الرئيسة \  مشاركات  \  التوبة تمحو الذنب .. فهل تمحو نتائجه ، وآثاره !

التوبة تمحو الذنب .. فهل تمحو نتائجه ، وآثاره !

04.09.2019
عبدالله عيسى السلامة




آدم : أخطأ ، وتاب ، فقبل الله توبته ، لكنه أخرجه من الجنّة !
ابن آدم : أخطأ؛ بقتل أخيه ، ثمّ ندم ، فهل مابعدَ ندمه ، مثل ماقبلَه ؟ وهل أحيا ندمُه ، أخاه القتيل ؟
صاحب الجنّة : الذي ضربه الله مثلاً ، في القرآن ، هل أعاد إليه جنّتَه ، ندمُه ، على ما أظهرَه، من كِبْر وتبجّح ؟ قال ، تعالى : 
وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَٰذِهِ أَبَدًا (35) وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَىٰ رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِّنْهَا مُنقَلَبًا (36) قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا (37) لَّٰكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا (38) وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ۚ إِن تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالًا وَوَلَدًا (39) فَعَسَىٰ رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِّن جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِّنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا (40) أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَن تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا(41) وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَىٰ مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا (42) وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنتَصِرًا
أصحابُ الجنّة : الذين قرّروا ، أن يحرموا المساكين ، من حقّهم .. تابوا ، لكن ، بعد أن دُمّرت جنّتهم ، بما فيها نصيب أوسطهم ، الذي نصحهم بالخير! قال : تعالى :
إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ (17) وَلَا يَسْتَثْنُونَ (18) فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ (19) فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ (20) فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ (21) أَنِ اغْدُوا عَلَىٰ حَرْثِكُمْ إِن كُنتُمْ صَارِمِينَ (22) فَانطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ (23) أَن لَّا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُم مِّسْكِينٌ(24) وَغَدَوْا عَلَىٰ حَرْدٍ قَادِرِينَ (25) فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ (26) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (27) قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ (28) قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (29) فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ (30) قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ (31) عَسَىٰ رَبُّنَا أَن يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِّنْهَا إِنَّا إِلَىٰ رَبِّنَا رَاغِبُونَ.
فرعون : ادّعى الألوهية ، وحين أيقن بالهلاك ، آمَن بالذي أمنت به بنو إسرائيل .. فهل نجّاه إيمانه المتأخّر، من الهلاك ؟
سَبَأ : التي كان لها جنّتان ، فبَطِرت معيشتها ، فأرسل الله عليها ، سيلَ العَرِم ، وشرّدها في الأرض .. هل محت التوبة ، عن التائبين منهم ، آثار معصيتهم ، من فقر وتشرد ؟
الأمم التي عصت أنبياءها : أهلكها الله ، بذنوبها .. فهل نفعت توبة التائبين ، منها ، أصحابَها، بعد رؤية مصيرهم ؟
الطغاة وأعوانهم، والقتلة المجرمون ، من سائر: الملل والنحل، والطوائف والأعراق، والأصناف: إذا تابوا، وقبل الله توبتهم ، هل تَسقط عنهم حقوقُ العباد؟ وإذا كان دينُنا، يَحصر الوزرَ بوازره: (ولاتزر وازرةٌ وزرَ أخرى) .. فهل تنسى الأجيالُ ، دماء أهليها ، الذين قتلهم المجرمون ، أم تظلّ أحقادهم كامنة ، أو مشتعلة ، ضدّ أبناء المجرمين ، وأحفادهم ؟