الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الحاجة إلى تسوية سلمية في سورية

الحاجة إلى تسوية سلمية في سورية

10.02.2018
سايمون كوليس


الرياض
الخميس 8/2/2018
في منتصف يناير الماضي قام وفد من هيئة المفاوضات السورية والتي تعد مجموعة المعارضة السورية الرئيسية برئاسة الدكتور ناصر الحريري بزيارة لندن لعقد اجتماعات مع وزراء ومسؤولين وأعضاء برلمان بريطانيين، وبفضل العمل الجيد لمعالي وزير الخارجية الأستاذ عادل الجبير ووزارته الموقرة قاموا بجمع المعارضة السورية سوياً في الرياض في نوفمبر الماضي، الأمر الذي أدى إلى أن تصبح هذه المجموعة أكثر اتحاداً وشمولية وبرجماتية تهدف إلى تمثيل مصالح كافة السوريين، حيث كانت زيارتهم إلى لندن جزءًا من جولة في عدد من العواصم. لقد أثبتت هيئة المفاوضات السورية وحدتها وكفاءتها على مدار الشهرين الماضيين والأهم من ذلك خلال الجولات الأخيرة من محادثات جنيف بقيادة الأمم المتحدة، ويستحق الحريري وهيئة المفاوضات السورية دعمنا الكامل ويتعين علينا الاستمرار سوياً في تقديم الدعم لهم.
وعقب اجتماعه مع الوفد، أفاد معالي السيد الستير بيرت، وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط "عقب ما يقرب من سبع سنوات من الصراع وما يزيد على مصرع 400000 شخص، فإنه من الواضح جلياً أن التسوية السياسية هي الوحيدة القادرة على إنهاء المعاناة الإنسانية وعدم الاستقرار الإقليمي الذي يشعله هذا الصراع". علماً بأن معالي الوزير لعب نفس الدور في حكومة صاحبة الجلالة البريطانية عندما كنت سفيراً لبريطانيا لدى دمشق، لقد كنا على يقين منذ البداية أن الحل الدائم الوحيد والممكن لهذه الأزمة هو عبر المشاركة البناءة من قبل كافة الأطراف من خلال محادثات مباشرة.
ونحن لا نزال ندعم بصورة كاملة جهود عملية الوساطة من قبل الأمم المتحدة والتي اجتمعت مجدداً مؤخراً لمدة قصيرة في فيينا.
إن المعارضة جاهزة للمشاركة في مفاوضات مباشرة بدون شروط مسبقة ويتعين على روسيا استخدام كامل نفوذها لإقناع نظام الأسد للقيام بنفس الأمر، علماً بأن الصعوبات التي واجهت مؤتمر سوتشي في روسيا في 30 يناير تؤكد أن المحادثات التي تقودها الأمم المتحدة تعد السبيل الوحيد لسلام مستدام.
وبالتزامن مع المحادثات السياسية، ننتظر من المجتمع الدولي أن يتحدث بصوت واحد لإدانة القتل العشوائي للمدنيين الذي تتعرض له الغوطة الشرقية وإدلب ويشمل ذلك الأربعة تقارير التي تحدثت عن استخدام الأسلحة الكيميائية خلال الأسابيع الأخيرة.
تدعو المملكة المتحدة روسيا والمجتمع الدولي مجدداً للتوحد بهدف تحميل المسؤولية لنظام الأسد لاستخدام مثل هذه الأسلحة المقيتة وللسعي لطلب العدالة للضحايا، ومنع أي اعتداءات إضافية، لقد أودت هجمات النظام بحيات المئات من المدنيين وأدت إلى تهجير مئات الآلاف من السكان وتدمير المستشفيات والبنى التحتية المدنية الأخرى حيث من المفترض أن تكون تلك المناطق جزءًا من مناطق خفض التصعيد التي تم الاتفاق عليها بين روسيا وإيران وتركيا، رعاة محادثات الأستانة لوقف إطلاق النار ولابد من إيقاف هذه الهجمات في الحال، حيث يتعين علينا ممارسة الضغوط على النظام وداعميه للسماح بوصول دعم إنساني سريع مستدام ومن دون عراقيل فضلاً عن الإجلاء الطبي للمحتاجين. لقد استمر الصراع السوري لوقت طويل بيد أنه لم ينتهِ بعد وأن السوريين المحاصرين والذين يتم قصفهم في جميع أنحاء سورية لايزالون في حاجة إلى مساعدتنا جميعاً.