الرئيسة \  واحة اللقاء  \  التحالف الدولي لإنقاذ سوريا

التحالف الدولي لإنقاذ سوريا

13.02.2016
إبراهيم الشدوي



الشرق القطرية
الخميس 11/2/2016
بعد إعلان الرياض في ديسمبر الماضي التحالف العسكري الإسلامي الذي يضم 34 دولة بهدف مكافحة تنظيمي الدولة الإسلامية والقاعدة في العراق وسوريا وليبيا ومصر وأفغانستان، هذه الخطوة تعد إيجابية. وأولى هذه الخطوات ستكون الدخول بريا إلى سوريا، ومن ثم القضاء على تنظيم الدولة وداعش للسيطرة على المناطق التي يوجد فيها الجيش الحر في سوريا والخارجة عن سيطرة نظام الأسد، وقد تكون الخطة دعم الجيش الحر عسكريا ليتولى هذه المهمة. بعد أن اعتذرت بعض الدول العربية عن إرسال قوات برية للمشاركة بالتدخل البري في سوريا كمصر لميلها لسياسة نظام الأسد وروسيا، والكويت كذلك اعتذرت لأن دستورها يمنعها من القتال إلا في حروب دفاعية، وزادت على ذلك بأنها قادرة على تقديم ما يلزم لشركائها في الخليج داخل حدود دستورها.
ومع وجود بعض العقبات والتحديات التي تواجه هذه الخطوة، فإن الأمر يتطلب دراسة جميع النواحي، وخصوصا احتمالات حرب الاستنزاف حتى لا تطول الحرب كما هو حاصل في الحرب على الانقلابيين في اليمن من فلول الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح وحلفائه الحوثيين.
إن تطورات الأوضاع في سوريا تؤكد للجميع بقاء الأسد، الذي يعد سببا مباشرا لاستمرار الأزمة واحتدام الصراع، وهذا ما يجعل رحيله مطلبا ثابتا للشعب السوري والمعارضة بمختلف مكوناتها وأطيافها. وهو المطلب الأول والقاسم المشترك لجميع القوى السورية منذ اندلاع الثورة عام 2011، خصوصا وأن الأسد ثبت قمعه الوحشي للثورة السلمية المتواضعة في طلباتها. وبعد خمس سنوات من القمع والحرب الضارية التي اتخذت أشد أنواع العنف والقتل والتدمير وبعد التدخل السافر لإيران وروسيا، يصبح الحل التفاوضي مستحيلا. ومنعا لاستمرار الصراع لابد من خطوات صارمة وحاسمة من المجتمع الدولي تلزم النظام ومن خلفه روسيا وإيران على وقف إطلاق النار ووضع حد لأعمال العنف التي يمارسها النظام تجاه المدنيين، ثم تستأنف المفاوضات في جنيف لرحيل الأسد وتشكيل حكومة وطنية تقبلها الأطراف المتنازعة. فهنا قد تضع الحرب أوزارها.
وما لم يتم التوصل إلى هذه الخطوة، عندها تصبح الحرب البرية أمرا حتميا وخيارا نهائيا لإنقاذ الشعب السوري الذي تهجر في أربع جهات الأرض، وإنقاذ ما تبقى من سوريا. لكن الشرط الأول والأخير لنجاح هذه الحرب وجود تحالف دولي كبير إلى جانب المملكة السعودية التي باتت الأمل الكبير للشعوب العربية والإسلامية. والله من وراء القصد.