اخر تحديث
الخميس-28/03/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ احتكار السلع الأساسية ، جشع أوسفاهة..أمّا احتكار القيَم المعنوية ، فحُمق أوبَلاهة !
احتكار السلع الأساسية ، جشع أوسفاهة..أمّا احتكار القيَم المعنوية ، فحُمق أوبَلاهة !
09.10.2018
عبدالله عيسى السلامة
الحرصُ على القيم المعنوية ، مطلوب ، من سائر العقلاء ، في أيّة دولة ، وأيّ مجتمع ؛ سواء أكان مجتمعاً متمدّناً ، أم متخلّفاً .. حضَرياً ، أم قبَلياً !
والقيَم تختلف – بالطبع - من مجتمع بشريّ ، إلى آخر! بَيدَ أنه ، لايستطيع أيّ مجتمع ، أن يعيش ، بلا قيَم تحكم تصرّفات أفراده وسلوكهم ، وتوجّه عاداتهم وتقاليدهم ، وتضبطها ، وتقرّر أنواعاً من المواقف ، أو العقوبات : لمخالفتها ، أو الخروج عليها ، أو التمرّد عليها.. مهما كانت هذه القيَم بدائية ، في أنظار الآخرين ، ومتخلّفة !
وقد يقسم المجتمع الواحد ، إلى تجمّعات متعدّدة : قبائل ، أحزاب ، مدن ، أحياء ..! وكثيراً ماتنشأ قيَم ، لكلّ تجمّع ، تجب مراعاتها ، ويجب الالتزام بها ، من قبل أفراد التجمّع !
ويكفي بعض الأمثلة ، للدلالة على هذا :
لقد كانت القبائل العربية ، تضع قواعد ، لسلوك عناصرها ! فمن تجاوز القواعد ، أو تحدّاها، نبذته القبيلة ، بعد إنذاره ، وإنذار عشيرته ، وأهله الأدنَين ! وأبرز مثال ، على ذلك : الصعاليك ، الذين كانوا يعتدون ، على بعض القبائل ، فتشكو تلك القبائل ، إلى زعيم القبيلة ، التي ينتمي إليها المعتدي ، فيُنذَر المعتدي وأهله ، بعدم التجاوز، على ممتلكات الآخرين ! وحين تكثر شكاوى الناس ، من المعتدي ، تنبذه القبيلة ، وتعلن براءتها منه ، فيخرج إلى الصحارى ، ويتصعلك ، ويمارس اعتداءاته ، على أموال القبائل ، ويتحمّل ، وحده ، مسؤولية جناياته ، على الناس !
وقد عُرفت هذه الظاهرة ، ب:(الصعلَكَة) ! وبرز، من هؤلاء الصعاليك ، شعراء مجيدون، وظهرت لهم أخلاق معيّنة ، اشتهروا بها ، عبّروا عنها ، في أشعارهم !
وما تزال المجتمعات الحديثة ، تضع لأنفسها ، قواعد للسلوك ، تعاقب من يخرقها !
وفي بعض الدول ، تتعاون القوانين المدوّنة ، التي تحكم الدولة ، مع الأعراف القبلية ، التي تُعدّ بمثابة قوانين قبلية ، متعارف عليها ، بين أبناء القبائل ، وذلك في بعض القضايا الهامّة، التي تخصّ القبائل !
ومعلوم ، أن حرص الأفراد ، على القوانين والأعراف ، في كلّ مجتمع ، أو تجمّع ، يشكّل حماية لهذه القوانين ؛ وبالتالي: للتجمّعات والمجتمعات ، التي تحكمها هذه الأعراف والقوانين؛ لأن القانون الذي لاتحميه ، إذا خُرق على غيرك .. لا يحميك ، إذا خُرق عليك !
بَيدَ أن الحرص المشروع ، على القوانين والأعراف ، يتضخّم ، في حسّ بعض الأشخاص ، حتى يصبح وصاية غير مشروعة ! بل قد يتصخّم ، جدّا ، لدى بعضهم ، حتى يصبح احتكاراً سمجاً ! فيجد أفراد التجمّع ، بينهم ، شخصاً ما ، يحتكر كلّ قيمة ، في هذا التجمّع ، مثل : الفهم ، والإخلاص ، والحرص : على المصلحة العامّة ، وعلى المال العامّ ، وعلى الأخلاق العامّة .. ويجرّد - هذا المحتكرُ - الآخرين ، من أيّ حرص ، على أيّة قيمة ؛ بل يضع الجميع ، أو الأكثرية ، في أقفاص الاتهام ؛ بأنهم يسعَون ، إلى تخريب التجمّع ، أو تدميره؛ سواء أكان التجمّع حيّاً ، أم قبيلة ، أم حزباً ، أم نادياً ، أم غير ذلك !
وقد يستفزّ هذا النوع ، من الاحتكار، بعضَ الأشخاص ، فيتّهمون المحتكِر: بالمزايدة عليهم ، أو بالتنطّع ، أو بغير ذلك ، من الصفات ، الملائمة للاحتكار المذموم !
وقد يمارس بعض الأشخاص ، هذا النوع من المزايدات ، عن عمد ، للتغطية ، على أهداف لديهم ، كالعمالة لجهة معيّنة ، من خارج التجمّع ، والحرص على تمكين المزايد المحتكر، لموقعه وموقفه ، ضمن التجمّع ، وغيرذلك ! بَيدَ أن هذا لاينسحب ، على المزايدين المحتكرين ، جميعاً ، الذين يتّصف بعضُهم ، بإخلاص حقيقي ، للتجمّع الذي ينتمي إليه !
ولله في خلقه شؤون !