الرئيسة \  مشاركات  \  الغوطة الشرقية بين مجرم وأربعة كذابين

الغوطة الشرقية بين مجرم وأربعة كذابين

10.03.2018
د. محمد أحمد الزعبي




قبل يومين اثنين صوت مجلس الآمن الدولي بالإجماع ( !! ) آكرر بالإجماع ، على المشروع السويدي الكويتي الذي تجسد ( بعد اللتيا واللتي ) بالقرار 2401 الذي ينص على وقف القصف في الغوطة الشرقية ( باستثناء داعش وجبهة النصرة ، ومن لف لفهما !! ) لمدة ثلاثين يوما ، اعتبارا من ( أقرب مدة ممكنة !! ) . واقع الحال فإن التأجيلات المتوالية لطرح المشروع على التصويت ، كانت تأجيلات مدروسة وهادفة ، وإن ماسمعناه من وزير دفاع بوتن قبل أن يجف حبر قرار مجلس الأمن الدولي 2401 ( الإثنين 26.2.18) ، إن هو - من وجهة نظري - إلا التطبيق العملي المتفق عليه بين خماسي الفيتو لهذا القرار،الذي تم اتخاذه بالإجماع ، إرضاء للمطالبات الملحة من كل شرفاء العالم ، وبمن فيهم الشرفاء من مواطني دول الفيتو نفسها بالاستجابة لصيحات ولنزيف دماء نصف مليون مدني نصفهم من الأطفال والنساء في الغوطة الشرقية المحاصرة من نظام بشار الأسد ومسانديه الطائفيين ، منذ خمس سنوات ، والتي تتم محاولة إبادة أهلها وتهجيرهم اليوم على يد سوخوي وصواريخ وقنابل بوتن المحرمة دولياً والتي ورثها - مع الأسف الشديد - عن الاتحاد السوفييتي .
 لقد استمعت الى الخطابات الحماسية في مجلس الآمن ، وكدت أن أخدع ( بضم الهمزة ) بما سمعت ، ولكني بعد أن استمعت اليوم الى هدنة الساعات الخمس (!!) التي منحها عنتر بن شداد موسكو ( بوتن )، لأطفال ومدنيي الغوطة الشرقية ، أيقنت أن المثل الشعبي الذي يقول ( يافرعون مين فرعنك ؟ مالقيت حدا يردني !! ) هو التطبيق المتفق عليه بين خماسي الفيتو النووي للقرار 2401 ( والله أعلم ) .
عندما استمع أحد الأصدقاء الى وجهة نظري كما أوردتها أعلاه ، استنكرها وأبدى رآياً آخر بعد أن قبل معي صحة المثل الشعبي الذي يقول ( السلاح بيد ال... بيجرح ) هو أن السلاح الذي يجرح هو فقط السلاح الذي بيد (ال... ) ولا يوجد بين خماسي الفيتو برأيه ( الصديق ) سوى ... / بل مجرم واحد هو بوتن ، أما الأربعة الآخرون والذين هم ليسوا حمقى مثله ، فإنهم يحاولون ـ حسب رأي الصديق ـ تجنيب العالم حربا عالمية ثالثة يسعى إليها هذا الأحمق ، بعيدا عن أية مسؤولية أخلاقية أو إنسانية ، ولذلك فهم يقدمون له هذه التنازلات ، التي تسمح له بالتراجع عن تحدي العالم وقتل المدنيين والأطفال في سورية وحماية أمثاله من الحمقى كبشاربن حافظ الأسد صاحب البلاغ العسكري المشبوه رقم 66 المتعلق بهضبة الجولان في حرب 1967 .
 
 من جهتي أحترم رأي صديقي ( كرأي الآخر ) ولكني لست مضطرا لقبوله . وسأظل مصراً على أننا أمام مجرم واحد وأربعة كذابين ، طالما ظللت أسمع وأرى ليل نهار بكاء الجياع وعويل الثكالى والقبور الجماعية والبيوت التي تدمرها طائرات بوتن وبشار على رؤوس ساكنيها ، وذلك التفرج والصمت العالمي المؤسف ، وذلك لكل من العاجز والقادر على حد سواء .
أعتذر من إخوتي في الغوطة الشرقية ، عن عجزي عن مساعدتهم بغير هذه الكلمات ، التي أعرف أنها لا تطعم جائعاً ، ولا توقف قصفا ، ولا تحول دون قتل طفل في حضن أمه .