اخر تحديث
الخميس-25/04/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ الرئيس الوريث أو الكذبة الكبرى
الرئيس الوريث أو الكذبة الكبرى
23.08.2017
د. محمد أحمد الزعبي
استمعت هذا المساء إلى خطاب بشار الأسد في جمع من الرعية ، أجزم أن نصفهم على الأقل تنطبق عليهم صفة المرتزقة ، بينما تنطبق على نصفهم الآخر صفة " حماة الديار " أو قل " حماة أبي مسيلمة " ، وتتمثل وظيفة الطرفين ، على أية حال ، بالقيام بأعباء " التصفيق الحاد " الواقع تحت المراقبة والمحاسبة ، كما هو معروف ومتعارف عليه . لقد قام جلالته بكيل المديح لأصدقائه الذين ذكرهم بالإسم ( بوتين ، والخامنئي ، وحسن نصر الله ) ، رغم أنهم معروفون للجميع ، وبشهادة مليون شهيد على الأقل ، وتهجير عشرة ملايين ( على الأقل أيضاً ) وتدمير أهم مدن وقرى سوريا ولا سيما ما يتعلق بالبنية التحتية تدميرا يكاد يكون كاملا وشاملا ، ولكن سيادته نسي أو تناسى ، على مايبدو ،أن يضيف إليهم عنصران أخران هما " داعش " و " المجتمع الدولي " .
خطاب جلالته هذا المساء كان يمثل نوعا من " إعلان النصر " على " الإرهاب " والإرهاب هنا هو الإسم الحركي للغالبية الساحقة من الشعب العربي السوري . والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ، وبالذات على أصدقاء الشعب السوري من العرب وغير العرب ، وعلى " المجتمع الدولي " الذي تقوده عمليا الدول الموصوفة بال " الدول الديموقراطية " هو : إذا كان مثلث بوتن الخامنئي حسن نصر الله ، هو مثلث الموالاة لبشار والمعاداة لثورات الربيع العربي ، وعلى رأسها الثورة السورية المجيدة ، فهل هو مثلث موالاة لكم أيضاً أم أنكم أنتم الموالون له ، ياأصدقاء الشعب السوري (!!) ، وياأيها " المجتمع الدولي " ؟ (!!) ، وإذا كان الآمر كذلك ( وهو على مانظن هو كذلك ) ، فلماذا لانوسع هذا المثلث إلى مخمس لتصبح أضلاعه الخمسة هي بوتن والخامنئي وحسن نصر الله وداعش والمجتمع الدولي ؟ (!!) بدلاً من ثلاثة ، ومن ثم يمهره بخاتمه الرئاسي ، بوصفه ( نظرياً )الأب الشرعي والشريك الرئيسي والرئاسي لهذا الخماسي ـ الذي أشرنا إليه ـ في محاربة " الإرهاب " (!!) المزعوم .
إن ( داعش ) التي هي أحد أضلاع هذا المخمس ،إنما تمثل فيه دور الكذبة الأكبر التي اخترعها أعداء الربيع العربي في سوريا والعراق ( والذين سبق لهم أن اخترعوا اسرائيل في فلسطين عام 1948 قبلها ) لتكون المشجب الذي يعلقون عليه " حروبهم ومواقفهم " ضد الشعب العربي السوري، والتي( الحروب والمواقف ) يخيل إليهم وللناطق الرسمي باسمهم ( بشار الأسد ) أنهم قد انتصروا بها ، ولكن ، وعلى مانرى ، على طريقة انتصار الفرزدق على مربع ، ذلك الإنتصار المزعوم الذي قال فيه الأخطل الكبير :
زعم الفرزدق أن سيقتل مربعاً إبشر بطول سلامة يامربع
إن السؤال الذي يطرح نفسه هنا : ترى من يضحك على ذقن من في هذه اللعبة الدولية والتي لم تعد أبعادها خافية على أحد ؟! . إن الجواب على هذا التساؤل المشروع يكاد يكون معروفا ، ولكن ، وفي كثير من الأحيان يصح القول : إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب .
إن ما يرغب الكاتب أن يهمس به بأذن جميع أعداء الثورة السورية و " أصدقائها !! " وبمن فيهم أولئك المحسوبين على " لغة الضاد " في آن معاً ، هو أن مقولة " لاغالب ولا مغلوب " إنما هي مقولة واضحة الدلالة على انتصار الثورة ، وليس انتصار أعداء الثورة . لقد كانت الثورة السورية ومنذ اندلاعها في ١٨ آذار ٢٠١١ ، تعرف أن النصر سيكون حليفها ، ذلك أنها ثورة شعب ، ثورة أكثرية عادلة ضد أقلية باغية ، ثورة حق ضد باطل ، ثورة مظلوم ضد ظالم ، ولذلك فإن عامل الزمن لايمكن إلا أن يكون معها ، وفي صالحها ، وإن الإستعانة بالآخرين ( روسيا ، إيران ، حزب الله ، وغيرهم ) على أبناء الشعب السوري ، إن هو إلا علامة ضعف وانكسار وليس علامة نصر وخطابات مضحكة مبكية ، كما طاب لسيادة الوريث أن يبشر به شبيحته وأتباعه هذا المساء .
هذا وإن أساليب دي مستورا ممثل " المجتمع الدولي !!" في زيادة عدد المنصات في جنيف وفي نقل المفاوضات من جنيف إلى أستانا، ومن أستانا إلى جنيف ، وفي تصريحاته الملتبسة التي تحاول إرضاء " جميع الأطراف !!" لن يغير من الأمر شيئا ، ذلك أن شعار " الشعب يريد إسقاط النظام " مازال منذ 18 آذار 2011 وحتى هذه الساعة ( ٢٠١٧) هو الهدف الأسمى الذي لا اختلاف ولا خلاف عليه أو حوله بين الجميع ، والذي لا ينتظر موافقة لا دي مستورا ولا غير دي مستورا عليه . لقد كان على السيد دي مستورا ومنذ أن قصفت ( بضم القاف ) قافلة المساعدات من قبل النظام ( أو الروس أو داعش لافرق ) في سبتمبر 2016 أن " يلبس قبعه ويلحق ربعه " ، ولكن
- وعلى مايبدو - " اللي استحوا ماتوا " أو أن الدولار بات هو سيد الموقف حتى بالنسبة لممثلي الأمين العام للأمم المتحدة .
لقد انتهت مهمتك في سوريا غير مأسوف عليك يا أبا حافظ ، ولم يبق عليك سوى أن تحمل عصاك على كتفك وترحل ، ولكن دون أن تنسى أن تبلغ من أتيت بهم لحمايتك من الروس والإيرانيين والعراقيين وغيرهم ، أن مهمتهم هم أيضاً قد انتهت بانتهاء مهمتك أنت ، وأن عليهم بدورهم أن يحملوا عصيهم على أكتافهم مثلك ويرحلوا ، وأيضاً وأيضاً غير مأسوف عليهم .