الرئيسة \  مشاركات  \  أيّها الإعلاميون العرب : اتّقوا الله ، في حكّامكم!

أيّها الإعلاميون العرب : اتّقوا الله ، في حكّامكم!

24.09.2018
عبدالله عيسى السلامة




يارجال الإعلام..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
وبعد .. اتّقوا الله ، يارجال الإعلام ، في حكّامكم ..
اتّقوا الله ، في هؤلاء الحكّام ، ولا تشوّهوا سمعتهم ، أمام شعوبهم !
لقد وظّفوكم ، في أجهزة الإعلام ، لتخدموهم، أو لتخدموا بلدانكم ،أولتخدموا الجهتين ، معاً.. فلا تشوّهوا سمعة الحكّام ، وتخرّبوا بلدانكم ! 
إن التلفاز والإذاعة ، في كل بلد عربي ، خاضعان للسلطة السياسية ، وكلّ مادّة تُعرض ، فيهما ، تُحسب للسلطة ، أو عليها ! وإنَ الناس لايعرفونكم : لايعرفون ميولكم ، وأهواء كم، وأخلاقكم .. إنّما يعرفون الوسائل ، التي تعملون فيها ، ويعرفون أن هذه الوسائل ، مملوكة للسلطة السياسية ، ناطقة باسمها ، خاضعة لتوجيهها !
حتّى الوسائل غير الرسمية ، تعمل بإذنها ، وبترخيص منها !
أمّا أنتم ، فتأتيكم الشتائم واللعنات ، بالتبعية ، إزاء كلّ سقوط ، أو انحراف ، من جهتكم ؛ لأن الناس ، ينظرون إليكم ، نظرتهم إلى خدم صغار، ينفّذون أدواراً قذرة ، لمصلحة أسيادهم ، فيلعنونكم ، بالتبَعية ، بعدَ أن يَصبّوا غضبَهم ، على الأسياد ، أوّلاً !
فلماذا ؟ لماذا .. أيّها السادة ؟ أأنتم مأمورون ، حقّاً ، من قِبل حكّامكم ، بأداء هذه الأدوار، الرهيبة المدمّرة ؟ هل طَلب ، منكم ، وزراء الإعلام ، تنفيذ دورات برامجية ، معيّنة ، مشحونة بالخلاعة والمجون ، وأفهموكم ، بأن هذه الطلبات ، إنّما هي طلبات الحكّام ، من: ملوك ورؤساء وأمراء !؟ وهل طلبوا ، منكم ، باسم الحكّام ، التَحلّلَ ، من كلّ قيمة سامية، ومن كلّ خلق نبيل !؟ وهل أغلَقوا ، أمامكم ، كل أبواب الحكمة والحشمة ، والرصانة والأدب والوقار!؟
نحن ، أيّها السادة ،لا نظنّ الحكّام ، على هذه الدرجة ، من السوء ، بل إننا لنحسن الظنّ ببعضهم ، ونعتقد أن لدى عدد منهم، شيماً نبيلة، وأخلاقاً كريمة .. وأن بعضهم لايرضى ، بهذه الفواحش ، التي تعرضونها ، في أجهزة الإعلام ! وإن رضي بها ، فقد لا يأمر بها ، ولا سيّما ، أن الحكّام ، جميعاً ، يعلمون ، أنهم يحكمون شعوباً مسلمة !
فلماذا تصنعون هذه الفجوات الواسعة ، بين الحكّام وشعوبهم ؟ لما ذا تستثيرون نقمة الشعوب، ضدّ حكّامها ، بنزواتكم العابثة الرخيصة !؟ 
لماذا تسجّلون ، في صفحات الحكّام ، كلّ هذه الآثام ؛ ليحاسبوا عليها ، يوم القيامة ، بصفتهم مسؤولين ، عن وسائل الإعلام ، وعمّا يُعرَض فيها !؟
لماذا ..؟ لماذا .. يارجال الإعلام !؟
لماذا تجعلون ، من حكّامكم ، آلهة ، أو أشباه آلهة !؟ أهم طلبوا ، منكم ، ذلك !؟ أهم طلبوا ، منكم ، أن تجعلوا ، من وسائل الإعلام ، التي يدفع الشعب أثمانها ، ويدفع لكم أجوركم ، للعمل فيها .. أبواقاً ، لتمجيد أشخاصهم ، والتسبيح بحمدهم ، ليلاَ ونهاراً !؟
إنا نشكّ ، في أن يكونوا ، قد طلبوا ، منكم ، كلّ هذا التطبيل والتزمير، لهم ! فنحن نعتقد ، أن لدى الكثيرين ، منهم ، عقولاً تمنعهم ، من ذلك ، وشيَماً تردعهم ، عن ذلك ! فماذا يبقى؟ يبقى أنكم ، أنتم ، أصحاب المبادرة ، في هذا كلّه ! فلمَ تفعلون هذا !؟ أتفعلونه : تقرّباً منهم، وتزلّفاً إليهم !؟ فإذا كان الجواب الوحيد ، على هذا السؤال ، هو: (نعم) ، فهل تعتقدون ، أنكم تخدمونهم ، وتقدّمون لهم خيراً ، بممارساتكم هذه !؟
كلاّ .. أيّها السادة الإعلاميون ! إنكم تسيئون إليهم ، أبلغ إساءة ؛ إذ تجعلونهم ، في عيون شعوبهم ، مجموعة من الحمقى المغرورين ، الذين لاهمّ لهم ، سوى سماع عبارات المديح، تُكال لهم ، فينتفخون بها ، كالبالونات الجوفاء ! ولو لم يكونوا كذلك ، لما قبلوا ، بكلّ هذه السيول الجارفة ، من عبارات المديح ، التي تُصَبّ ، في آذانهم ، صباحَ مساءَ !
أجل ، أيّها السادة ! هكذا تتصوّر الشعوب ، حكّامها ، حين تسمع عبارات المديح ، تنصبّ ، من أفواهكم ، في وسائل الإعلام ، صباحَ مساءَ ، والحكّام صامتون ، وسكوتُهم ، على ما يسمعون ، دليلٌ ، على رضاهم به !
فلمَ تدأبون ، أيّها السادة ، على إعطاء هذه الصورة الهزيلة ، عن حكّامكم !؟
أمّا مصلحتكم ، فقد عرفناها ، وهي التزلّف إليهم ! فما مصلحتهم ، هم ، في هذا !؟
إنّا نرى ، أنكم تفسدون علاقة شعوبهم ، بهم، غاية الإفساد، بهذه الممارسات المنحرفة ، التي تمارسونها ؛ للأسباب ، التي ذكرناها، آنفاً!
فاتّقوا الله ، أيّها الإعلاميون .. اتّقوا الله ، في حكّامكم ، وفي شعوبكم ، وفي أنفسكم !
وسبحان القائل : بل الإنسانُ على نفسِه بَصيرة * ولوْ ألقى مَعاذيرَه .