الرئيسة \  واحة اللقاء  \  تفجيرات جبلة وطرطوس و"الذبيحة" من أجل الأسد !

تفجيرات جبلة وطرطوس و"الذبيحة" من أجل الأسد !

26.05.2016
صالح القلاب


الرأي الاردنية
الاربعاء 25-5-2016
 إنَّ هذا ليس جديداً وإنه مثبت ومؤكد ، فمما نُقل عن تلك الفترة المبكرة من الحرب العالمية الثانية ، أنَّ اليهود همْ من أطلق على المذابح التي إرتكبها النازيون بحق أتباع الدين اليهودي ، إنْ حرقاً وإنْ قتلاً وإنْ تجويعاً وتعذيباً حتى الموت ، مصطلح: "الذبيحة أو الضحية من أجل تحقيق وعْد الرب" المأخوذ من كتبهم القديمة ووعد الرَّب هذا هو ما يعتبرونه عودة إلى القدس (أورشليم) وإلى "الأرض الموعودة" التي هي فلسطين والمعروف أنَّ طلائع مهجريهم ومهاجرينهم بدأت تصل إلى الأراضي الفلسطينية قبل أن تخمد نهائياً نيران هذه الحرب المدمرة ولكن ليس تحقيقاً لهذا الوعد الإلهي وإنما تنفيذاً لوعد بلفور الذي هو ليس أن من أعطى قد أعطى ما لا يملك وفقط بل وأيضاً أن الذي أعطى قد أعطى لمن لا يستحق .
كان الصهاينة يعتقدون ، وربما لا زالوا ، أنه لا بد من إراقة دماء اليهود وذبحهم وحرقهم حتى يرضون الرَّب ، الذي يعتبرونه ربهم وحدهم ، ليفي بـ"وعده" لهم بالعودة إلى الأراضي التي أخرجوا منها التي هي فلسطين ولذلك فإنهم أطلقوا على المذابح التي إرتكبها النازيون ضد أتباع الدين اليهودي نساءً وأطفالاً وشباباً وكهولاً: "الضحية أو الذبيحة من أجل إرضاء هذا الرب "وقد كانوا فرحين لأنها ستشكل ضغط ضمائر على العالم الأوروبي المتفوق لتحقيق وعد بلفور وحيث كانت هذه الأرض التي يعتبرونها موعودة "حصة" لبريطانيا العظمى عندما تقاسم وزير الخارجية البريطاني ووزير الخارجية الفرنسي هذه المنطقة العربية وفقا لما سُمي: إتفاقيات سايكس – بيكو التي بات الحديث عنها يجري كثيراً في هذه الأيام.
ثم وإنَّ المعروف أنَّ شيوخ إيران وبعض مُعمميهم كانوا يدفعون حتى الأطفال الصغار وبمآت الألوف إلى "محرقة" الحرب العراقية – الإيرانية بحجة أن بذل المزيد من الدماء في مثل هذه المواجهات سيقرب الفرج عن المهدي المنتظر وسيُّعجل بعودته وهذا هو ما يفعله الطائفيون الذين يستغلون الأبعاد المذهبية لدفع أبناء هذه الطائفة الكريمة ،التي لا شأن لها في حقيقة الأمر في هذا الصراع المحتدم في سورية وفي العراق وأيضاً في لبنان واليمن، الذي هو صراع قومي - سياسي بين الفرس والعرب لا علاقة للشيعة ، أتباع المذهب الجعفري الأثنى عشري الشريف تحديداً، به ولا للمهدي المنتظر رضي الله عنه .
إنَ هذا هو ما يفسر وما يوضح ويحدد دوافع التفجيرات الإرهابية التي ضربت مدينتي طرطوس وجبلة على الساحل السوري ،التي هناك إتفاق شامل بين المحللين والمتابعين على أن نظام بشار الأسد ومعه إيران وحزب الله وبعض الميليشيات الطائفية الأخرى وبمباركة روسية على الأقل هو من قام به ليس من أجل تقريب فرج الإمام الغائب والتسريع في عودة المهدي المنتظر بل من أجل إلزام الطائفة العلوية بالإلتفاف حوله وتقديم المزيد من أبنائها لهذه المحرقة المدمرة هذا أولاً أما ثانياً فمن أجل إرتكاب القوات الروسية بسلاحها الجوي وبغيره ومعها قوات العائلة "الأسدية" المزيد من المذابح إن في حلب أو في إدلب أو في سهل الغاب وأطراف دمشق وفي منطقة الحدود مع الجولان والمناطق الحورانية الجنوبية.
إن هذه "الذبيحة" ليس من أجل الرب، الذي هو مُنزَّهٌ عن كل هذه الجرائم والأفعال الدنيئة ، ولا من أجل "التعجيل" بعودة الإمام الغائب وإنما من أجل مؤامرة أفتعلها هذا النظام ومعه إيران ومن خلفهما روسيا لتصفية بعض فصائل المعارضة السورية ، التي ليس من بينها لا "داعش" ولا "النصرة" ، ولتدمير باقي ما تبقى من مدن سورية وقراها.. وأيضاً ربما من أجل التمهيد لإقامة الدولة الطائفية التي هي أحد الخيارات التآمرية المطروحة والتي سماها بشار الأسد في بيان معلن :"الدولة المفيدة" ... ويبقى هنا أنه لا بد من الإشارة إلى أمرين هما:الأول ، إن جبلة هي بلد المجاهد الكبير عزالدين القسام الذي قاد إحدى أهم ثورات فلسطين وأستشهد ودفن في منطقة جنين ، رحمه الله ، وثانيا ، أن الخبراء من أبناء هذه المنطقة الساحلية يجمعون على أنه من المتعذر إدخال ولو متفجرة واحدة إلى هذه المنطقة بدون علم الأجهزة الأمنية السورية الرسمية وتسهيلاتها ... فكيف إذاً والتقديرات تشير إلى أنَّ أطناناً من المتفجرات قد أستخدمت في هذه الجريمة التي لا يمكن تبريرها وحتى وإن "صحَّت" إدعاءات تحميل مسؤولياتها إلى بعض التشكيلات المعارضة   وبالطبع فإنها إدعاءات "مُفبركة" وغير صحيحة .