيل وصول المساعدات الانسانية الى سكان تلك المدينة مضيفا ان اردوغان طالب ميركيل تنفيذ الاوروبيين اتفاقهم مع الاتراك بشأن اللاجئين وبالتالي بشان الغاء تأشيرة دخول الاتراك الى دول منطقة شينغين ، واضاف زايبرت ان ميركيل واردوغان تطرقا ايضا الى وضع جزيرة قبرص  والسعي لعودة مباحثات توحيد الجزيرة التي فشلت الجهود خلال الاجتماع الذي مؤخرا بالعودة الى المباحثات من جديد على حد قوله .
ناطق وزارة الخارجية الالمانية مارتين شيفر عزا مطالبة بعض الدول الاوروبية ومن بينهم اعضاء البرلمان الاوروبي وقف المفاوضات الى مشاكل بين بعض الدول الاوروبية وتركيا مثل مسألة جزيرة قبرص وفشل المفاوضات لاعادة توحيدها من جديد وموقف اليونان من تركيا ونتائج بعض منجزات تركيا لمطالب الاتحاد الاوروبي لم يتم نشرها  بطلب من بعض دول الاتحاد التي لها مشاكل مع تركيا .
وكانت المحطة الاولى من الرائي الالماني قد بثت مقابلة اجرتها مع وزير شئون العلاقات التركية مع الاوروبيين عمر شليك  مساء يوم أمس الاربعاء 30 تشرين ثان / نوفمبر  حول تهديد الرئيس التركي رجب الطيب اردوغان باجراء استفتاء شعبي حول استمرار طلب تركيا  عضوية الاتحاد الاوروبي ، رأى شليك ان الاتراك اصيبوا بخيبة امل من حبهم الاتحاد الاوروبي والرغبة الجامحة لدخول عضوية الاتحاد بدأ يتلاشى لدى الاتراك جراء عدم تنفيذ الاوروبيين وعودهم لتركيا التي تكمن بالغاء تاشيرة دخول الاتراك دول منطقة شينغين ووضعهم ايضا عوائق تحول دون اندماج حقيقي لتركيا مع الاوروبيين بسبب الاسلام وادعاءات من بعض دول الاتحاد الارووبي بان عادات وتقاليد الاتراك بعيدة كل البعد  عن تقاليد وعادات الاوروبيين مشيرا ان اكثر الوعود والتي منها تقديم مساعدات مالية للتخفيف عن عبء استيعاب اللاجئين السوريين والغاء التأشيرة كلها كانت وعود خالية من التنفيذ وبدل ان يساهم الاوربيون بتعجيل المفاوضات واتخاذها بشكل جدي يتقاعسون عن ذلك ويضعون شروطا مجحفة كما ان المساعدات المالية للاجئين السوريين واقامة مشاريع تنموية لهم تسير ببطء شديد .
وأكد شليك ان تهديدات اردوغان بالغاء اتفاقية اللجوء بين تركيا والاوروبيين التي تم التوصل اليها في وقت سابق من شهر آذار /مارس 2016 الحالي ربما تر النور فخيبة الامل من الاوروبيين ليست بجديدة واصفا مطالب الاوروبيين وتقاعسهم بالابتزاز والجبن ومع ذلك فان تركيا مصرة على عضوية تامة بالاتحاد الاوروبي وقد أنجزت حكومته الكثير من المطالب الاوروبية مطالبا عرض نتائجها على الرأي العام في اوروبا  على حد قوله .