اخر تحديث
الخميس-25/04/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ الأيدي المجرمة : تقبيلها والدعاء عليها .. ثم إدمان التقبيل ، والدعاء لها
الأيدي المجرمة : تقبيلها والدعاء عليها .. ثم إدمان التقبيل ، والدعاء لها
06.03.2018
عبدالله عيسى السلامة
*) المثل الدارج يقول : اليد التي لاتستطيع عضّها ، قبّـلها ، وادع عليها بالكسر!
هذا المثل سيظلّ ، فيما يبدو ، متّبعاً ، في أكثر المجتمعات البشرية ، على مستوى المناورات الفردية، بين الناس، وتمرير المواقف ، والتعامل مع ظروف القوّة والضعف، والتحايل عليها ! وليس في ذلك خطورة كبيرة على المجتمعات . وإذا وجِدت ، فهي محدودة ، في مجالات فرديّة معيّنة ، لاتكاد تتجاوزها ؛ حتّى لو تعدّدت مواقع هذه المناورات الفرديّة ، والبؤر الاجتماعيّة التي توجد فيها !
*) خطورة هذا المثل ، تكمن في التعامل السياسي ، بين الأحزاب والحكومات ، أو بين الشعوب والحكومات :
- قادة الأحزاب ، الذين يتعاملون مع حكوماتهم المستبدّة الفاسدة ، بهذا المثل (المبدأ) ، يسهِمون في إفساد الحياة السياسية ؛ لأنهم :
1) يعوّدون عناصرهم على الذلّ والخنوع ! وهي ليست متمرّسة بفنون التعامل السياسي، ولا تفهم من المثل ، إلاّ جانبه النفسي الخلقي ؛ أيْ : مافيه من خنوع مرحلي ، وتبييت لنيّة الشرّ والغدر، والانتقام ، حين تتاح الفرصة له !
2) تعزّز مكانة الحاكم المستبدّ الفاسد ، وتمنحه المزيد من الوقت ، لتقوية سيطرته ، والإفادة من تقبيل الأحزاب ، يديه ، في تلميع صورته بين الناس ، ولسان حاله يقول لشعبه : انظروا .. هاهي ذي ، قيادات الأحزاب السياسية ، تقبّل يدي ! فأنا حاكم صالح ؛ إذا كانت صادقة ! وهي منافقة تافهة ؛ إذا كانت كاذبة مخادعة ! فلا تعوّلوا عليها ، في الإطاحة بحكمي ؛ لأنها لن تستطيع ! وإذا استطاعت ، فستكون أشدّ فساداً منّي ، بخداعها وغشّها ، وسوء طباعها ، وهوان نفوسها ! والمبدأ ، نفسه ، ينسحب على الشخصيات البارزة ، في المجتمع ، التي تضعها ظروفها ، في مواقع القدوة للناس! فحين يرى الناس عالماً بارزاً، أو سياسياً مخضرماً ، أو وجيهاً كبيراً.. ينافق للحاكم المستبدّ ، لنيل حظوة، لديه.. يتأثّرون بسلوكه ، ويحرصون على تقليده، في الخنوع والهوان ، وبيع المبادئ والأخلاق .. لقاء مكاسب هيّنة رخيصة ، يمنّ بها الحاكم الفاسد ، عليهم .. من خيرات بلادهم ، التي هي حقوق لهم ، في الأصل !
*) أمّا مدح الحاكم الفاسد ، وتزكيته أمام الناس ، والثناء على سياساته وأخلاقه .. فهذا بلاء أخبث من تقبيل الأيدي ، وأشدّ، وأقسى على الأمم و الشعوب ،أفراداً وجماعات!