الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- نظرة حول أسباب تطورات ما يجري في أوكرانيا

ألمانيا- نظرة حول أسباب تطورات ما يجري في أوكرانيا

17.04.2014
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏16‏/04‏/14
ازدادت حدة التساؤلات حاليا مع تزامن ارتفاع أصوات طبول الحرب  بين روسيا واوكرانيا وتدهور العلاقات بين اوروبا ولا سيما المانيا مع روسيا حول الاسباب التي جعلت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ينتهج سياسة عدائية ضد أوروبا بعد مرحلة هدوء حذر. فبالرغم من اجماع الاحزاب الالمانية بما فيها التحالف الشيوعي في مقدمته زعيمة كتلته النيابية بالبرلمان الالماني زهرة فاجينكنيخت ان ضم روسيا لشبه جزيرة القرم غير قانوني ومخالف تماما لارادة الشعوب وحقوقه مؤكدة عدم قبول حزيها لسياسة امبريالية تنتهجها روسيا حيال القرم ومدن شرق اوكرانيا الا انها أكدت ايضا وقوف الولايات المتحدة الامريكية وراء تحريض الغرب الاوكراني على روسيا بتعاون مطلق مع الاوروبيين .
لقد وضعت الحرب الباردة  اوزارها عام 1988 بشكل غير رسمي عندما أكد قائد حلف شمال الاطلسي / الناتو / بآخر مؤتمر صحافي له انتصار حلفه على حلف وارسو وانتهت الحرب بشكل رسمي عام 1989 التي اسفرت عن انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991 اثر انهيار الانظمة الشيوعية بأوروبا .
ويعتقد استاذ التاريخ الاوروبي في جامعة هومبولدت البرلينية هاينريش اوجوست فينكلر في محاضرة ألقاها مساء يوم أمس الثلاثاء 15 نيسان//بريل بأن الاوروبيين وراء السياسة الجديدة التي ينتهجها زعيم الكرملين فلاديمير بوتين ضدهم ، فالاوروبيين ومعهم حلف شمال الاطلسي / الناتو / لم يكترثوا لاستياء روسيا من / الناتو / الذي ضرب بعرض الحائط احتجاج موسكو لنشر قواعد صواريخ جديدة له في اوروبا الشرقية وبالتحديد على ضفاف المدن البولندية الواقعة على بحر البلطيق تواجه تماما المدن الروسية الواقعة على البحر المذكور اضافة الى عدم التزام واشنطن اثناء الاجتماع الذي تم بين الرئيس الامريكي باراك اوباما والرئيس الروسي السابق / رئيس الوزراء الحالي / ديمتري ميدفيديف بخفض الاسلحة النووية ذلك الاتفاق الذي تم في براغ في وقت سابق من عام 2010 .
والعلاقات  بين المانيا وروسيا كان يشوبها صداقة حميمة  دودة منذ عهد القيصرية الالمانية والروسية وصداقة لدودة منذ استلام الزعيم النازي  ادولف هتلر   مقاليد السلطة في المانيا عام 1930 وكان يتجنب التحرش بروسيا لحرصه على تحييدها من طموحاته في اوروبا الا ان مسألة الاحتكاك ببولندا وراء دخول روسيا الحرب العالمية الثانية بتحريض من بريطانيا التي قال زعيمها ونستون تشرتشل استعداده التعاون مع الشيطان / الشيوعية / ضد الالمان لوقف جماحهم الذي يكمن بالسيطرة على اوروبا مضيفا بأن روسيا الشيوعية كانت اول من اعترف بجمهورية فايمار / 1918 – 1933/ تلك الجمهورية التي قامت على اعقاب تصفية القيصرية الالمانية لزعماء الشيوعية في المانيا واوروبا . ويرى  مفكرون سياسيون  ان السياسة الروسية العدوانية لاوروبا يجب ان تنتهي بالدبلوماسية الهادئة والحوار المستمر مع روسيا  فالاوروبيين انتهجوا سياسة عقوبات اقتصادية ضد تلك الدولة عند احتلالها لافغانستان  ثم رأوا انه لا مفر من عودة الوئام مع روسيا واي احتكاك عسكري يقع بين الاوروبيين وروسيا فالاضرار ستلحق بأوروبا وليس بأمريكا لبعدها عن اوروبا وعلى الاوروبيين مطالبة واشنطن بعدم التحريض ووقوفها بالحياد حول ما يجري .
الا أن هناك أسباب غير مباشرة للسياسة العدوانية التي ينتهجها بوتين ضد الاوروبيين ، فبوتين لم يشارك بتوقيع آخر زعيم للاتحاد السوفييتي ميشائيل جورباتشوف مع الرئيس الامريكي السابق جورج بوش / الاب / على انهيار الاتحاد السوفييتي بل كان في مقدمة من بادر تلبية طلب الرئيس الامريكي   الراحل رونالد ريغان عنما زار برلين عام 1987 ووقف عند الجانب الغربي من بوابة براندينبورج التاريخية مناشد جورباتشوف بفتح البوابة اي بهدم سور برلين الذي تم هدمه عام 1989 الذي نجم عنه اعادة توحيد الالمانيتين  عام 1990 ، فمن شروط روسيا توقيعها على اعادة توحيد الالمانيتين الذي شارك بحفل التوقيع الرئيس الامريكي السابق جورج بوش / الاب / مع الرئيس الروسي جورباتشوف عدم توسعة ضم حلف / الناتو / لبلاد كانت تابعة للاتحاد السوفيتي وعدم تجاوز / الناتو / لحدود نهر اودر اي النهر الذي يجري على الحدود الالمانية البولندية التشيكية الا أن / الناتو / لم يلتزم بشروط تلك الاتفاقية وضم اليه جميع تلك الدول التي كانت ضمن حلف / وارسو / التشيك وسلوفاكيا وبولندا وهنغاريا ودول بحر البلطيق الثلاثة ليتوانيا وليتلاند واستونيا .