الرئيسة \  مشاركات  \  أحوال الفضلاء، مع الجاهلين: أهي من الأخلاق، أم من السياسة، أم من الاجتماع السياسي؟

أحوال الفضلاء، مع الجاهلين: أهي من الأخلاق، أم من السياسة، أم من الاجتماع السياسي؟

22.05.2019
عبدالله عيسى السلامة




(للطيّبينَ ، مع الجُهّال ، أحوالُ !)
مواقف الفضلاء والنبلاء والحلماء، من السفهاء والجاهلين والساقطين .. تتباين ، بحسب أحوال كلّ منهم، في ظروفه ، من حيث الفهم والعلم والحلم..ومن حيث الوقائع ، المحيطة بكلّ منهم! وتختلف ، اختلافات كبيرة ، بين : الصمت ، والإعراض ، والجفاء ، والاستهانة ، والزجر، والتحقير..!
(أ) في الهَدي الربّاني..
يقول ربّنا ، عزّ وجلّ :
 (خُذ العفوَ وأمُر بالعُرف وأعرضْ عن الجاهلين ..).
(وإذا خاطَبهم الجاهلون قالوا سَلاماً..).
(وإذا سَمعوا اللغوَ أعرضوا عنه و قالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلامٌ عليكم لانبتغي الجاهلين).
(والذين هم عن اللغو معرضون).
(ب) في الهَدي النبويّ القديم ..
كان المسيح يسير في شارع ، وسفهاء يهود يسمعونه كلاماً سيّئاً، ويردّ عليهم بكلام حسن! وسئل عن سبب ذلك  فقال: كلٌّ يُنفق ممّا عندَه!
(ج)  في الحِكَم الشِعرية ..
يخاطبني السفيهُ ، بكلّ قُبحٍ     فأكرَه أن أكونَ له مُجيبا
يَزيد سَفاهةً ، فأزيدُ حِلمـاً     كَعودٍ زادَه الإحراقُ طِيبا
***
صَغُرتَ عن المديح، فقلتَ:أُهْجَى    كأنّك ما صَغُرتَ عن الهِجاءِ
***
ولقد أمُرّ على اللئيم يَسبّني    فمضيتُ ، ثُمّة قلتُ : لا يَعنيني
***
يَشتُمني عبدُ بَني مسـمعٍ     فصنتُ عنه النفْسَ والعِرضا
ولم أجبْه ؛ لا حتقاريْ له    مَن ذا يَعضّ الكلبَ ، إنْ عَضّا