اخر تحديث
الخميس-18/04/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ تيوسّ المَعز: تتناطح ، على العلف , ورئاسة القطيع ! فعلامَ تتناطحُ تيوسُ البشَر؟
تيوسّ المَعز: تتناطح ، على العلف , ورئاسة القطيع ! فعلامَ تتناطحُ تيوسُ البشَر؟
04.02.2019
عبدالله عيسى السلامة
نُقل ، عن أحد الصالحين ، قوله : إن حبّ الرئاسة ، هو آخر مايَخرج ، من قلوب الصدّيقين !
وثمّة مصطلحات كثيرة ، تعبّر، عن منازل ، عدّة ، يتنافس عليها الكثير، من البشر، أو يطمحون إليها ، عدا الرئاسة .. منها : الزعامة .. الوجاهة .. السيادة ..!
ونبدأ بالحديث ، عن الرئاسة ، فنقول :
الناس درجات ، في طلب الرئاسة .. وهي متّصلة بالأهداف ؛ كلّ طالب رئاسة ، له هدف:
بعضهم يطلب الرئاسة ، لمصلحة عامّة ، ضرورية ، وهامّة ، يرى ، من واجبه ، المحافظة عليها .. ويراها مهدورة ، لدى غيره ، أو، هي مهدّدة بالضياع ! فهو يصارع ، لأجل هذا ، ويَعدّ صراعه ، نوعاً من الجهاد ، في سبيل الله ؛ حرصاً ، على مصلحة الأمّة ! وأكثرهم يَزهد بالمنصب ، خوفاً ، من المسؤوليات ، المترتّبة عليه ، يوم القيامة ! وقد قال عمر: لو أنّ بغلة، زلقت على شاطئ دجلة ، لخشيت ، أن يحاسبني الله عليها ، لمَ لمْ أعبّد لها الطريق ؟ وعمرُ بن عبد العزيز، أعاد المنصب ، بعد توليته ، إلى الأمّة ، في المسجد ، فأصرّ الحاضرون ، على توليته الخلافة !
فهذا نوع ، من نظر الصالحين ، إلى السلطة !
وبعضهم يطلب الرئاسة ، لمصلحة : شخصية ، أو أسَرية ، أو حزبية ، أو قبَلية .. دون النظر، إلى المصلحة العامّة ، للناس !
فهذا نوع ، من صراع التيوس البشرية !
ونسمي هذا الصراع ، صراع تيوس بشرية ؛ لأنه ، لايبتعد ، كثيراً ، عن أهداف التيوس العادية؛ تيوس المَعز، إلاّ ، في كون التيس ، هنا ، يطلب : لنفسه ومؤيّديه ، أكثر من العلف ورئاسة القطيع ؛ فهو يريد تسلّطا ورفاهية ، دون النظر، إلى المصالح العامّة ، مصالح الأمّة !
أمّا المراتب المختلفة ، غير الرئاسة ، مثل : الزعامة ، والسيادة ، والوجاهة .. فليست مرتبطة، بالضرورة ، بالرئاسة ، وإن كانت الرئاسة ، تحقّق بعضها ، في كثير من الأحيان ! فقد يكون المرء زعيماً حقيقياً ، للناس ، يسمعون كلامه ، ويطيعونه .. دون أن يكون رئيساً ! وكثيراً مايخاف الرؤساء (الرسميون!) ، من هؤلاء الزعماء، الذين ينافسونهم، على سلطاتهم ، عند الناس، وينازعونهم ، على السمع والطاعة ، لدى الجماهير !
أمّا الوجاهة ، فلا علاقة مباشرة ، لها ، بالرئاسة ! فقد يكون المرء وجيهاً ، في قومه ، بسبب: سموّ أخلاقه ، وكرمه ، وشجاعته ، وحكمته .. ونحو ذلك ! وقد تتحقّق ، للمرء ، الرئاسة ، مع الوجاهة ؛ فيحبّه الناس ، ويحترمونه ، لشخصه ، لا لمنصبه !
والسيادة تشبه الوجاهة ، كذلك ! فهي ، قد تكون بلا رئاسة ، وقد تكون مع الرئاسة ! فالناس يمنحون السيادة ، عليهم ، عادةً ، من يستحقّ السيادة ؛ للصفات المذكورة، آنفاً: كالجود ، والشجاعة ، والحكمة ، وسموّ الأخلاق.. ونحو ذلك !
وهذه المراتب ، كلّها ، لا تدخل ، في دائرة صراع التيوس البشرية ؛ لأن أصحابها ، لا يصارعون أحداً ، للوصول إليها ، بل يمنحهم الناس ، إيّاها ؛ لِما يملكون ، من مؤهّلاتها !
ولا بدّ ، من التذكير، بأن أكثر التيوس البشرية ، إنّما يُغطّون مصالحهم الخاصّة ، بمصالح عامّة ، عند صراعهم ، على السلطة والزعامة ! وهم محقّون، في هذا؛ لأنهم ، لو كشفوا نيّاتهم، للعامّة ، لَما سار، في ركابهم أحد ، غير الوصوليين والنفعيين ، من أمثالهم !