الرئيسة \  قطوف وتأملات  \  إحياء المعاني : الله أكبر

إحياء المعاني : الله أكبر

05.03.2018
يحيى حاج يحيى




كانت " الله أكبر " و ما تزال تزلزل الكافرين ، و تلقي في قلوبهم الرعب و ستبقى كذلك ما دامت تخرج من قلوب يعمرها الإيمان ، و تتردد على ألسنة رطبة من ذكر الله ..
و يشهد القاصي و الداني ، بأن للتكبير أثراً في الربط على قلوب الثائرين و توهينا في قلوب المجرمين الذين لا يزعجهم شيء كانزعاجهم من رفع كلمة الله أكبر في المآذن و المساجد و في مسيرات المنتفضين !!
 في حديث هشام بن العاص الأموي - رضي الله عنه - لما دخل على ملك الروم .. أنه و جماعة دخلوا متقلدين سيوفهم حتى انتهوا إلى غرفة له فأناخوا ، و هو ينظر إليهم فقالوا : لا إله إلا الله و الله أكبر .. يقول هشام : فالله يعلم لقد انتفضت الغرفة حتى صارت كأنها عذق تصفقه الرياح ...
و يوم نهاوند ، وقف النعمان بن مقرّن يحث الجند على الصبر و المصابرة و يقول : فإذا قضيت أمري فاستعدوا ، فإني مكـبّـر ثلاثا ، فإذا كبرت الأولى فليتهيأ من لم يكن تهيأ ، فإذا كبّـرت الثانية فليشد سلاحه ، و ليتأهب للنهوض ، فإذا كـبّرت الثالثة فإني حامل - إن شاء الله - فاحملوا معا .. اللهم أعز دينك و انصر عبادك ، و اجعل النعمان أول شهيد - اليوم - على إعزاز دينك ، و نصر عبادك !
فلما فرغ النعمان من التقدم إلى أهل المواقف ، و قضى إليهم أمرهم رجع إلى موقفه ، فكـبّر الأولى و الثانية و الثالثة ، و الناس سامعون مطيعون مستعدون للمناهضة ..
و حمل النعمان و حمل الناس ، و راية النعمان تنقض نحوهم انقضاض العقاب ، و النعمان مُعلَم ببياض القباء و القلنسوة ، فاقتتلوا بالسيوف قتالا شديدا ، لم يسمع السامعون بوقعة يوما قط كانت أشد منها !!
و قال أحد الأسرى الروس للمجاهدين : ما خفنا من رشاشاتكم و لا رصاصكم و لكن من " الله أكبر " كانت قلوبنا تهتز و ترتجف كأنه زلزال !! ثم سأل : هل "الله أكبر" مدافع أو قذائف ؟! أي نوع من السلاح هذا ؟
فالله أكبر دمريهم دمري .... و زلزليهم زلزلي
إن حاضر هذه الأمة موصول بماضيها .. و الجهاد ماض إلى يوم القيامة ..