الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- أمل بوقف إطلاق النار في سوريا

ألمانيا- أمل بوقف إطلاق النار في سوريا

13.02.2016
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
ميونيخ ‏12‏/02‏/2016
وصف وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير مباحثات يوم أمس الخميس 11 شباط /فبراير بين الدول المعنية بالحرب في سوريا بالصعبة للغاية كاشافا النقاب على مشاجرات جرت اثناء الاجتماع المغلق  وان سوريا ومنطقة الشرق الاوسط واوروبا في خيارين إما ايجاد حل سياسي لانهاء الحرب في سوريا وانهاء مأساة الشعب السوري او او إغراق سوريا في العنف والحروب لسنوات اخرى . وأعلن شتاينماير ان جميع الذين شاركوا في اجتماع مساء يوم أمس أجمعوا ان العمل العسكري وحده لن يحل أزمة العنف في ذلك البلد كما أجمعوا على ان مقترحات مؤتمرات فيينا التي تكمن بانهاء الحرب في سوريا وقيام حكومة موقتة وانتخابات بعد ذلك ، كما أجمعوا على ضرورة فتح الطرق الى المدن وال4قرى المحاصرة لايصال المساعدات الانسانية الى المحاصرين وذلك وفق اتفاقية وقف لاطلاق النار يجب ان تتم خلال ايام قليلة وانه من الصعب التكهن ما اذا كان اتفاق يتم خلال مناقشات مؤتمر ميونيخ للامن والسلام الدوليين الذي سيبدأ أعماله هذا اليوم الجمعة على وقف اطلاق النار  سيكون نافذا وصامدا من قبل بشار اسد ونظامه وايضا من المعارضة السورية والميليشيات التي تساند اسد في محاربته الشعب السوري مثل  ميليشيات ما يطلق عليه بـ / حزب الله / وورسيا أيضا .
وأوضح شتاينماير ان الاتفاق لاذي تم التوصل اليه باجتماع مساء يوم أمس الخميس فتح المعابر الى القرى والمدن المحاصرة وتأمين الغذاء والدواء لضحايا الحصار عبر الجو وعبر سيارات شاحنة تصل الى تلك المناطق بدون عوائق وارغام تلك الميليشيات سواء التابعة لنظام اسد والمعارضة التي ترفض استقبال مساعدات انسانية من قبل هئية الامم المتحدة ومنظمات اغاثة دولية استقبال ووجودها بالمناطق التي تسيطر عليها .
التخفيف تدريجيا من الاعمال الحربية تشمل جميع المناطق السورية الى ان يتم تنفيذ وقف شامل لاطلق النار وعلى ايران وروسيا ارغام بشار اسد التقيد بهذا الاتفاق  وعلى الميليشيات  التي تحارب نظام بشار اسد التقيد ايضا بما تم الاتفاق عليه .
واذا ما تم ذلك فان طريق العودة الى فيينا وجنيف يصبح سالكا وتنفيذ المقترحات التي تكمن بالتوصل الى حل سياسي يعتبر سهلا على حد قوله .
وبالرغم من  اعتبار وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير ان الاتفاق على وقف اطلاق النار الذي تم التوصل اليه اثناء اجتماع وزراء خارجية الدول التي تسعى لانهاء ماساة الشعب السوري خطوة لا بأس بها وانه لا احد يدري ما اذا كان المقترح سيكون نافذا خلال الايام والساعات القليلة المقبلة .
الا أن وزير الدفاع الالماني السابق فرانس يوسف يونغ الذي يشغل حاليا نائب رئيس كتلة المسيحيين بالبرلمان وعضو لجان شئون السياسة الخارجية والدفاعية فيه اكد انه بالرغم من ترحيب الحكومة الالمانية لما تم الاتفاق عليه في ميونيخ مساء يوم أمس الخميس 11 شباط / فبراير الا ان الضرورة ملحة تطبيق الاتفاق ميدانيا وعلى موسكو ان تبدأ بنفسها الذي يكمن وقف قصفها للمدن السورية وخاصة حلب وادلب وغيرهما وعدم مساعدة جيش نظام سوريا بالسيطرة على حلب  ووقف جيش نظام سوريا قذفه المدن والقرى بالبراميل الحارقة وممارسة الضغوط على طهران وموسكو  التقيد بالاتفاق اذا تم تنفيذه  اذ ان العاصميتن المذكورتين تتحملان مسئولية ما تهجير الكثير من سكان حلب وغيرها الى تركيا والى داخل سوريا والعمل العسكري الذي تقوم به موسكو مخالف لقرار مجلس الامن الدولي الذي يحمل رقم 2254 ودعم الكرملين لنظام اسد في الحرب ضد الشعب السوري يعتبر انتهاك لكرامة الشعوب وحقوقها وحريتها مشيرا الى انه اذا ما لم تقم روسيا وايران بالتقيد بوقف اطلاق النار فعلى العالم اعادة العقوبات الاقتصادية ضد ايران والتمديد لها ضد  روسيا .
وبالرغم من الاتفاق حول احتمال وقف اطلاق النار الا ان هناك شكوك في مصداقية روسيا والنظام السوري اضافة الى ايران  اذ يرى خبراء السياسة الدولية بانه كان قد تم في السابق وعلى مدى الخمسة اعوام الماضية  وبين الحين والاخر على وقف اطلاق النار في مناسبات دينية الا ان لنظام السوري لم يتقيد بها بل زاد من قصفه القرى والمدن وتهجير اهلها اثناء وقف اطلاق النار ، كما انه ليس من مصلحة روسيا التقيد بوقف اطلاق النار من اجل تحقيق مصالحها وبالتالي لزيادة ضغطها على تركيا والاوروبيين  الذي يكمن بتهجير المزيد من السوريين الى تركيا التي تعيش مع روسيا في حالة فتور ربما يؤدي الى وقوع حرب صغيرة بينهما .