الرئيسة \  واحة اللقاء  \  أسماء الأسلحة الروسية!!

أسماء الأسلحة الروسية!!

05.03.2018
صالح القلاب


الرأي الاردنية
الاحد  4/3/2018
وصل التباهي بالرئيس فلاديمير بوتين إلى حدِّ القول:"إن العمليات في سوريا جعلت العالم يعرف أسماء أسلحتنا" وكان هذا الكلام الجارح، لذوي الذين مزقت أجسادهم هذه الأسلحة وبينهم أطفال صغار في الشهور والسنوات الأولى من أعمارهم ولكل صاحب ضمير حيٍّ في العالم كله ومن بين هؤلاء بالتأكيد أعداد لا حصر لها من الروس، قد قيل على ألسنة معظم كبار المسؤولين في روسيا الإتحادية وذلك بدون خجل ولا خوف وكأن هذه الحرب قد أفتعلت من أجل إثبات قدرة الأسلحة الروسية على التدمير وعلى تثقيب أجساد بني البشر وتفجير جماجمهم.
لم يقل القادة السوفيات عندما إحتل جيشهم الأحمر أفغانستان أن أسلحتهم قد أثبتت جدارتها مع أنهم كانوا يُسوِّقون تلك الأسلحة في العديد من دول العالم ومع أن حرب فيتنام كانت لا تزال قريبة فهناك قيمٌ سوفياتية منعتهم منْ ألاّ يخجلوا من أن يذبحوا شعباً ويدمروا بلده كإثبات على فاعلية أسلحتهم وليزداد الطلب عليها في أسواق العالم الثالث الذي كانت دوله تقتتل وتتقاتل نيابة عن الدول الكبرى في مرحلة صراع المعسكرات التي يبدو أنها قد عادت مرة أخرى بدءاً بسوريا.
في زمن الإتحاد السوفياتي كان الـ"كلاشنكوف" عنوان ثورات الشعوب المستضعفة على مضطهديها ومحتلي أوطانها وحقيقة أن هذه البندقية قد أثبتت جدارتها بدون أي ترويج من قبل أيٍّ من قادة الحزب الشيوعي الذي ثبت وللأسف أنه هو الذي نمر من ورق وليس "الإمبريالية الأميركية" ففي تلك الفترة من التاريخ كان هناك تباه بالأسلحة وقدرتها على القتل في صدامات الحروب بين الجيوش النظامية وليس إستهداف جيش هو الجيش الروسي لمدارس الأطفال وللقرى والمدن والمناطق كما يجري الآن في الغوطة الشرقية وكما كان جرى في حلب من أجل أن تكون الأسلحة المستخدمة في كل هذه الجرائم مطلوبة في الأسواق العالمية .
ربما أنَّ بعض كبار المسؤولين الروس وكلهم كانوا من رفاق الحزب الشيوعي حزب لينين، الذي كان وربما عند البعض لا يزال يوصف بالعظيم، لا يعرفون أنهم إذا لم يخسروا هذه الحرب "القذرة" فعلاً حتى الآن فإنهم قد خسروا شعوباً كثيرة إذْ عندما يقول فلاديمير بوتين: "إن العمليات عمليات جيشه في سوريا جعلت العالم يعرف أسماء أسلحتنا" فإن عليه أن يدرك أن الشعوب أهم كثيراً من الأسواق وأن التباهي بأسلحة القتل والدمار يعني إستدراج كره أمم وشعوب كثيرة للروس وأسلحتهم ولروسيا الإتحادية التي وضعت نفسها بكل هذا الذي تفعله ضد كل القيم النبيلة التي تضمنتها مؤلفات أولئك الكتاب والروائيون والموسيقيون العظام إن في العهد السوفياتي وإن في العهود التي سبقته.
وعليه فقد تكون العمليات في سوريا قد جعلت تجار أسلحة الموت هذه يعرفون أسماء الأسلحة الروسية التي لا تزال تستخدم في هذه العمليات لكن ما لم يدركه فلاديمير بوتين هو أنَّ الربح من بيع هذه الأسلحة حتى وإن كان بحجم الكرة الأرضية فإنه لا يعادل تأثير صورة طفلة واحدة من الغوطة الشرقية مزقت شظايا صاروخ روسي جسدها اليانع على معظم سكان الكرة الأرضية.. وبخاصة الأطفال منهم.