الرئيسة \  مشاركات  \  إجرامُ الأقوياء ، دفاعٌ عن النفس.. ودفاعُ غيرهِم عن نفسه ، إرهاب !

إجرامُ الأقوياء ، دفاعٌ عن النفس.. ودفاعُ غيرهِم عن نفسه ، إرهاب !

01.08.2018
عبدالله عيسى السلامة




الأقوياء يسمّون الأشياء كما بحبّون : فإجرامهم دفاع عن النفس ، ودفاعُ غيرهم عن نفسه ، إرهاب ! ومعاييرُ الحقّ والباطل، هم يضعونها ، والحقّ ، دائماً ، على الضعيف !
متى خَلت الدنيا ، من النزاعات والصراعات ، الباردة والساخنة!؟  ومتى خَلت ، من الأقوياء والضعفاء ؟ومتى خلت، من الشجعان والجبناء ، ومن الحمقى والعقلاء؟
إن تاريخ البشر، هو تاريخ نزاعات دائمة  ،وصراعات مستمرّة ، بين الدول ، فيما بينها : متحضّرة ومتخلّفة ، وبين القبائل ، فيما بينها : كبيرة وصغيرة ، قويّة وضعيفة !
وبين الأفراد ، فيما بينهم : أقوياء وضعفاء ، عدوانيين ومسالمين .. داخل الدولة ، وداخل القبيلة، وداخل الأسرة الواحدة ، في كثير من الأحيان !
أنواع القوى ، التي يتصارع بها الناس ، كثيرة : عسكرية  واقتصادية ، وعلمية وثقافية .. على مستوى الدول والقبائل .. وبَدنية ،على مستوى الأفراد ، في كثير من الأحيان !
 فمن ذا يلوم القوي ، على ممارسة قوّته ، التي تتيح له ، قهر الآخرين ، أو الهيمنة عليهم ، أوسلب مالديهم ، من : مال ، أو متاع ، أو أرض ..!؟
الحق والباطل : نسبيان ، ومختلفان ، ومتعارضان .. في أكثر الأحيان ! فما يراه زيدٌ حقاً ، يراه عمرو باطلاً ، كل من زاوية مصلحته وقوّته !
الأديان : التي يؤمن بها البشر، كثيرة ، ولكلّ دين تشريعاته ، وأحكامه ، في الحرب والسلم ..! وكثيرا مايختلف معتنقو الأديان ، ويتصارعون ، في حروب دامية ، بمن فيهم معتنقو الديانات السماوية ، والتي لها أصل سماوي ؛ بلهَ ، الصراعات ، بين أتباع الديانات الوثنية ، فيما بينهم.. وفيما بينهم ، وبين أتباع الديانات السماوية ، وذات الأصل السماوي !
فما القانون ، الذي يؤمن به الناس ، جميعاً ، ويقبلون الاحتكام إليه ، ثمّ يخضعون لأحكامه !؟
كلّ أمّة قويّة ، أتيح لها الغزو والفتح ، فعلت مابوسعها ! وكل أمّة ضعيفة ، تغري الآخرين بغزوها ، غزيت ! وبعض هذه الأمم  استبيحت ، وزالت ، وبعضها ظل قائماً ، ثمّ واتته الفرصة ، لغزو غيره، أو استباحته ! وأخلاق الأمم القويّة ، هي الضابط ، الذي يضبط سلوكها ، في تعاملها مع الدول الضعيفة ! وقد قال المؤرّخ والباحث ، غوستاف لوبون : ماعرف التاريخ فاتحاً ، أرحمَ من العرب !
الهيئات والمنظمات الدولية ، التي وُجدت حديثاً ، بعد حربين طاحنتين ، في القرن العشرين ، إنّما صنعها صانعوها ، لتنظم اختلافاتهم ، في حدود معيّنة ، إلاّ أنها ، لم تمنع الحروب ! فالضبّاط  ،الذين خاضوا الحرب العالمية الأولى ، برتب : ملازم ، وملازم أول ، ونقيب.. خاضوا الحرب العالمية الثانية ، الأفظع، برتبة جنرال ! وبعد أن خاضوا ، في دماء الأولى ، إلى الركب ، خاضوا في دماء الثانية ، إلى الأحزمة !
وما يجري ، في سورية ، اليوم ، من صراعات القوى العظمى ، والدول الكبيرة .. أوضح دليل، على هشاشة المنظمات الدولية !
وتبقى سنّة التدافع بين الناس ، هي التي تحكم حياتهم ! وقد قال الله ، عزّ وجلّ :
(ولولا دفعُ الله الناسَ بعضَهم ببعض لفسَدت الأرضُ ..) !
أمّا دين الإسلام ، فكما يحضّ ، على القيم النبيلة ، بسائر أشكالها ، وبأعلى مستوياتها ، وأوّلها الرحمة .. فإنه  يحضّ على القوّة ، بكلّ أشكالها ! فالنبيّ الكريم ، يقول :( المؤمن القويّ ، خيرٌ وأحبّ إلى الله ، من المؤمن الضعيف )! ويحضّ الإسلامُ ، على الصبر في الحرب ، ويجعل قوّة المؤمن الصابر، تعدل قوّة مقاتلَين اثنين ، من الجيش المعادي !   
وفي الحديث الشريف : علّموا أولادكم : الرماية ، والسباحة ، وركوب الخيل !
والشواهد القرآنية والحديثية ، في هذا المجال ، أكثر من أن تحصى !