الرئيسة \  برق الشرق  \  المانيا- ماذا بعد تسليح الاكراد

المانيا- ماذا بعد تسليح الاكراد

02.09.2014
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏01‏/09‏/14
يناقش أعضاء البرلمان الالماني هذا اليوم الاثنين 1 ايلول/ سبتمبر  توضيحات الحكومة الالمانية حول نوعية الاسلحة التي سترسلها الى أكراد العراق  لمواجهة تنظيم ما يُطلق عليه  / الدولة الاسلامية – داعش / وحماية دويلتهم والذين لجأوا اليهم من النصارى واليزيديين . فقد أعلنت وزيرة الدفاع اورزولا فون در لاين ومعها وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير بمؤتمر صحافي عقداه مساء يوم أمس الأحد 31 آب /اوجسطس ان الماينا ستقوم بارسال ذخيرة وآليات عسكرية وصواريخ مضادة للدبابات مع خوذات وسترات واقية ومعدات عسكرية متنوعة الى الاكراد واستمرار تقديم المساعدات الانسانية الى اللاجئين بتلك المناطق  كما سترسل وزارة الدفاع فرقة عسكرية صغيرة لتدريب الاكراد على الاسلحة والاشراف على على محاربتهم داعش ، بينما أوضح شتاينماير ان القرار بارسال الاسلحة كان صعبا الا انه هاما ولم تقرر برلين ارسال الاسلحة الا بعد مفاوضات واستشارات مع شركاء المانيا الاستراتيجيين باوروبا ومنطقة الشرق الاوسط مؤكدا ان وضع حد لجماح قوة / داعش / يتطلب تضامنا من حكومات الدول المجاورة للعراق ومؤتمرا اقليميا ودوليا للبحث في خطر ذلك التنظيم الذي يعتبر اجراميا ارهابيا .
ويعتبر ارسال المانيا اسلحة الى دويلة تتمتع بحكم ذاتي تتبع حكومة مركزية أو بالأحرى الى جيش متطوعة غير نظامي الاول من نوعه في تاريخ المانيا الحديث وبالتالي خارج عن تعاليم الدستور الالماني عدم ارسال اسلحة الى تنظيم يحاوب تنظيم آخر والى منطقة تعيش في حالة فوضى امنية وسياسية وحرب عرقية ودينية . ويخشى معارضو ارسال الاسلحة من الكتل النيابية وهم من الخضر والتحالف اليساري واكثر اعضاء الحزب الديموقراطي الاشتراكي / الشريك الائتلافي للمسيحيين /  من أن يؤدي ارسال الاسلحة الى الاكراد وصولها الى الحزب الكردي الديموقراطي الموالي للنظام السوري الذي يعد العدة لقيام دويلة للاكراد في مناطق الشرق السوري / الحسكة / وغيرها ودمج دويلتهم مع دويلة كردستان العراق او ارسال هذه الاسلحة الى حزب العمال الكردي الذي يعيش حاليا شهر عسل مع الحكومة التركية وذلك لدعم هذا الحزب بمطالبهم حكما ذاتيا لهم بالمناطق الاهلة بهم بتركيا كما يخشى هؤلاء المعارضون من حرب تقع بين الاكراد أنفسهم بدويلتهم كردستان العراق  بدل توجيه المعدات العسكرية لصد خطر / الدولة الاسلامية / .
أما خبراء المنطقة فيؤكدون ان المانيا ومعها تلك الدول التي اعلنت ارسالها اسلحة الى الاكراد مثل ايطاليا وفرنسا وبريطانيا وقيام الولايات المتحدة الامريكية بعمليات عسكرية محدودة ضد / داعش / في الشمال العراقي ، تريد الوقيعة بين شعوب تلك المنطقة باكثر من ذي قبل وانشاب حرب جديدة بين الشرق والغرب بحجة محاربة الارهاب ، فتنظيم / داعش / بالرغم من انه خرج من عباءتي نظام بشار اسد وملالي ايران اصبح يكسب عناصر اسلامية متشددة  تعتقد تماما ان الحرب ضد / داعش / حرب ضد الاسلام على غرار الحرب بافغانستان ضد القاعدة والطالبان . ويعرب بعض هؤلاء الخبراء عن خشيته ان تؤدي جرائم / داعش / الى اتصالات علنية للغرب مع بشار اسد ، فبعض دول الاتحاد الاوروبي وبعض الدول العربية التي أعلنت وقوفها الى جانب الشعب السوري لا تزال على اتصال مستمر مع نظام سوريا بشكل سري وتصريحات وزير خارجية نظام سوريا وليد المعلم  الاخيرة التي أعلن فيها استعداد نظامه التعاون مع اوروبا والغرب ضد / داعش / يؤخذ بجدية .
الايام القليلة المقبلة مليئة بالمفاجئات ، فوزيرة الدفاع فون در لاين التي أكدت مرارا بأن السياسة الخارجية لالمانية لن تكون سياسة عسكرية أعلنت الى نية الحكومة الالمانية ارسال فرقة عسكرية الى كردستان العراق وهذا بحاجة الى موافقة اعضاء البرلمان الالماني واذا ما تمت الموافقة والارسال فان معظم الدول الاوروبية ومعها حلف شمال الاطلسي / الناتو / سترسل فرقها العسكرية الى مناطق شمال العراق .
وبالرغم من مناقشة اعضاء البرلمان الالماني هذا اليوم الاثنين ارسال الاسلحة الى العراق فان القرار ماض بالرغم من تهديدات رئيسا كتلتي الخضر والتحالف اليساري بالبرلمان الالماني انطون هوفرايتر وجريجور جيسي ومعهم اعضاء بكتلة الديموقراطيين الاشتراكيين تقديم شكوى ضد الحكومة الالمانية الى المحكمة الدستورية العليا فان نائب رئيس هذه المحكمة فرديناند كيرشهوف يعتقد أن أعضاء محكمته سينظرون بالشكوى سريعا ويرفضونها بشكل اسرع فالسياسة الدولية تملي على الحكومة الالمانية اتخاذ قرارات خاطئة .