اخر تحديث
الثلاثاء-23/04/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ التطرّف آفة قصيرة العمر، شديدة التدمير، أهم محفّزاتها: الظلم والفساد
التطرّف آفة قصيرة العمر، شديدة التدمير، أهم محفّزاتها: الظلم والفساد
06.08.2018
عبدالله عيسى السلامة
التطرّف آفة قصيرة العمر، شديدة التدمير، أهمّ محفزاتها،اليوم ،الظلم والفساد! سابقاً،كانت صناعة محلية ، واليوم هي صناعة دولية..كيف تعالَج؟
خرجوا على عليّ ، وكثير منهم من حَفَظة القرآن ؛ فسُمّوا خوارج ، وظلّوا يحملون الاسم ، حتى انتهت فتنتهم ، في العصور الأولى !
قاتلهم عليّ ، وهزمهم ، عسكرياً ، في النهروان ، وأرسل إليهم ابنَ عمّه ، عبدالله بن عبّاس، فحاورهم ، وأقام الحجّة عليهم ، وعاد كثير منهم ، إلى الصواب ! وتمكّنوا مِن عليّ ، بعدها ، فاغتالوه ، وظلّواخوارج !
ظلت فتنتهم قائمة ، في عهد بني أميّة ، حتى قُيّض لهم ، قائد عسكري فذّ ، هو: المهلّب بن أبي صُفرة ، فمكَرَ بهم ، عسكرياً ، وتغلّب عليهم ، في أكثر المعارك ! ثمّ مكَر بهم ، سياسياً ، فمزّق صفّهم ، بأسئلة فقهية ، اختلفوا حول إجاباتها ، وتفرّقوا ، وأجهز عليهم ،عبر المَكر العسكري والسياسي ، حتى انتهى بهم الأمر، بعد حين ، إلى التشرّد في الآفاق ، بين الجزائر، وعُمان ، ومناطق أخرى !
ولهم أشعار حَماسية كثيرة ، حفظتها كتب تاريخ الأدب ! ولهم آراء كثيرة ، حول وجوب قتال المسلمين ، الذين وصفوهم ، بالمرتدّين : بين من يُوجب قتالهم ، ومن يُجيزه ، وبالتالي ؛ يجيز القعود عنه ، وسُمّي مجيزو القعود : بالقعَديّة !
وكانوا يسمّون فصائلهم ، بأسماء قادتهم : فأتباع ابن الأزرق ، سُمّوا الأزارقة ، وأتباع نجدة بن أبي عامر، سُمّوا النجَدات ، وأتباع ابن أبي اباض ، سُمّوا الإباضية .. وهكذا !
لقد أحدثوا فتناً شديدة ، بذرائع شتّى ، أهمّها : الظلم والفساد ؛ لاسيّما ، في عهد بني أميّة ! لذا؛ توقفوا عن القتال ، في عهد عمر بن عبدالعزيز، لعدله ! وكان سلوكهم ، نابعاً من اجتهادات خاصّة بهم ! بيدَ أنهم ، ارتكبوا جرائم ، هي أفظع ، من جرائم الحكّام ، الذين خرجوا عليهم ! فتهمة الحكّام ، عندهم ، هي أكل المال العامّ ، وظلم الرعية ! أمّا هم ، فاستباحوا دماء المسلمين، عامّة ؛ إذ كفّروا الحكّام ، وكفّروا مَن لم يكفّرهم ، وكفّروا مَن لم يكفّر، مَن لايكفّرهم ..!
انتهت فتنتهم القديمة ، وظهروا من جديد ، بثياب جديدة ، واجتهادات قديمة متجدّدة !
كانت صناعة قياداتهم القديمة ، محلّية ، قائمة على الفعل ، وردّ الفعل ، داخل الدولة المسلمة ، والمجتمع المسلم .. باجتهادات صبيانية ، شديدة الخطر والضرر!
أمّا اليوم ، فتصنيع قياداتهم ، معقّد ، تدخل فيه عوامل كثيرة ، منها : الحماسة والجهل، عند الشباب ، ومنها : الظلم ، الذي يُعدّ مسوّغا أساسياً ، لخروجهم ! وأهمّها : عبث الأجهزة الاستخبارية، المحلّية والإقليمة والدولية ، بهم ، وتوظيف ماهومصنّع منهم ..وتصنيعُ فصائل خاصّة ،( ماركات مسجّلة ) !
وما الذي يحتاجه ، تصنيع فرقة من الخوارج ، اليوم : تصنيع قيادات ، مرتبطة بأجهزة الأمن ، تستطيع استقطاب عناصر، من الشباب ، لايملكون سوى عنصرين أساسيين ، هما : الحماسة والجهل ! وهذان العنصران ، كافيان ، لدى أيّ ضابط استخبارات محترف ! فهو يبني ، عليهما، شخصية المناضل ، ويَصنع لها ، الهيئة المناسبة ، من : لباس أفغاني ، ولحية ، ولثام ، وشعاربرّاق ! ولا بأس ، بحفظ بعض الآيات القرآنية ، والأحاديث النبوية ، ولوبشكل مغلوط، أومشوّه ! ثمّ ، فوق ذلك ، حفنة من الدولارات ، تقلّ وتكثر ، حسب موقع الشخص ، في الفصيل، ومواهبه، في تمثيل دور المجاهد البطل ، وقدرته :على تكفير أكبر عدد ، من المسلمين ، وعلى قتل الناس ، جماعات وأفراداً، بجرأة غريبة ، يرتعش منها ، جسدُ أيّ إنسان عاقل ، حتى لو كان وثنياً ، لم يعرف الله ، ولا أيّ كتاب ، من كتبه المنزلة ، على عباده !
ولا بدّ من التأكيد ( بالطبع ) بأنّ أكثر شباب هذه الفرق ، هم من المخلصين ، الذين استُدرِجوا، عبر العنصرين الأساسيين : الحماسة والجهل !
أجهزة الاستخبارات ، في بلادنا ، كلّها ، باتت متمرّسة ، بهذا النوع ، من الصناعات ، وفي مقدّمتها : أجهزة الاستخبارات السورية !
أمّا أجهزة الاستخبارات : الأمريكية ، والصفوية ، والبريطانية .. والأجهزة التابعة لها ، في دولنا العربية ، فقد قطعت أشواطاً ، في هذا النوع من الصناعات ، التي تدمّر بها : الدول ، والشعوب، والعقائد ، والأخلاق ، ونفسيات البشر.. لا لجيل واحد ، فحسب ، بل ؛ لأجيال عدّة، لاحقة !
والكُرة - كما يقول الرياضيون - في مرمى قيادات الحركات الإسلامية ، المخلصة الواعية ، ومعها: قادةُ الفكر الإسلامي ، والفقه الإسلامي ، في سائر مؤسّساتهما : العلمية ، والثقافية ، والإعلامية ..! لأنّ القضية ، لاتخصّ جهة واحدة ، بعينها ، بل ، تشمل الأمّة ، كلّها ، بسائر فئاتها ، وأجيالها !
وإذا نامت النخبُ ، الواعية المخلصة ، عن أخطارحمَلة الشعارات الدينية المتطرفة ، هؤلاء ، كما نامت، عن أخطار المجرمين ، حملة الشعارات القومية والعلمانية المتطرفة ،الذين دمّروا الأمّة، بالمتاجرة بها .. فلا يلوموا ، إلاّ أنفسهم ، في الدنيا والآخرة ؛ فهم يحملون أوزارهم ، وأوزار مَن يلوذ بهم ، ويثق بهم ، ويسلمهم زمام القيادة والتوجيه ، في مجتمعاتهم !
وكلّ نفس بما كسبت رهينة !