الرئيسة \  مشاركات  \  الحياة وقفة عزّ ، وهي تشمل عزّين : عزّ الدنيا ، وعزّ الآخرة

الحياة وقفة عزّ ، وهي تشمل عزّين : عزّ الدنيا ، وعزّ الآخرة

19.02.2020
عبدالله عيسى السلامة




قال الشاعر:
ولقد أبيتُ على الطوى ، وأظلّه   حتّى أنالَ به كريمَ المأكلِ !
وقال شاعر آخر:
وأستفُّ تُربَ الأرض ، كيلا يرى له   عليّ ، مِن الطَول ، امرؤ متطوّلُ !
وثمّة قولة متداولة ، لمؤسّس الحزب السوري القومي الاجتماعي ، أنطون سعادة ،  هي : الحياة وقفة عزّ!
لكن ، ثمّة أسئلة تثار، حول هذه الكلمة ، التي تُعدّ شعاراً ، للحزب الذي يتغنّى يها ! كما تَصلح، لكثير من الأمور والمواقف ، على مستوى الفرد ، والمجتمع ، والدولة !
ما هي وقفة العزّ ، وما العزّ المقصود ، هنا ؟
ثمّ إنّ العزّ يختلف ، من موقف إلى آخر، ومن بلد إلى بلد ، ومن بيئة إلى بيئة !
ندع الشعار، على غموضه ، كما أراده صاحبه  ، لكنا نؤكّد على أمر أساسي ، هو أن العزّ عزّان ، هما : عزّالدنيا ، وعز الآخرة .. وقد يجتمعان ، وقد يفترقان !
فأنواع عزّ الدنيا كثيرة ، منها: النصر في الحرب .. ومنها الانتصار، في صراع سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي .. ومنها تحقيق نصر كبير، في لعبة الكرة ، يجعل صاحبه يشمخ بأنفه، متحدّياً المغلوب المسكين .. ومنها الفوز، في مختارية حيّ ، أو مدينة ..!
أمّا عزّ الآخرة ، فكثير، لكنه خاصّ ، بمن يؤمنون بالله ورسوله ، واليوم الآخر! وهو قد يشمل، مع عزّ الآخرة ، عزّ الدنيا !
أمثلة :
أولاً : يقول رسول الله : سيّد الشهداء حمزة ، ورجل قام إلى إمام جائر، فأمره ونهاه ، فقتله !
ثانياً : يقول النبيّ الكريم : إنّ من أعظم الجهاد ، كلمة حقّ ، عند سلطان جائر !
ثالثاً : حين توفّي النبي ، وارتدّ قسم كبير، من القبائل العربية ، عن الإسلام ، همّ بعض مُسلمة الفتح ، في مكّة ، بالارتداد ، فوقف سهيل بن عمرو، شاهراً سيفه - وهو الذي كان مندوب المشركين، في صلح الحديبية - وهو يقول : لقد أعزّنا الله بالإسلام ،  فمن يرتدّ ، فسنضرب عنقه بالسيف ! فأخمد فتنة ، كادت تعصف بالإسلام ، في مكّة !
رابعاً : وقف أحمد بن حنبل ، في وجه المعتزلة ، الذين ابتدعوا بدعة خلق القرأن ، وأقنعوا بها بعض خلفاء بني العباس : وقف متحدّياً هؤلاء الخلفاء ، وقادة المعتزلة ، متحمّلاً التعذيب ، حتى كشف الله الغمّة ، عن المسلمين ، بإلغاء مذهب الاعتزال ، كله !
فأي عزّ أعزّ ، من هذه النماذج ، للدنيا وللآخرة ؟