الرئيسة \  واحة اللقاء  \  النظام السوري يرتكب مجزرة في إدلب ويقتل 15 مدنياً ويجرح العشرات وعين الروس على معرة النعمان

النظام السوري يرتكب مجزرة في إدلب ويقتل 15 مدنياً ويجرح العشرات وعين الروس على معرة النعمان

05.12.2019
هبة محمد



القدس العربي
الثلاثاء 3/12/2019
دمشق – "القدس العربي" : ارتكبت مقاتلات النظام السوري الحربية مجزرة في مدينة معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي، أمس، بعد استهداف السوق الشعبي للمدينة بموجتين من الصواريخ الشديدة الانفجار. تزامناً توصل الجانبان التركي والروسي إلى اتفاق حول الإشراف والرقابة على الطريق الدولي "إم 4" الذي يصل إلى العراق في سوريا إلى ساحل المتوسط، ويربط مدن الشمال السوري ببعضها البعض، إذ أصبح بمقدور القوتين تقاسم السيطرة على حركة العبور التجارية والبشرية.
المتحدث الرسمي باسم الجيش الوطني – المدعوم من أنقرة – قال إن الجيش الروسي دخل منطقة "الصوامع العالية" على الطريق الدولي "إم 4" جنوب مدينة رأس العين في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا، بعد لقاءات مكثفة جمعت ضباط وقيادات روسية وتركية، انتهت بإبرام اتفاق يقضي بـ"اعتبار جنوب اتوستراد ام 4 مناطق اشراف روسي، وشمال الطريق مناطق نفوذ تركية بمشاركة قوات الجيش الوطني".
 
اتفاق تركي – روسي حول الاشراف والرقابة على الطريق الدولي شمال سوريا
 
الرائد يوسف الحمود أضاف لـ"القدس العربي" ، ان الطريق الدولي سوف يكون تحت السيطرة التركية – الروسية وسوف يشهد تفعيلاً للدوريات المشتركة، التي هي امتداد للدوريات التي جرت في منطقة العشرة كيلو متر على الحدود السورية التركية".
وأضاف المتحدث باسم الجيش الوطني ان اللقاءات التي عقدت في المنطقة الشرقية، "شملت مجموعة جلسات تفاوضية خلال الفترة الماضية، تلاها استمرار تقدم الجيش الوطني في المنطقة حتى الوصول إلى نهاية المرحلة الأولى المخطط لها ضمن عملية نبع السلام" موضحاً ان اللقاءات تناولت "طريق ام 4 ومدينة تل تمر شمال الحسكة التي دخلتها القوات الروسية، ومدينة عين عيسى شمال الرقة" والتي لا يزال الخلاف حولها. وتبدي روسيا تمسكاً واضحاً بالبلدتين، حيث أقامت مركز عمليات رئيسياً لها في عين عيسى التي تنتشر فيها قوات سوريا الديمقراطية "قسد" في ظل عدم وجود رغبة روسية حقيقية في اخراج هذه القوات من المنطقة.
وتنبع أهمية البلدتين، من وقوعهما على عقدة مواصلات استراتيجية بين مراكز النواحي والقرى التابعة لتلك المحافظات، وما ينتج عن ذلك أيضاً من توسيع خارطة النفوذ والسيطرة، باعتبار "عين عيسى وتل تمر" مركزين مهمين يتبع لهما العديد من القرى والبلدات، فضلاً عن قدرة موسكو في حال السيطرة على البلدتين على التحكّم بطرق الإمداد بين الرقّة والحسكة وحلب ودير الزور.
وفي الاتجاه المعاكس، شمال غربي سوريا، تخطو موسكو خطاها بالقوة، نحو استكمال تنفيذ اتفاق سوتشي الذي توصلت إليه مع أنقرة في السابع عشر من أيلول/ سبتمبر العام الفائت، إذا تبدو مصرة على فتح الطرق الدولية امام الحركة التجارية عبر مواصلة العمليات العسكرية، حسب القيادي في الجيش الوطني والمطلع على سير التفاهمات التركية – الروسية يوسف الحمود الذي قال عن الجانب الروسي ان "حربهم معروفة الغايات والهدف المباشر منها هو تحكمهم بالطرق الدولية". ولم يستعبد المتحدث تقدم قوات النظام السوري بإسناد روسي، والسيطرة على مدينة معرة النعمان، القريبة من الطريق الدولي الذي يصل حماة بحلب، إذ تفضّل موسكو السيطرة على كامل القطاع الجنوبي لمنطقة خفض التصعيد، لما لذلك من أهمية في تأمين نقاط انتشارها العسكري في حماة وتأمين الطريق الدولي الواصل بين حماة والساحل.
وأضاف المتحدث لـ"القدس العربي" "ممكن ان يحصلوا في ابعد تقدير على دوريات مشتركه على الاتوستراد، وايضاً دوريات مشتركه على الطريق الدولي ام 4 أريحا – اللاذقية". وفي حال تم تطبيق بنود الاتفاق، فإن منطقة خفض التصعيد الرابعة ستتحول حسب مراقبين وخبراء إلى منطقة استقرار مؤقتة ومنها إلى منطقة وقف شامل لإطلاق النار، بهدف وضع الآليات اللازمة لتفعيل الطريق الدولي بين حلب ودمشق ام 5 والطريق الدولي بين حلب واللاذقية ام 4 .
ميدانياً، ارتكبت مقاتلات النظام الحربية مجزرة في مدينة معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي، الاثنين، بعد استهداف السوق الشعبي للمدينة بموجتين من الصواريخ الشديدة الانفجار. المرصد السوري لحقوق الانسان قال ان 15 قتيلاً مدنياً وعشرات الجرحى لقوا حتفهم في قصف طائرات النظام الحربية على ريف ادلب، لافتاً إلى ان حصيلة الخسائر البشرية تواصل ارتفاعها جراء الغارات الجوية التي نفذتها طائرات النظام الحربية على معرة النعمان جنوب إدلب. كما وثق المرصد السوري مقتل سيدة واثنين من أطفالها جراء غارات جوية روسية استهدفت سجن إدلب المركزي، فيما أصيب أكثر من 17 آخرين بجراح متفاوتة، وسط قصف جوي نفذته طائرات النظام الحربية على قرية الصرمان في ريف معرة النعمان وقصف جوي روسي على قرية جنوب شرقي إدلب الكنايس.
وقالت فرق الدفاع المدني انها انتشلت 10 قتلى منهم مقطعي الأوصال، وأكثر من 10 جرحى بينهم أطفال ونساء.
من جانبه اعتبر الائتلاف السوري الهجمات والغارات والقصف الجوي والبري على المناطق الجنوبية والجنوبية الشرقية لمحافظة إدلب، "في إطار حرب إرهابية تستمر في استهداف المناطق السكنية متعمدة إصابة الأسواق بشكل متكرر"، الأمر الذي أدى خلال الساعات الماضية إلى سقوط أكثر من 10 قتلى وأعداد من المدنيين في مدينة معرة النعمان بالإضافة إلى شهداء وجرحى في سراقب بعد استهداف سوق الخضار في المدينة من قبل طائرات النظام. واعتبر أن التطورات المتلاحقة على الأرض تكشف عن "حرب إجرامية شاملة لا مجرد جرائم حرب أو انتهاكات متفرقة، نحن أمام سلسلة من الأفعال الإجرامية المنظمة والمدروسة والتي تؤكد أن الشعب السوري يواجه تحالفاً دولياً إرهابياً يسعى للقضاء على السوريين وتدمير مواردهم وتهجير أجيال كاملة منهم".
وقال الائتلاف في بيان الاثنين ان "انتهاكات النظام وحربه الإجرامية ودعمه للإرهاب كانت منذ البداية سلوكاً مدروساً وممنهجاً ومنظماً، كما أن الصمت الدولي تجاهها هو بالتأكيد سقوط أخلاقي هائل، تتكرس معه فكرة الإفلات المستمر من العقاب، والغياب الكامل للقانون والمحاسبة، ويتحول فيه الإجرام إلى قانون، الأمر الذي ستترتب عليه أثمان هائلة تجاه مستقبل المنطقة والعالم".