الرئيسة \  واحة اللقاء  \  موسكو.. وهزلية "الأسد" الانتخابية

موسكو.. وهزلية "الأسد" الانتخابية

24.04.2014
الوطن السعودية


الاربعاء 23/4/2014
الموقف السلبي الذي بدأ "ضمنياً" واضحاً في موسكو، حول ترشح بشار الأسد للانتخابات الرئاسية من جديد، و"على حدة"، من الصعب إبعاده عن المشهد العالمي، حتى وإن أخفته السياسة الروسية. الضمانات التي طلبتها موسكو من المعارضة السورية "وحلفائها" مقابل إبعاد الأسد عن الصورة السياسية في سورية، تُعطي دلالات واضحة، على أن سأما بدأت تستشعره موسكو، التي وقعت في "فخ" النظام السوري أكثر من مرة.
ثلاثة أخطاءٍ جر الأسد لها "الدب الروسي" خلال الأعوام القليلة الماضية، لا يُمكن أن تُغتفر، بصرف النظر عن الإصرار والتمسك بورقة دمشق في محفل الصراع الدولي القائم بين أقوى مُحركات العالم من حيث "السياسة، والاقتصاد"، وحتى "العسكرة".
أولها حين أخفق بشار الأسد، في تحقيق إصلاحاتٍ لطالما وعد بها حليفه الأقوى، قبل الشارع السوري الذي ما عاد يستطيع تحمل نظام حكم "الحديد والنار". تجاوزت موسكو حينها عنه مواجهةً لقوى دولية وليس "حُباً.. أو تمسكاً" بعرّاب أكبر مجازر التاريخ الحديث.
ثاني الأخطاء، وهو الأقوى تأثيراً، حين خرجت موسكو يوماً ما لتقديم وعود للعالم بعدم اقتراب نظام الأسد من الترسانة الكيماوية. ضرب حينها نظام الأسد بالوعود الروسية عرض الحائط ولجأ للسلاح المحرم، وقصف دون هوادةٍ السوريين "بالسارين" تارةً.. و"الكلور" تارةً أخرى، و"الفسفور" مراراً، وانقادت معه موسكو للمستنقع الذي بدأت تستشعر خطورته حالياً.
ثالث الأخطاء "الأسدية" وأهمها "آنياً"، هو الرغبة الجامحة في نفوس طاقم حكم بشار الأسد لإعادة ذات الوجه إلى إطار الصورة السياسية في سورية وبالتالي قيادة حكمها من جديد، عبر انتخاباتٍ رئاسية "أُحادية"، يظل فيها الأسد رابحاً بكل الأحوال، على اعتبار أن لا مُنازل له في صورةٍ ديموقراطية اعتبرها المجتمع الدولي "هزلية"، وتقطع الطريق أمام الحلول السياسية للأزمة السورية.
هزلية الصورة تلك لا تقتصر على نظام دمشق فحسب. بل تعود بسلبيتها على موسكو التي لطالما قدمت الحلول السياسية على أي حلٍ آخر باعتباره يظل أفضل من الحلول العسكرية التي قد تكون "علاجاً موضعياً" لنظام الحكم في سورية.
إن ظلت موسكو تفسر الانتصارات العسكرية التي أوهمت دمشق حلفاءها بأنها تحققها على الأرض كمفتاحٍ للحل "سياسياً" في سورية، فهذا سيجعلها تتجاوز "فخ الأسد" وتبلغ مرحلة الوقوع في خطأ تاريخي لا يُنسى.. ولا يُغتفر.