اخر تحديث
الخميس-28/03/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ طبقات الاستبداد في سورية: ظلماتٌ بعضُها فوق بعض
طبقات الاستبداد في سورية: ظلماتٌ بعضُها فوق بعض
05.03.2018
عبدالله عيسى السلامة
يحرص المستبدّ ، على تغطية استبداده ، بأنواع شتّى من الضجيج ، منها ما يصمّ الأسماع ، ومنها ما يعمي الأبصار، ومنها ما يعمي العقول ، ومنها ما يعمي القلوب ..!
*) يحرص على تجهيل الناس بكل شيء يمكن أن يبصّرهم بحقيقته ، فيميت الوعي السياسي والاجتماعي والقانوني ، ووعيَ الناس بحقوقهم في بلادهم! لذا ، يَمنع كل عمل سياسي ، أو إعلامي ، من أيّ نوع ، إلاّ النوع الذي يزيد الناس جهلاً بحقيقته.. فيكون الجهلُ عمىً قائماً بنفسه..!
*) ينهب الثروات العامّة ، ويحاصر الناس في أرزاقهم الخاصّة ، حتى يعمّ الفقر، ويصبح همّ المواطن البحث عن لقمة العيش ، وجرعة الماء ، وحبّة الدواء ، وأجرة المسكن والكهرباء .. فيصبح الفقر عمىً قائما بذاته..!
*) يسخّر جوقات الهتّافين والطبّالين التي تسبّح بحمده ، فتسير في الشوارع بحشود ضخمة ، تعمي الأبصار بمناظرها الهائجة ، وتصمّ الأسماع بأصواتها المجلجلة الصاخبة ..!
*) جوقات الإعلام المسموع ، تكمل صمم الآذان ، وجوقات الإعلام المرئي والمكتوب ، تكمل عمى العيون ..!
*) جوقات الكتَبة الكذَبة ، والمثقّفين المأجورين ، والمستأجرين ، والمستعبدين، تعمي العقول عن إدراك حقيقة الاستبداد ..!
*) جوقات الدجّالين المعمّمين ، المحسوبين على علماء الدين ، تصدر الفتاوى، وشهادات التزكية ، وحسن السلوك للحاكم ، فتعمي بأزيائها (الدينية!) الرصينة العيونَ ، أو تزيدها عمىً ، وتعمي بفتاواها القلوب ، التي تبحث عن ومضة إيمان ، فلا تراها إلاّ عند الحاكم وعصابته ، عبرَ جوقة العلماء الدجّالين ، فتأخذ دينها عن هؤلاء ، فتَضل ، أو تَنفر من الدين ذاته ، إذا كان هؤلاء همْ مَن يمثّله ، ويتحدّث باسمه ! أما العلماء الصادقون الحقيقيون ، فمضطهَدون ، محاصَرون ، مضيّق عليهم ، في أقوالهم، وأرزاقهم ، وأعمالهم ، وحركاتهم ، وسكناتهم !
*) جوقات الساسة المنتفعين ، الذين يسمّون أنفسَهم (رفاقا!) ويصدرون العنتريات الزائفة ، في خطبهم وبياناتهم ومهرجاناتهم ، التي تعَدّ للتسبيح بحمد الطاغية ، والثناء على شخصيته الفذّة ، وإنجازاته العظيمة ، التي لم يسبقه إليها أحد من العالَمين !
*) جوقة (النُشارات!) الحزبية ، التي تساقطت في دكاكين الأحزاب ، التي تشقّقت ، ونشِرت بمناشير المصالح والزعامات ، والإغراءات التي قدمتها لها أجهزة الاستبداد ( المخابراتية) ، ثم شَكّلت منها غطاء إضافياً ، للإمعان في التعمية على عيون الناس وعقولهم ، ليظنّوا أن الحكم الاستبدادي حكم ديموقراطي ، يضمّ سائر شرائح المجتمع ! وابتكر المستبدّ وأعوانه ، لهذه (النشارة!) اسماً طريفاً ، هو الجبهة التقدمية!
*) ثمّ ، فوق كل أنواع العمى والصمَم هذه ، تأتي خطَب الفرعون نفسه، بوعوده العرقوبية ، وثرثراته الفارغة ، لتختم على العيون ، والآذان، والعقول ، والقلوب .. بخاتمها الأخير!
*) ثم تستقرّ الصورة كلها ، على النحو التالي :
جهل فوقه فقر، فوقه خوف ، فوقه هتاف الغوغاء ، فوقه ضجيج الإعلام المحتكر، وبجانب هذا ضجيج المثقّفين ، وبجانبه ضجيج أصحاب الأزياء الدينية ! وفوق هذه الطبقة ، طبقة الساسة الرفاق ، وإلى جانبها طبقة النشارة الحزبية ، وفوق الجميع ، على قمة الهرم ، السيد الفرعون ..!
ظلمات بعضها فوق بعض ، إذا أخرَج المواطن يدَه لمْ بكدْ يراها!
فإذا كان كل ما صنعوه ، إنّما هو كيد ساحر، سحَروا به عيون الناس ، وأزاغوا أبصارهم ، وأسماعهم ، وعقولهم ، وقلوبهم.. كما صَنع سحَرة فرعون.. فهل يَعجز الشعب السوري ، أن يكون كعصا موسى ، يلقَف مايأفكون !؟
إن تجارب الشعوب ، قديماً وحديثاً ، تدلّ على قدرات خارقة ، على التقاف ما يأفك الطغاة مِن سِحر..! فهل الشعب السوري شاذّ في عَجزه ، وقد أثبت عَبر السنين ، أنه من أقوى شعوب الأرض ، على نسف جلاّديه وطغاته ، حتى كأن لم يَغنَوا بالأمس ! (ويَسألونكَ مَتى هوَ قلْ عَسى أنْ يكونَ قريباً) !