الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الثورة السورية بين الفعل والتشكيك

الثورة السورية بين الفعل والتشكيك

20.06.2017
د. مروان حجو الرفاعي


كلنا شركاء
الاثنين 19/6/2017
ضياع وبحث عن الذات و عن الهوية و تشكيك بالأديان والمعتقدات و الغيبيات و الأقدار و السلوك و قليل قيل من الإيمان مع كثير من النفاق و الدجل والشقاق و استباحة لكل شيء تحريما أو تحليلا باسم الدين أو الحرية أو الثورة أو الخوف من التغيير أو التبعية و استمرار الانغلاق و السلبية ، هذا الحال لما نحن عليه هو نتيجة حتمية لخمسة عقود من الإرهاب الفكري و القهر الاجتماعي و تعليب السلطة المطلقة للحزب الحاكم الأوحد ورجل دين الحاكم الأوحد ومثقف الحاكم الأوحد وبطش عسكري و رجل امن الحاكم الأوحد وتقديس القائد الحاكم الأوحد وتغيب الإرادة والعقل الحر وقتل جوهر الإنسان و الإبداع فيه فكان التشويه لأجيال وأجيال وتقزيم لحركة وطاقة الفرد الإنسان ، فكان لابد لإرادة الثورة السورية المعجزة ان تكسر و تحطم جدران ظلمات ذلك الخوف والقهر وتمنح الإرادة بالحرية والقدرة والاختيار المفقود السليب لنا من جديد فليس الأمر بالسهولة بمكان أن ينقلب الحال من وضع خاطئ ساد عقود واشرب القلوب إلى حال الصحة و اليقين وسلامة السريرة وصلاح الفكر و نقاوة القلب واستقامة السلوك بعد مكوث عقود في مستنقع آثام الحكم الأوحد وسلوك تأصل بالوشاية والخيانة والفساد و الإفساد وأمراض نفسية مزمنة بحاجة لكثير من أساليب التداوي و العلاج.
لذلك فليعلم من يشكك بالثورة وغاياتها وأهدافها لنقول له بأن الثورة هي عبارة عن فعل عظيم يضعك على طريق استرداد الحرية وتطهير الذات لمن أراد و يمكنك و يمنحك فرصة التعافي و النهوض من جديد و الاختيار بين الحق والسداد او الشر واستمرار الفساد ولتنتهي أسطورة من أن فعالك الشريرة من استغلال للحقوق وظلم الأخرين كنت مكره عليه من سلطة غاشمة مستبدة ترمي على مشجبها كل أوزارك إلى حال تتحمل فيه كل أفعالك و مسؤولياتك و تعبر فيها عن ذاتك ومبادئك ونهجك وسلوكك واختيارك .. الثورة سبيل تطهر من أراد اتباع سبل الحق والعدالة و الإبداع والعمل لخدمة الوطن و الإنسانية وتلفظ كل شرير لايزال يرتع بمستنقع آثام و رذيلة الحاكم الأوحد البائد .. عاشت سوريا بثورتها وثوارها وحرائرها و أهلها المخلصين الطيبين الصامدين حرة أبية .