اخر تحديث
الأربعاء-24/04/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ الربيع العربي واللاءات الثلاثة
الربيع العربي واللاءات الثلاثة
19.11.2019
د. محمد أحمد الزعبي
يشير مفهوم (الربيع العربي) في عنوان هذه المقالة ، إلى كلا الموجتين الشبابيتين في الوطن العربي : موجة 2011 ( تونس ، مصر ، ليبيا ، اليمن)، و موجة 2019 ( العراق ، لبنان ، الجزائر ، السودان ) ، وتمثل ( سورية ) هنا القاسم المشترك والجسر الواصل بين هاتين الموجتين ، ذلك أن ثورتها التي انطلقت في مارس 2011 ماتزال مستمرة حتى يومنا هذا ، وأن شعارها الشهير ( الشعب يريد إسقاط النظام ) قد بات شعار ثورات الربيع العربي كلها ، بل و شعار الثورات العابرة للحدود العربية ، كما هي حال الثورة الشبابية الإيرانية ، التي شهدت النور منذ يومين من تاريخ هذه المقالة فقط . وبتوقفنا قليلاً عند هذه الثورة الشبابية الإيرانية ، العابرة للحدود العربية ( وهنا حدود العراق ) ، نلحظ أن الثوار الإيرانيين قد استعاروا من نظرائهم في الثورة السورية ، شعارهم الذي بات مألوفاً ومعروفاً ، والذي أشرنا إليه أعلاه ، ألا وهو ( الشعب يريد إسقاط النظام )، بينما استعار السيد ولي الفقيه آية الله الخامنئي ، من نظيره السوري بشار الأسد وصفه لمئات ألوف ثوار مارس2011 ب (العصابات المسلحة!!) ولكن بعد تحويل هذا التعبير خامنئياً إلى (المخربين !!) . أما اللاءات الثلاث في عنوان هذه المقالة ، فتشير بصورة أساسية إلى (لا) للاستبداد ، (لا) للفساد ، (لا) للنظام السياسي الذي أنتج كلّاً من الفساد والاستبداد ، وغيّب بالتالي الشعب برجاله ونسائه ، بشيبه وشبابه ، عن ساحة الفعل والتصحيح ، أي غيّب عملياًّ (الديموقراطية) التي تمثل العمود الفقري لهذا الفعل والتصحيح .
إن صراع الربيع العربي ، وفي موجتيه ، الأولى والثانية ، مع أنظمة الفساد والاستبداد ، إنما كان – واقع الحال - صراعاً بين الحق والباطل ، بين صيحة جاهلية تقول : ( ونشرب إن أردنا الماء صفواً ، ويشرب غيرنا كدراً وطينا !!) ، وأخرى إنسانية قائمة على قيم العدالة والمساواة بين الناس تقول : (ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى ، وجعلناكم شعوب وقبائل لتعارفوا ، إن أكرمكم عند الله أتقاكم / الحجرات 13 ) .
لقد استطاع بشار الأسد عبر استخدامه الرصاص الحي في قمع الثورة الشعبية في سورية ، جر هذه الثورة من ثورات الربيع العربي ، إلى مواقعه الطائفية ، المدججة من جهة ، بمختلف أنواع الأسلحة البرية والبحرية والجوية ، و من جهة أخرى ، بمختلف القوى الأجنبية القادمة من وراء الحدود ولا سيما من إيران ولبنان وروسيا والعراق ( عراق 2003) ، الأمر الذي أخرجها عن طابعها السلمي ، بل وحتى عن طابعها الوطني والقومي .
من تتبعنا لمجريات الموجة الجديدة من ثورات الربيع العربي ( موجة 2019 ) في السودان والجزائر والعراق ولبنان ، تبين لنا أن هذه الموجة الجديدة من ثورات الربيع العربي ، قد استفادت من دروس الموجة الأولى ، حيث كان دور الجيش في الثانية يختلف عنه في الأولى ، وكان الإصرار على السلمية في الثانية أكثر تجذراً منه في الأولى ، والإصرار على تصفية النظام الذي قامت الثورة ضده بكل عناصره ورموزه ، كان مطلباً ثابتاً ومتكرراً في كل أيام وجمع وآحاد التظاهرات الشعبية في السودان والجزائر . لقد كانت موجة 2019 هي بنت موجة 2011 من موجات الربيع العربي ، والذي كانت الثورة السورية في شكلها ومضمونها القديم والمتجدد تمثل الجسر الواصل بين هاتين الموجتين اللتين تتطلع شعوبهما المضطهدة نحو الطي العاجل لصفحة الاستبداد والفساد في كل أقطار الوطن العربي ، وبما في ذلك " الجمهورية العربية السورية ".