الرئيسة \  مشاركات  \  إرادات متعارضة : يَحملها البَشر.. ويَحكمها القدر!

إرادات متعارضة : يَحملها البَشر.. ويَحكمها القدر!

03.09.2019
عبدالله عيسى السلامة




صراع الإرادات ، والرغبات المرتبطة بها ، بين الناس .. من أبرز أنشطتهم ، وأقواها ، وأكثرها تأثيراً ، في حياة المتصارعين ، وحياة مَن لهم بهم صلة ، وحياة العالم ، كلّه ، في سائر الأزمنة والأمكنة !
أنواع الصراع :
عَقَدي: بين حمَلة عقائد مختلفة ، متعارضة ، متناقضة : كلّياً، أو جزئياً.. وصراعُ بين مذاهب، ضمن المعتقد الواحد! ويكون الصراع عقلانياً هادئاً ، حيناً ، وحَماسياً هائجاً ، في كثير من الأحيان !
 اجتماعي : يدور، حول قضايا اجتماعية ، تتعلّق بالزواج والطلاق والميراث.. أو يكون الصراع، حول قضايا ، تتعلّق بالسيادة ، أو بالثأر، أو غير ذلك !
 اقتصادي : يكون بين أفراد ، حول أمور مالية ، أو بين شركات ، أو بين دول ! والصراع الاقتصادي، اليوم، له ارتباط كبير، بالصراع السياسي، قد يكون سبباً له، أو نتيجة، أو غير ذلك!
 سياسي : يدور الصراع السياسي ، عادة ، بين أفراد ، على مواقع ذات طابع سياسي ، ضمن حزب واحد.. أو يدور بين أحزاب متنافسة ، داخل الدولة ! كما قد يدور الصراع ، بين دول مختلفة ، كبيرة وصغيرة ، حول مسائل مختلفة ، كالسيادة الإقليمية ، على  أراض ، أو مناطق بحرية .. أو نحو ذلك !
 عسكري : وقد يكون الصراع عسكرياً ، بين دولتين ، أو بين دول متحالفة ، ضدّ دول متحالفة، تقف منها موقف العداء؛ كما حصل بين دول المحور والحلفاء، في الحرب العالمية الثانية، والحرب الأولى التي سبقتها! ومعلوم أن الصراع العسكري ، هو الوجه العنيف، للصراع السياسي، كما يقول بعض المفكّرين السياسيين !
وقد يكون الصراع: ثقافياً، أو علمياً، أو فكرياً، بين أفراد..أو بين أحزاب، أو بين دول، أو أمَم!
كما قد يكون الصراع تنافسياً، بين رغبتين، كلّ منهما تمثّل إرادة صاحبها! وقد يكون حول أمانيّ، يَرغب أصحابُها بجريان القدر؛ لمصالحهم ؛ فكلّ طرف يتمنّى على الله ، أمنية مناقضة ، لأمنية الطرف الآخر!
نماذج طريفة ، من الإرادات/الأمنيات المتناقضة ، التي يتوجّه أصحابها ، إلى الله ، كلٌّ بأمنيته، المناقضة لأمنية الآخر: جارهِ ، أو قريبهِ ، أو صديقهِ ، أو عدوّهِ !
النموذج الأول : اثنان من بني إسرائيل ، طلبا أمرين متناقضين ، من النبيّ موسى: يروى أن رجلاً من بني إسرائيل ، طلب من النبيّ موسى ، أن يكلّم الله ، لتحقيق أمنيته ، وهي : رزقٌ كثير، من إبل وخيل وماشية.. فأجاب الله دعوته ! وطلبَ آخر، من النبيّ موسى ، أن يجيب الله دعوته ، وحين سأله موسى ، عنها ، قال : إنه يتمنّى أن يمحَقَ الله ، الرزقَ الذي وهبَه لجاره !
النموذج الثاني: زار رجل إحدى ابنتيه ، المتزوّجتين في قريتين متجاورتين ، وسألها عن معيشتها، فحمدت الله ، وتمنّت أن يُنزل الله مطراً؛ لأن زوجها يزرع التين ، وإن لم ينزل المطر، سيَخرب بيتُها! ثمّ زار الثانية ، فتمنّت ألاّ ينزل المطر؛ لأن زوجها يتاجر بالملح ، وإذا نزل المطر، فسيذوب الملح ، ويَخرب بيتُها ! وحين عاد الرجل إلى بيته ، وسألته زوجته ، عن البنتين، قال لها : إحداهما سيَخرب بيتُها !