الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا - هذا اليوم قبل مائة عام

ألمانيا - هذا اليوم قبل مائة عام

27.07.2014
هيثم عياش


هيثم عياش
كاتب ومفكر سياسي
برلين / ‏25‏/07‏/14
في مثل هذا اليوم قبل مائة عام ليوم  25 تموز/يوليو من عام 1914 الذي وافق ليوم   3 رمضان من عام 1332 للهجرة  أعلن كل من القيصر الالماني  فيلهلم الثاني / 1859- 1941 / ومعه قيصر القيصرية الرومانية المقدسة - فيصرية النمسا وهنغاريا  فرانس يوسف الاول فون هابسبورج / 1831- 1916 / الحرب ضد صربيا وذلك بعد فشل الدبلوماسية الاوروبية لمنع وقوع حرب بالقارة العجوز بسبب مقتل ولي عهد النمسا فرانس فرديناند / 1863- 1914/  وزوجته في سراييفو  يوم 28 حزيران/يونيو 1914 . كان ذلك التاريخ 25 تموز/يوليو 1914 ايذانا باندلاع الحرب العالمية الاولى التي شارك فيها اكثر من 40 دولة بالعالم .
وأعرب علماء السياسة والتاريخ بندوة حول مرور مائة عام على اعلان القيصران الالماني والنمساوي المذكورين الحرب ضد صربيا  وروسيا واليونان والدول الارتودكسية  هذا اليوم الجمعة 25 تموز/يوليو بالعاصمة برلين عن قلقهم اندلاع مثل هذه الحرب جراء الازمات التي يعيشها العام حاليا مثل الازمة الاوكرانية والحرب التي يشنها النظام السوري ضد شعبه في سوريا والحرب التي يقودها الصهاينة ضد الشعب الفلسطيني في فلسطين وازدياد قوة ما يُطلق عليهم بعناصر تنظيم / الدولة الاسلامية في العراق والشام – داعش / اضافة الى نزاعات اخرى بافريقيا والقوقاز الشمالية حيث يسعى المسلمون  فيها للتحرير من روسيا القيصرية ، وخشية الدول التي كانت تابعة للاتحاد السوفيتي من غزو روسي محتمل .
ووصف وزير الخارجية الالماني السابق يوشكا فيشر بندوة دعت كتلة الخضر اليها الدبلوماسية الحالية لانهاء عنف نظام سوريا وانهاء الازمة الاوكرانية بأنها بليدة للغاية مع غشاوة على اوجهها وبالتالي عدم جديتها فالاوروبيين يقفون وراء الازنة الاوكرانية جراء حثهم الشعب الاوكراني  على الثورة ضد حكومتهم السابقة لرفضها شراكة اوروبية استراتيجية  دون ان يعوا شعور موسكو ومراقبتها لما يجري في اوكرانيا ومعرفة موسكو لخطط الاوروبيين ضد روسيا وبالتالي جهل الاوروبيين بالشعور القومي المتزايد لاعادة مجد روسيا في اوروبا والعالم من جديد ، عدا عن ذلك فان الولايات المتحدة الامركية كانت وراء دعم روسيا ورئيس اوكرانيا السابق فيكونور يانوكوفيتش  فهي وراء  ضياع شبه جزيرة القرم ووراء تشجيع الانفصاليين بالشرق والجنوب الاوكراني لمحاولة انفصالهم عن اوكرانيا المركزية ، مؤكدا ان الغرب لا يبذل اي دبلوماسية حقيقية لانهاء نظام أسد وان حكومة الديموقراطيين الاشتراكيين والخضر التي كان فيشر وزيرا للخارجية فيها كانت أكثر وعيا وقدرة على انهاء الازمات فقد أعلنت المانيا الحرب ضد صربيا  عندما فشلت الدبلوماسية كما اعلنت مشاركتها الحرب ضد الطالبان عندما لمست بشكل قوي خطورة ذلك التنظيم ولا بد من وضع حد لماساة الشعب السوري قبل وقوع العالم بحرب عالمية ثالثة .
الازمة الاوكرانية  وحرب الصهاينة ضد الشعب الفلسطيني والعنف في سوريا والعراق  ومذابح ضد المسلمين في افريقيا الوسطى وضغوط وكبت تمارسها الصين على مسلمي تركستان الشرقيةودعم مطلق لروسيا وايران لنظام اسد أمام سمع ورؤية ما يُطلق عليه بمنظمة الامم المتحدة ومجلس امنها الدولي دون حراك لهما يذكر دليل واضح على ضرورة تغيير جذري للسياسة الدولية في العالم فإما الدعوة الى حرب تأكل الاخضر واليابس لتعيد الناس الى العصور  الوسطى او يتنادى حكماء العالم بأن يسعوا لاحلال السلام من خلال حوار فعال مع جميع اطراف النزاع في العالم ، فالوضع باوكرانيا خرج عن السيطرة وسيؤدي الى حرب تتوسع لتصبح حرب دينية  ، فقد تعرض المسلمون منذ بدء ازمة بلادهم للاضطهاد وهم بمقدرتهم الاستنجاد بالمسلمين على غرار ما وقع بالبوسنة والكوسوفو  اثناء الحرب بالبقان وسيطرة عناصر تنظيم / الدولة الاسلامية / على مناطق كثيرة بالعراق وسوريا يُنذر بوقوع الشرق الاوسط برمته وأووربا في دوامة عنف ومناوشات بين الاسلام والغرب من جديد على حد راي خبير منطقة الشرق الاوسط اودود شتاينباخ .
شعوب فلسطين وسوريا والعراق تعيش بدوامة عنف فالاقليات العرقية والدينية في سوريا والعراق حتى اهل السنة فيهما يعانون من ابادة جماعية وبدون حماية  ، صحيح ان المستشارة نجيلا ميركيل ووزير خارجيتها فرانك فالتر شتاينماير أكد أحقية الكيان الصهيوني بالدفاع عن نفسه كذلك الشعب الفلسطيني له الحق بالفداع عن نفسه لانه معتدى عليه وليس بمعتدي وعلى اوروبا اخذ المبادرة من الامريكيين  وانهاء القتل بمناطق النزاعات بالعالم على حد رأي زعيمة كتلة الخضر النيابية كاترين جورينغ ايكاردت .
الحرب الثالثة على الابواب واندلاعها مسألة  وقت لا أكثر .