اخر تحديث
الجمعة-19/04/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ تقطيع الأرحام : ما ضررُه في الدنيا والآخرة ؟ ومَن يَفعله ؟
تقطيع الأرحام : ما ضررُه في الدنيا والآخرة ؟ ومَن يَفعله ؟
25.06.2020
عبدالله عيسى السلامة
قال تعالى : ( فهل عَسيتم إنْ تَولّيتم أنْ تُفسدوا في الأرض وتُقطّعوا أرحامَكم).
وقال تعالى ، على لسان نبيّه موسى ( اجعلْ لي وزيراً مِن أهلي * هارونَ أخي * اشدُدْ به أزري * وأشرِكْه في أمري).
وخاطبَ ربّ العزّة ، نبيّه موسى ، قائلاً : (سنَشدّ عَضدَك بأخيك..).
الأخ : أوّل رُكن ، وأهمّ ركن ، في بنيان العلاقات الأسرية ؛ وبالتالي الاجتماعية، ومِن ثمّ الإنسانية ! وصِلتُه تأتي ـ في الأهمّية ، بَعد برّ الوالدين !
وفي المَثل المشهور: أنا وأخي ، على ابن عمّي ، وأنا وابنُ عمّي ، على الغريب !
فإذا قَطع الأخ ، صِلة الأخوّة ، بإخوانه وأخواته ؛ فأيّة علاقة اجتماعية ، تربطه بمجتمعه ؟ وبالتالي ؛ كيف يحافظ المجتمع ، على تماسكه ؟
الأقارب ، عامّة ، موطن ثقة الإنسان ، وأوّلهم الأخ ! قال تعالى ، مخاطباً نبيّه:
(وأنذِر عشيرتَك الأقربين) . فهاهنا ، مَوطن الثقة ، وموطن كتمان السرّ وحفظِه، وموطن الأمن، من: الخديعة والخيانة ، والغشّ والغَدر– بحسب الأصل ، بين البشر-!
فإذا قُطعت هذه الآصِرةُ ، فأيّة أصرةٍ تبقى ، وهي أولى الأواصر الاجتماعية ..؟
ويتفرّع ، عن الأخ ، أبناؤه وبناته .. كما يتفرّع ، عن الأخت ، أبناؤها وبناتها .. ثمّ تأتي التفريعات المتتابعة ، في السلسلة الأسَرية الاجتماعية !
فإذا قُطعت الآصرة الأولى ، قُطعت ، بعدها ، سائر الأواصر، وتفكّك المجتمع !
فأيّة خطورة ، على الفرد ، الذي يقطع أواصره ؟ وأيّة خطورة ، بَعدها ، على المجتمع ، كلّه !
إنها كارثة حقيقية ، على الفرد نفسه ، وعلى الأسرة ، وعلى المجتمع ، بأسره !
وليس عبثاً ، أن يأتي تقطيع الأرحام ، في الآية الكريمة ، بعد الإفساد في الأرض! فهو، ذاتُه ، نوع من الإفساد ، الأسري الاجتماعي ، الذي يدمّر الأسر والمجتمعات، ويجعل الفرد ( مقطوعاً من شجَرة) كما يقول المثل !
حين حوصر النبيّ وأصحابه ، في الشعب ، دخل معه الشعب بنو هاشم ، تطوّعاً، وكان أكثرهم مازالوا على الشرك ، وذلك ؛ على سبيل التعاطف القبَلي !
فهل يدرك قاطعو الأرحام ، هذا البلاء ، الذي ينالون عقوبته في الدنيا ، غُربَة عن الأهل ، ويُجزَون ، على نتائجه الاجتماعية المدمّرة ، عقاباً في الآخرة ؟
لقد فَكّكت الحضارة الغربية ، عٌرا الأسرة ، وقطّعت الروابط بين أفرادها .. واستعاضت ، عن هذا ، بقوانين الدول ، فصارت علاقة الفرد ، بأخيه وأخته ، كعلاقته مع أيّ فرد آخر، في المجتمع ! فإذا اهتزّ كيان الدولة ، لم يجد الفرد ، مَن يعطف عليه ، من أهل وأقارب !