الرئيسة \  واحة اللقاء  \  صواريخ إيران: من المستهدف ؟!

صواريخ إيران: من المستهدف ؟!

22.06.2017
صالح القلاب


الرأي الاردنية
الاربعاء 21/6/2017
غير معروف ما إذا كانت الستة صواريخ "الباليستية" التي قالت إيران أنها أطلقتها من حدودها الغربية، والله الأعلم، على مواقع "داعش" في دير الزور السورية قد أصابت أهدافها أم لا وأنَّ كل ما في الأمر أن حراس الثورة قد أرادوا إستعراض عضلاتهم وأن المقصود، كما قالوا، هو الرد على عمليتي البرلمان الإيراني وضريح الإمام الخميني وذلك في حين أن أغلب الظن أن هدف هذه التظاهرة الصاروخية، في ظل كل هذا الذي يجري في المنطقة، هو القول: نحن هنا.. وعلى كلِّ مراهن علينا أن يدرك أننا عند حسن ظنه.. وأكثر!!.
لقد قال بيان حراس الثورة، الذي يبدو أنه كان جاهزا منذ فترة طويلة قبل هذا "العرس الصاروخي"، إن هذه العملية قد إستهدفت مركز قيادة تنظيم "داعش" في دير الزور "ثأراً" لمن سقطوا خلال إعتداءي طهران لكن حتى الروس لم يؤكدوا أن هذه الصواريخ "الباليستية" قد أصابت أهدافها بالفعل أمْ أنَّ كل ما في الأمر وسواءً أصابت أم لم تصب أنها حققت المقصود والمقصود هو إشعار كل من يراهن على إيران أن رهانه في مكانه وأن هذه الضربة هي عبارة عن التلويح بالقبضة الإيرانية وأنها رسالة لمن عليه أن يفهم هذه الرسالة .
المفترض أنه معروف، وبخاصة بالنسبة للذين وخط الشيب شعر رؤوسهم وشعر شواربهم وذقونهم أيضاً، أن مسافر الصحراء ليلاً عندما يستبد به الخوف يلجأ إلى "الحداء" بصوت مرتفع ليغطي على ضربات قلبه ويطرد عن نفسه هواجس الخوف والرعب وذلك مع أن المفترض أنْ يكتم هذا أنفاسه وأيضاً أنفاس "ذلوله" حتى لا يستدرج إليه شذاذ الآفاق والصعاليك وقطاع الطرق.. وأيضاً هوام الأرض والذئاب والضباع الجائعة.
وبالطبع فإنه لا بد من إعطاء هذه الصواريخ طابع القدسية فالذي قيل أن مداه "700" كيلومتر أعطي إسم :"ذو الفقار" و"ذو الفقار" هو إسم سيف الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه أما الذي مداه "800" كيلومتر فقد أعطي اسم "قيام" وحقيقة إنني عجزت عن أن أجد أو أعرف لماذا سمي هذا النوع من الصواريخ بهذا الإسم وأغلب الظن أن المقصود هو القيام للصلاة في الليل !! وعلى إعتبار أن هذه العملية قد تمت في آناء الليل وليس في أطراف النهار.
في كل الأحوال إن المؤكد أنَّ إحدى الرسائل التي أرادتها إيران من هذه العملية هي الرسالة الموجهة للأميركيين ونظراً لأن مجلس الشيوخ الأميركي كان قد أقر قانوناً زجرياً تحت عنوان :"مواجهة أنشطة إيران المهددة للاستقرار" تضمن أيضاً تصنيفاً لتنظيم حراس الثورة الإيرانية بأنه منظمة إرهابية .. وهكذا وإلى اللقاء بعد وجبة صواريخ "ذو الفقار" و"قيام" جديدة!!.