الرئيسة \  واحة اللقاء  \  قاعدة عسكرية نووية باكستانية في السعودية؟

قاعدة عسكرية نووية باكستانية في السعودية؟

17.04.2014
سركيس نعوم


النهار
الاربعاء 16/4/2014
سألت الباحث المهم والعامل السابق في "إدارات" أميركية عدة عن نسبة نجاح المفاوضات النووية الجارية بين إيران والمجموعة الدولية 5الاربعاء 16/4/20141. أجاب: "لا أعرف حقيقة. لكن أرجِّح انها خمسون في المئة (Fifty Fifty)". تابعتُ: ما هو أثر الاتفاق أو عدم الاتفاق على المنطقة؟ أجاب: "قد يفتح الاتفاق الباب أمام استقرار في المنطقة وربما أمام تعاون إقليمي وإقليمي – دولي حول الإرهاب وقضايا أخرى. أما عدم الاتفاق فإنه يعني سباق تسلُّح نووي في المنطقة. يوم تصبح إيران نووية عسكرياً ستصبح السعودية في اليوم التالي قوة عسكرية نووية. السعوديون قالوا لي ذلك". سألتُ: كيف وهي لا تمتلك منشآت نووية؟ هي طبعاً وكما يعرف الجميع موَّلت المشروع النووي الباكستاني. لكن الموضوع ليس الحصول على قنبلة نووية من باكستان، إذا كان ذلك ممكناً. وإنما هو مشروع متكامل. إذ ماذا يفعلون بالقنبلة وحدها؟ أجاب: "معك حق. لكن سمعنا أن الباكستانيين سيقيمون قاعدة عسكرية نووية داخل المملكة العربية السعودية وعلى أراضيها. تصوّر عندها ماذا يحصل أو يمكن أن يحصل، وتصوَّر الخطر. إسرائيل والسعودية وإيران دول نووية لكن المسافات بينها قصيرة. سيكون الهلاك شاملاً جراء استعمالها هذه الأسلحة". علَّقت: على أميركا أن تُطمئِن السعودية الغاضبة عليها. ربما تخطئ المملكة وهذا أمر يحصل وربما أخطأت. لكن التعاون معها ومع غيرها في الخليج ضروري. وتطمينها لجهة ما تراه خطراً إيرانياً عليها ضروري أيضاً وذلك من أجل العمل معاً لمكافحة الإرهاب إذا كان ذلك من أهداف أميركا. "إرهاب الشيعة" خطر لكن يمكن وقفه بالتفاهم مع إيران لأنه إرهاب دولة. أما إرهاب السنّة فهو أشد خطورة لأنه ليس إرهاب دولة. وعدد السنّة 85 في المئة من مسلمي العالم. ردَّ: "ما تقوله صحيح. أضفتَ لي نقطة جديدة. كنت أظن أن الإرهاب السنّي هو أيضاً مموَّل من السعودية. وقيل لي إن الدعم يأتي من مستويات رسمية منخفضة". علّقتُ: قد تكون هناك جهات تنتمي في شكل أو في آخر إلى العائلة المالكة تموِّل متشددين. وقد يكون هناك رجال أعمال يموّلونهم أيضاً. لكن الدولة السعودية عملت كثيراً وبمعرفة "إداراتكم منذ 11 أيلول 2001 لتجفيف منابع الإرهاب عندها ولمواجهته. وقد حققت نجاحاً باعتراف مسؤوليكم. ربما قطر على ما يتردد تموِّل بعض المتشدِّدين الإسلاميين والجهاديين و"الإخوان المسلمين". ويقال إن لتركيا دوراً في ذلك. ردّ: "صحيح. كانوا يقولون في البيت الأبيض لا نريد التدخل في سوريا بعد نشوب الثورة فيها كي لا تتعسكر وكي لا يقوى الإرهابيون داخلها وغير ذلك. وما حصل أنه بسبب عدم التدخل حصل كل ما كانت إدارة أوباما بل أوباما نفسه لا يريد أن يحصل". قلتُ: هناك شيء لا أفهمه. ظهر في استطلاع رأي أميركي غير قديم أن 76 في المئة من الاميركيين يرفضون تورُّط بلادهم عسكرياً في سوريا أو غيرها. في حين يطالب الحزب الجمهوري وآخرون أوباما بمواقف حازمة من ما يجري في سوريا وحازمة مع روسيا داعمة نظام الأسد. علماً ان "الحزم" المُطالب به قد يؤدي إلى تورط عسكري. ردّ: "ماذا نفعل. أنت القائد يمكنك أن تقود بل عليك أن تقود. إذا كان الرأي العام أو الشعب يرفض شيئاً يؤمن القائد بضرورته فعليه إقناعه بذلك وإظهار مدى حمايته لمصالح أميركا والعالم. هذا ما فعله الرئيس ترومان يوم قرّر بعد الحرب دخول حرب كوريا. هذا ما فعلته أميركا عندما أنهت الاتحاد السوفياتي. ماذا نفعل الآن؟ لا نفعل شيئاً. كل ما نعمله هو ردّ فعل. أوباما رجل فكر وأفكار. لكنه ليس رجل عمل (Action). والمحيطون به، ربما باستثناء الجنرال جونز الذي ترك الخدمة في البيت الأبيض، لا يريدون أن يفعلوا شيئاً. خطاب أوباما في مصر كان جيداً. لكنه لم يُترجم عملياً". علّقتُ: كان جيداً جداً. سمعته مباشرة. كنت هناك واشتركت في لقاء معه (أوباما) ضم عدداً قليلاً من صحافيي المنطقة. لكنه لم يفعل شيئاً لتنفيذ مضمونه. ردّ: "المشكلة في أوباما. كنت مع جنرالات في جلسة غير رسمية. سألتهم، وكنت أمثِّل دور الرئيس، "ماذا نفعل في سوريا"؟ أجابوا: "لا نتدخل عسكرياً". قلتُ: "يعني ذلك قبولنا ما يحصل أو تراجعنا". ردّوا: "لا". لا يعرفون ماذا يريدون. استغلوا حركة الرئيس جورج بوش واندفاعه في أعمال عسكرية من دون تبصُّر دقيق كي يقنعوا الرئيس أوباما بأن لا يفعل شيئاً. وهو الآن ضعيف في نظر أميركيين كثيرين".
ماذا عن السعودية أيضاً عند الباحث نفسه؟
sarkis.naoum@annahar.com.lb