الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا - حزب الله وداعش توأمان ، وجهود السعودية بسورية

ألمانيا - حزب الله وداعش توأمان ، وجهود السعودية بسورية

28.05.2016
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
برلين 26‏/05‏/2016
ناقشت ندوة بتنظيم مبرة كونراد أديناور للدراسات والمساعدات الدولية التي يُشرف عليها الحزب المسيحي الديموقراطي ، حول الوضع في سوريا ومنطقة الشرق الاوسط والحوار مع أعضاء من منظمات موضوعة ضمن لائحة الاتحاد الاوروبي الخاصة بمحاربة الارهاب في مقدمتها ما يُطلق عليه بـ /  حزب الله اللبناني / وتنظيم ما يُطلق عليه بـ / الدولة الاسلامية / .
وترى الصحافية الالمانية كرستين هيلبيرج التي عاشت في سوريا ردحا من الزمن ان المجتمع الدولي خذل الشعب السوري الذي كانت انتفاضته ولا تزال من اجل الحرية والكرامة مشيرة بان مقتل اكثر من 600 الف شخص منذ عام 2011 اكثرهم من قبل النظام السوري اضافة الى مشاركة تنظيم ما يُطلق عليه بـ / الدولة الاسلامية / اما جبهة النصرة فهي لم ترتكب جرائم ضد الشعب السوري بل كان اكتر اعمالها من اجل حمايته مثل الجيش السوري الحر الذي تأسس من اجل حماية الشعب السوري من بطش بشار اسد ومرتزقته مشيرة الى ضرورة مشاركة فرقة عسكرية اممية في سوريا لحماية الشعب السوري وتدخل عسكري دولي لانهاء بشار اسد بالقوة.
السعودية كانت اول دولة اعلنت قطع علاقاتها مع بشار اسد وسحبت سفيرها من دمشق مثل تركيا وقد بذلت الرياض جهودا جبارة لاقناع بشار اسد بوقف ابادة شعبه والتوصل معه الى صيغة مرضية والاستجابة لمطالبه التي تمكمن بالحرية واطلاق سراح السجناء وكان الملك عبد الله بن عبد العزيز أل سعود / رحمه الله / قد أرسل نجله نائب وزير الخارجية عبد العزيز بن عبد الله مرات عديدة الى دمشق لاقناع  أسد بوقف الابادة وحقن الدماء ولما وجد عدم جدوى ذلك اعلن براءته منه فالحكومة السعودية لها إلمام بسياسة اسد الغبية فالرياض اصيبت بخيبة امل  لعدم التزام اسد بأي اتفاق فمقتل  رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري وعدم تجاوب اسد بالبحث عن قتلته وانتقاداته للسعودية اثناء الحرب التي وقعت بين ما يطلق عليه بـ / حزب الله / اللبناني والكيان الصهيوني واستمراره بقتل الشعب السوري وتشريده الى جانب استدعاءه ايران وروسيا لمحاربة شعبه ترى السعودية نفسها بانه لا مفر من دفاعها عن الشعب السوري وحماية حدودها وامنها من الارهابيين والغوغائيين الذين يعيثون باليمن فسادا بدعم من ايران التي تريد التحرش بالسعودية وسياسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن بن عبد العزيز التي ينتهج بها الحزم في مواجهة الارهاب يرى بأنه لا بد من حماية الشعب  اليمني والسوري والسعي لانهاء مأساته ، فالدبلوماسية القوية للسعودية أذهلت العالم  على حد راي احد المشاركين بالندوة .
السعودية ليست الوحيدة على الساحة السورية بل هناك ايران التي تحاول بسط نفوذها بمنطقة الشرق الاوسط برمته ، فهي وراء القلاقل والحروب في اليمن وسوريا والعراق لنها تريد زعامة العالم الاسلامي بالقوة والتأثير الديني علما ان نسبة الشيعة لا تتجاوز الـ 20 بالمائة من مجموع عدد المسلمين في العالم على حد رأي حبير الشرق الاوسط كريستيان كوخ الذي كان يعمل في مركز الامارات للدراسات الاستراتيجية مشيرا ان جل عناصر تنظيم ما يُطلق عليه بـ / الدولة الاسلامية / كانوا مسجونين في سوريا والعراق وقام بشار اسد بالافراج عنهم في وقت سابق من عام 2011 اثر بدء انتفاضة الشعب السوري كمثل ما قامت به امريكا والحكومة العراقية مؤكدا ان التنظيم المذكور  ما كان الا ردءا لبشار اسد  وايران منذ بروز قوته .
المستشار السابق للرئيس التركي السابق عبد الله جول استاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة انقرة  اوجور انجور الذي شغل ايضا رئاسة مكتب الامم المتحدة في افغانستان ، أكد بان قيام مناطق آمنة للاجئين السوريين وحظر طيران  هو احد مطالب تركيا الرئيسية اذ سينجم عنه وقف تدفق السوريين الى خارج بلادهم مؤكدا ان سبب رفض الولايات المتحدة الامريكية المطلب التركي يعود الى ان واشنطن تريد استمرار الحرب في سوريا وايقاع البلبلة بالاتحاد الاوروبي الذي اصيبت سياسية الخارجية بالتضعضع جراء عدم اتخاذهم تدابير حاسمة لوقف تدفق اللاجئين  محذرا من انهيار الاتفاق الاوروبي التركي حول اللجوء اذ سيؤدي ذلك  الى اخطاء جسيمة يرتكبها الاوروبيون مطالبا الاوروبيين السعي لدعم مطالب تركيا  باقامة مناطق آمنة للاجئين وبالتالي تنفيذ الاتفاق الاوروبي التركي الذي يكمن بمطالب تركيا تنفيذ الغاء تاشيرة الدخول الى الاتحاد الاوروبي .
وحول امكانية ان يصبح تنظيما ما يُطلق عليهما بـ / حزب الله / و /الدولة الاسلامية / شريكين للحوار مع الاوروبيين والمجتمع الدولي رأى مدير عام معهد / بيرجهوف / للدراسات الدولية الذي يتخذ من واشنطن وبرلين مقرا له هانس يوئاخيم جيسمان ومعه نائب رئيس  مركز فيلفريد مارتِنْس للدراسات الاستراتيحية الاوروبية ببروكسل رولاند فرويْدِنْشتاين استحالة اي حوار مع التنظيمين المذكورين فهما تنظيمان اجراميان يفتقر عناصره للتسامح والحوار واي حوار معهما سيزيد  من قوتهما .
وعزا جيسمان استحالة ذلك الى فشل جميع الجهود الدبلوماسية لتسييس حركة الطالبان ، فمطالبة بعض اقطاب السياسة في اوروبا  بمقدمتهم رئيس وزراء ولاية رايلاند فالتس سابقا كورت بيك الذي يرأس حاليا معهد فريدريش ايبرت للدراسات والمساعدات الدولية بالحوار مع الطالبان ورأي السياسي يورجين تودينهوفر الذي كان يشغل منصب مستشار الشئون السياسية للمستشار الالماني  السابق هلموت كول  بالحوار مع / داعش /  كلها كانت عبارة عن نظريات لا تستند الى الميدانية فالتنظيمات المذكورة تتحلى بالتشدد بدون الاستناد الى قاعدة علمية ، بينما رأى  فرويْدِنْشتاين بـ / داعش / و / حزب الله / توأمان يريدان إشعال حرب بين المسلمين وبين المسلمين وغير المسلمين في العالم ولا يفهم معهما الا القوة بتعاون وثيق بين الاسلام والغرب على حد أقوالهم .
وتشهد العاصمة برلين خلال الايام القادمة نشاطا سياسيا فكريا ازمة الشرق الاوسط ، اذ ستعقد يوم غد الجمعة بمقر وزارة الخارجية ندوة حول كيفية محاربة / داعش / .