اخر تحديث
الخميس-25/04/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ احتكار الفهم ، والإخلاص ، والأخلاق .. إلى أين يؤدّي !؟
احتكار الفهم ، والإخلاص ، والأخلاق .. إلى أين يؤدّي !؟
30.11.2017
عبدالله عيسى السلامة
احتكار السلع ، التي يحتاجها الناس ، من قمح وسكّر وزيت ، وغيرها .. أمر مذموم مجرّم !
أمّا احتكار الفهم ، وتجريد الناس منه ، أيْ : اتّهامهم بعدم الفهم ، فهو ليس مجرّماً ، من حيث المبدأ، لكنه يسقط صاحبه، في نظر الناس ، من حيث أراد التعالي عليهم !
واحتكارُ الإخلاص ، كذلك ؛ سواء أكان إخلاصاً للوطن أو للدين ، أم كان إخلاصاً للقبيلة ، أو للحزب ، أو للنادي ، أو للشركة التي يعمل فيها أناس كثيرون !
واحتكار الأخلاق ، يدخل في الدائرة ذاتها ، دائرة السقوط ! فكلما أسرفَ المرء ، في اتهام مَن حوله ، بضعف الأخلاق الحميدة ، أو انعدامها، من: وفاء وصدق وأمانة.. واحتكر هذه الصفات ، لنفسه ، وحده ، أو لنفسه وللدائرة الضيّقة ، المحيطة به .. كلما فعل ذلك ، أسقط نفسه ، قبل أن يُسقط الآخرين ! لسبب بسيط ، هو: أن الآخرين لن يُقرّوا له ، بهذا ، حتى لو كان يرى نفسه صِدّيقاً ، أو ملَكا من ملائكة السماء ! وهو سيعطيهم ، بالتالي ، الحقّ ، في أن يجرّدوه من الأخلاق ، التي يدّعيها لنفسه ، ويجرّد غيره منها ، أيْ : يحتكرها له ، ولمن يحبّ ، ممّن حوله !
وغنيّ عن التذكير، أن أضعف الناس فهماً ، هو أقدرهم على احتكار الفهم ، وأن أقلّهم إخلاصاً ، هو أسرعهم إلى احتكار الإخلاص ، وأن أسوأهم أخلاقاً ، هو أبرعهم في كيل التهم ، لغيره ، بضعف الأخلاق !
السفهاء ، في الأمم السابقة ، وصفوا أنبياءهم ، بصفات شتى ، منها : الكذب والسحر، وطلب السيادة ، وغير ذلك ! ومن أبرزهم ، فرعون ، الذي حذّر قومه ، من موسى ، مظهراً خوفه ، من : أن يبدّل دينهم ، أو أن يُظهر في الأرض الفساد !
وفي العصر الحديث ، نجد أناساً احتكروا الوطنية ، وجرّدوا الآخرين منها.. كما نجد غيرهم ، ادّعى الفهم الصحيح للإسلام ، وكفّر الآخرين ، الذين يخالفون فهمه ، واستباح دماءهم .. وهكذا !
ولا تشفع للمحتكِر، نيّته ، التي قد يزعم أنها صالحة ! بل ، مجرّد احتكار مالا يحقّ له احتكاره ، يُظهر فساد نيّته ، وفساد خلقه !
ولو أنه أقرّ ، للآخرين ، بشيء من الفهم ، أو الإخلاص ، أو الأخلاق الحسنة .. ثمّ ادّعى ، أن حظّه ، من هذه الأشياء ، أكبر، بكثير، من حظوظ غيره .. لكانت مصيبته ، في نفسه ، أخفّ ، منها ، في حال الاحتكار؛ لأن عامل النسبية ، يدخل ، هنا ، في الموازنة ، بين : أقلّ ، و أكثر.. فيخفّف عنه ، وطأة الجريمة ، التي ارتكبها بحقّ نفسه ! وإن كان هذا لايحميه ، من احتقار الناس له ، ونفورهم منه !
ونعوذ بالله ، من سوء المنقلب !