الرئيسة \  واحة اللقاء  \  روسيا وأميركا..توافقان على تدمير سوريا وحماية إسرائيل !

روسيا وأميركا..توافقان على تدمير سوريا وحماية إسرائيل !

24.10.2016
أحمد ذيبان


الرأي الاردنية
الاحد 23-10-2016
المرة الوحيدة التي بدا الرئيس الاميركي أوباما، جادا في تهديده توجيه ضربات عسكرية للنظام السوري ، كانت عندما تكشفت فضيحة استخدام النظام للأسلحة الكيمياوية ضد المدنيين في الغوطة شرق دمشق يوم 21 آب–أغسطس 2013 ، ما تسبب بمجزرة راح ضحيتها مئات الأشخاص ،وتحت التهديد وبضغط من الرئيس الروسي بوتين وافق النظام ،على نزع تلك الأسلحة وتدميرها بإشراف دولي !
والحقيقة أن أوباما بتهديده النظام ، لم يكن معنيا بالدفاع عن الشعب السوري ، بل كان هدفه الأساس طمأنة اسرائيل وتقديم اجراءات عملية لضمان أمنها ، رغم أن النظام السوري ، لم يفكر باستخدام تلك الاسلحة الكيماوية ضد العدو الصهيوني ،وقد أكدت سياسات عائلة الأسد "الأب والابن" ، بأن ضمان حدود العدو الذي يحتل هضبة الجولان ، كان أحد أهم ثوابت سياساتها ،منذ انتهاء حرب تشرين الاول – اكتوبر 1973 !
واشنطن اختارت سياسة ضبابية في التعامل مع الملف السوري، في مقابل غطرسة روسية واضحة، وفي خلفيات المشهد وبين السطور، يبدو للمراقب وكأن ثمة سباقا بين أميركا وروسيا لإرضاء اسرائيل وطمأنتها ، وكانت أولى خطوات موسكو قبل التدخل العسكري المباشر في سوريا ، لحماية نظام الأسد والمشاركة المباشرة في قتل الشعب السوري ، التنسيق العسكري المباشر مع اسرائيل، وبدا ذلك بزيارة نتنياهو موسكو لهذا الغرض، ثلاث زيارات خلال تسعة أشهر، وفي إحدى هذه الزيارات أعلن بوتين ، بأن روسيا واسرائيل تقفان في خندق واحد ضد "الارهاب" ! واذا كان بوتين يعتبر تدخله العسكري في سوريا لمحاربة "داعش" والمعارضة السورية المسلحة، فإن مفهوم اسرائيل ل "الإرهاب" يعني مقاومة الشعب الفلسطيني لعدوانها ، فكيف يمكن لبوتين تركيب هذه المعادلة !
بعض العرب لا يريدون رؤية جرائم روسيا في سوريا ،وتحويل البلد الى" مقبرة كبرى"، ويميل هؤلاء لتسطيح المسألة وبلع الوهم ومحاولة تسويقه.. عن دعم روسي ل"محور المقاومة والممانعة " ! لكن موسكو مستعدة لنشر منظومات صواريخ مضادة للطائرات متقدمة جدا في سوريا ، بغرض استعراض القوة ، تحت عنوان مخادع وهو محاربة " داعش" وتنظيمات مسلحة أخرى " تخيلوا الكذبة ؟ لكن بوتين لا يخطر في باله أبدا ، استخدم أو حتى تزويد أي قوة عربية بمثل هذا السلاح اذا كان يهدد اسرائيل ! ومنذ توليه الحكم في نهاية التسعينيات ،لم يسجل بوتين أي موقف سياسي جدي لدعم القضية الفلسطينية !
أحد أهم ثوابت السياسة الاميركية ، ضمان أمن اسرائيل وتوفير الحماية والدعم العسكري والاقتصادي والغطاء السياسي والدبلوماسي لعدوانها ،والجرائم التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني، وقبل اسابع قليلة أعلنت واشنطن عن مساعدات عسكرية لإسرائيل ،بقيمة" 38" مليار دولار ، ومنذ عام 1972 استخدمت الولايات المتحدة "الفيتو" في مجلس الامن " 42 " مرة ، ضد إدانة ممارسات إسرائيل ضد العرب، من بينها "31" لإحباط قرارات تخدم القضية الفلسطينية !
وهذه بلطجة دبلوماسية ، ربما تعادلها بلطجة روسية، باستخدام "الفيتو" خمس مرات خلال خمس سنوات ، لحماية نظام الأسد وإحباط مشاريع قرارات لحماية الشعب السوري ، كان آخرها "الفيتو " الذي استخدمته موسكو الاسبوع الماضي ،لإحباط مشروع قرار فرنسي لوقف الحرب في حلب !
بعد توقف المفاوضات الأميركية الروسية إثر انهيار الهدنة في حلب ،ومواصلة الطيران الروسي وطيران النظام ،قصف المدنيين وارتكاب المجازر في المدينة، ووسط تلميحات وتحذيرات وتهديدات مبطنة بين الطرفين ، سربت مصادر الادارة الاميركية أخبارا حول اجتماع "حاسم" سيعقده أوباما مع مستشاريه ، لبحث استخدام خيارات عسكرية ضد جيش النظام السوري، لكن " تمخض الجبل فولد فارا" ! فوجه الرئيس مستشاريه بتكثيف الاتصالات الدبلوماسية للبحث عن حل سياسي للأزمة ، وهي مباحثات متواصلة منذ خمس سنوات وتدور في حلقة مفرغة ! وبعد اجتماع أوباما مع مستشاريه بساعات ،عقد اجتماع آخر دعت له واشنطن ضم بعض الدول المعنية بالأزمة السورية في لوزان بسويسرا ، وكانت النتيجة صفراً أيضا ! لكن الشيء الوحيد الذي تتفق عليه واشنطن وموسكو في المنطقة، هو حماية اسرائيل !