الرئيسة \  مشاركات  \  العادل الحازم : يعطي كلّ ذي حقّ حقّه ، والعاجز يسوّي بين المُحقّ والمُبطل !

العادل الحازم : يعطي كلّ ذي حقّ حقّه ، والعاجز يسوّي بين المُحقّ والمُبطل !

06.02.2019
عبدالله عيسى السلامة




أحد الفنانين العرب ، سُئل ، في مقابلة إذاعية : لمَ لمْ تتزوّج ، حتى الآن ؟ فأجاب ، بحسرة : ومَن سأتزوّج ؟ المعجَبون كُثر، والمعجبات كثيرات..ولا أحبّ إغضابَ أحد ! فمَن سأتزوّج !؟
أهذا نموذج ، للقياس عليه ؟ ربّما ، في بعض حالات العدل ، لدى العاجزين :
فلان يطلب حقّاً مالياً ، وهو مُحِقّ .. وفلان يطلب حقّاً مشابهاً ، وهو مُبطِل ! فإذا أعطينا المُحقّ ، وحدَه ، أغضبْنا المبطل .. ولسنا بحاحة ، إلى مشكلات جديدة ، نصنعها لأنفسنا !
فلان قدّم اقتراحاً ناضجاً سديداً ، حول المسألة الفلانية .. وفلان الآخر، قدّم اقتراحاً ساذجاً ! فلو أخذنا باقتراح الأول ، لأغضبْنا الثاني ! لذا ؛ نرى الأسلم لنا ، نبذ الاقتراحَين ، معاً !
أمّا نصيحة الشاعر الجاهلي ، فغائبة ، عن ذهن العادل العاجز، وهي :
إذا كنتَ ، في حاجةٍ ، مُرسِلاً =  فأرسلْ حكيماً ، ولا تُوصِهِ
وإنْ بابُ أمرٍ عليكَ التَوى =  فشاورْ لَبيباً ، ولا تَعْصِهِ
وأمّا تعريفُ النبيّ ، للرويبضة ، بأنه : الرجل التافه ، يتكلّم ، بأمر العامّة .. فلا يحبّ العادل العاجز، سَماعّه ، أو مجرّد تذكّره !
وأمّا قولُ المتنبّي :
وما انتفاعُ أخي الدنيا ، بناظرهِ    إذا استوتْ ، عندَه ، الأنوارُ والظُلَمُ ؟
فليس النظر فيه ، من شأن العادل العاجز!
وأما قول الأفوَه الأَودي :
تُهدى الأمورُ ، بأهل الرأي ، ماصلحَت   فإنْ تولّت ، فبالأشرار تَنقادُ !
فلم يَسمع به العادلُ العاجز ، ولا يفكّر بمعناه ، أصلاً !
تلك أمّة ، قد خلت ، في مرحلة مضت ! ونرجو ألاّ تَنبت ، اليوم ، نابتة جديدة ، تذكّرنا بها !