الرئيسة \  مشاركات  \  تقلّب الأهواء ، بين : الوطنية ، والحزبية ، والعَقَدية !

تقلّب الأهواء ، بين : الوطنية ، والحزبية ، والعَقَدية !

25.06.2019
عبدالله عيسى السلامة




قال تعالى : (وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ). هكذا كان اليهود ، يخطّطون لتدمير الإسلام !
وقال تعالى :
وقال تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلا) .
الإسلام ليس عقيدة ، وحسب ؛ بل هو نظام عامّ ، له أحكامه وقوانينه ، وأخلاقه وآدابه ! ولو دَخلَ ، كلّ يوم ، فيه ، عشرة ، وخرجوا منه ، في اليوم التالي ، بحجّة أنه لم يعجبهم ، - كما طلب زعماء اليهود ، من أتباعهم - أو بحجّة( حرّية الرأي والمعتقد) – كما يفعل بعض المتشدّقين بالحرّية ، اليوم - ؛ لَما عاد للنظام العامّ قيمة ، في نظر أتباعه ، بَلْهَ الآخرين ! فهل هذا دين ، أم مهزلة !
ومن اختار الإسلام ديناً ، فعليه واجبات ، تجاه دولته الإسلامية ، ومنها : الالتزام بأحكام الدين وشرائعه ، من صلاة وصوم وزكاة ؛ ممّا لا يُطلَب من غير المسلمين !
ونحسب أيّ عاقل ، لو كان مسؤولاً ، عن أيّة دولة ، وطَلبَ أحدهم ، الحصولَ على جنسية دولته ، فمنحه إيّاها ، وبعد أن حصل على الهويّة ، ألقاها في الشارع  ، وقال : هذه الدولة لاتستحقّ ، أن أنتمي إليها! ثمّ عاد، بعد شهر، ليطلب الجنسية والهوية ، من جديد .. نحسبه ، عند ئذ ، سيتصرّف معه ، بما يَليق بمزاجه وخُلقه !
أمّا زعماء الأحزاب السياسية ، فتصرّفاتهم مع المتقلّبين الحزبيين ، الذين يدخلون الأحزاب، ثم ينسلخون منها ، ليجرّبوا أحزاباً غيرها .. أمّا زعماء الأحزاب ، أولئك ، فهم - في العادة - أكثر حزماً ، وأشدّ قسوة ، مع هواة التحزّب الموسمي ، أوالتجريب الحزبي ؛ سواء أكان هذا التجريب، للتخريب، أم للتطفّل المزاجي، أم للتثقّف السمج ، على حساب الآخرين، وما يحملونه لأحزابهم، من ولاءات وانتماءات ، وما يطمحون إليه من أهداف ، وما يبذلون في سبيل ذلك ، كلّه ، من جهود وأوقات وتضحيات !
 فما بالك ، بعقيدة سماوية ، يعتنقها ملايين البشر: يُجلّونها، ويَخضعون لنظامها وأحكامها، ويَفدون نبيّها وكتابها وعقيدتها، بأنفسهم وأولادهم ! 
أمّا مَن لم يؤمن بالإسلام ، ابتداءً ، وظلّ نصرانياً أو يهودياً ، فلا حجّة لأحد عليه ، ولا يملك أحد ، التدخّلَ في عقيدته ؛ بل هو، مع عقيدته ، في حماية الدولة الإسلامية ؛ مَن اعتدى عليه، أو عليها، فله عقوبات صارمة!