اخر تحديث
الخميس-25/04/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ تَحوّل السياسي ، إلى حكواتي في مقهى .. ماذا يعني !؟
تَحوّل السياسي ، إلى حكواتي في مقهى .. ماذا يعني !؟
29.11.2017
عبدالله عيسى السلامة
حين يفقد السياسي المحترف ، أدوات السياسة كلها :
ـ من أفكارذات قيمة ، تصلح للتسويق ، في بلاده ، وبين شعبه ..
ـ ومن جماهير، تؤمن بأفكاره ، وتؤيّدها ، وتتّخذ منه زعيماً ، أو مناضلاً ، أو مفكّراً..
ـ ومن شعبية له بين قومه ( في مدينة ، أو حيّ ، أو قبيلة ، أو قرية ) في وطنه ، تسانده في تحقيق طموح سياسي معيّن ..
ـ ومن دولة خارجية ، يستمدّ منها الدعم : الفكري والمالي والسياسي ..
حين يفقد السياسي هذا ، كله ، ولا يبقى لديه من أدوات السياسة ، إلاّ قدرته على التفلسف والحذلقة ، وكتابة المقالات الباهتة ، العاجزة عن تحريك عقل ، أو نزعة وطنية ، أو إنسانية.. والخالية من كل قيمة وطنية ، أو خلقية ، أو علمية ..! ولا يجد له عملاً ، إلاّ تسلية الناس بهذه الكتابات ، التي يدبّجها في مقاهي بلاده ، أو مقاهي الدول الاجنبية ، كما كان يفعل الحكواتي القديم .. حينئذ يصبح واجباً ، على هذا السياسي ، أن يضفي على نفسه قليلاً من الاحترام ، ويقدّم للناس ، الذين ندب نفسه لتسليتهم ، أشياء تؤنسهم وتسرّهم ، لا أشياء تزعجهم وتعكّر صفوهم ، من سباب وشتائم وتجريح ، لهذا الفريق ، أو هذه المجموعة .. ومن هجوم على عقائد الناس ، وقيمهم الاجتماعية والخلقية ..! وذلك ، ليستمرّوا في سماع كلامه ، وقراءة كتاباته ، والتعاطف معه في مأساته المعقّدة ، التي لايستطيع أن يقدّرها ، حقّ قدرها سواه ؛ فهو :
*) أفنى شبابه سياسياً ، حالماً بنوع من الزعامة ، استناداً إلى أفكار، كانت تَرد إليه من دولة غيردولته .. في زمن معين ، ثمّ تغير الزمن ، فلم تعد صالحة للتسويق ، بلْهَ صناعةَ الساسة والزعماء !
*) وحين بلغ الكهولة ، وجد نفسه عاطلاً عن العمل ، لأنه لم يتعلم ، في طفولته وشبابه ، حرفة تساعده على كسب رزقه !
*) أدمنَ معاقرة الأحلام السياسية ، ولم يعد لديه شيء من أدواتها !
*) لا يستطيع أن يحصل على منصب ، في دولته ، حتى لو نافق ، وتزلّف لأصحاب السلطة فيها ، لأن المحلات كلها ملأى بالمنافقين ، وليس ثمّة شواغر لأمثاله !
*) لا يستطيع أن يكون معارضاً حيقيقياً ، لأن المعارضة تحتاج إلى عناصرلا يملك منها شيئاً ، مثل الجماهير الشعبية ، الفكرية أو العصبية ، ومثل الفكر النيّر السديد ، الذي يجعل منه شخصاً مؤهلاً ـ بنفسه ، وملكاته ، وقدراته ـ .. للعمل السياسي ، والطموح إلى المناصب السياسية !
*) لا يملك قدرة على التعامل الجادّ ، مع القوى السياسية المعارِضة للحكم في بلاده ..
*) يحقد على أكثر القوى الموجودة على الساحة السياسية في وطنه ، القائمة على رأس الحكم ، والمعارضة ، على حدّ سواء ، ويَخشى الجميع ، وكل منهم مَصدر قلق له ، من زاوية معينة !
*) لم يعد يملك إلاّ قلماً ، عاجزاً عن كتابة جملة سليمة بلغةِ قومه .. وسَلَطةً من الأفكار، المشحونة بحَذلقات وهَرطقات، وأوهامٍ وتخيّلات، وجذاذاتِ أفكار متناقضة، ونشاراتِ مذاهبَ متآكلة ، ورزمٍ من ألوان الحقد والحسد ، وسلالٍ من أنواع الاتّهام والتجريح ، يَحرص على جعلها براقة ، ويغلفها بأغلفة ملوّنة ، من شتّى الأصناف ، يشتريها ، أو يسطو عليها ، من محلاّت متخصّصة ، ببيع السلع الأثرية ، من عهود قديمة ، كعهد إفلاطون ، أو هيرقليطس ، أو سبينوزا .. أو من عهود حديثة ، كعهد ديكارت ، أو نيتشه ، أو هيغل..وذلك ليضفي على أفكاره ، نوعاً من جلال التاريخ حيناً، ومن بريق الحداثة ، حيناً آخر!
لم يعد يجد لديه، سوى هذا الركام ، يسوّقه في أكياس من الكلام! وإذا انقطع عن تسويقه، انقطع رزقه ، وانقطع أمله ، أو حلمه ، أو وهمه .. بأن يكون ، يوماً ما ، شيئا مذكورا!
*) فماذا يفعل ، سوى أن يكون حكواتياً ، في مقهى مهجور ، على رصيف مهجور، في شارع مهجور .. يتصيّد الزبائن لكلماتِه ـ بضاعتِه المزجاة ـ ..!
*) فأيّة مأساة أبلغ من هذه !؟ وأيّة مأساة يصنعها بنفسه لنفسه ، إذا تصوّر أنه يستطيع كسب زبائن، لكلماته المشحونة بكل الركام المذكور، من الأحقاد ، والشتائم ، والهرطقات، وتجريح الخلْق !
*) أفليس أجهلُ حكواتي ـ والحال هذه ـ أسعدَ حالاً منه ؛ لأنه أكثر حصافة منه ؛ إذ يسمِع الناسَ مايحبّون أن يَسمعوه ، من سيَر الأبطال والشجعان ، فيشدّهم إليه ، ويكسب ودّهم ، ورِفدَهم ، واحترامَهم لمهنته ، حتى لو أيقنوا ، أنه يبيعهم أوهاماً وأكاذيبَ .. مادامت خالية من الحقد والاتّهام ، والتجريح والحسد ، والعقد النفسية القاتلة !؟