الرئيسة \  مشاركات  \  مجزرة الحولة .. الإرهاب الذي تعامى عنه العالم

مجزرة الحولة .. الإرهاب الذي تعامى عنه العالم

28.05.2016
عاصم الإدلبي


لقد ماتت الانسانية فجر يوم السبت الخامس والعشرين من أيار /مايو 2012 حين قامت قوة غادرة من ميليشيات الشبيحة بارتكاب مجزرة رهيبة يندى لها جبين الانسانية بحق أطفال ونساء في قرية الحولة في ريف حمص المطالب بإسقاط النظام والتواق إلى الحرية التي طال انتظارها.
لم تستطع قوات النظام احتمال أصوات الحرية فراحت تستخدم كل أنواع القتل والإرهاب لإسكات هذا الشعب العظيم الثائر الذي هدرت حناجره بصوت عال “الشعب يريد إسقاط النظام”، فنال الشعب السوري ما ناله من قتل وتهجير واعتقال ومعاناة لا يسع المجال لذكرها، لقد استخدم قتلاً وفتكاً ممنهجاً على مدى خمسة أعوام، ألا يسمى هذا إرهابا”؟، وما هو الإرهاب بنظر المجتمع الدولي وبنظر “روسيا والصين” التي راحت تردد رواية النظام السمجة عن أن هذ المجزرة ارتكبتها “العصابات الإرهابية” ولا دليل واضحاً على تورط من تسميها “الحكومة السورية”.
راح ضحية هذه المجزرة المروعة عشرات الأشخاص من بينهم أطفال ونساء وشيوخ من أهالي قرية الحولة ، وقد اقتحم المنفذون البلدةَ السنية تحت غطاء ناري من قذائف دبابات “الجيش السوري” حسبما أكد الجنرال روبرت مود رئيس بعثة المراقبين الدولية آنذاك، حيث أكد الجنرال مود استشهاد 92 شخصًا في الحولة من بينهم أكثر من 30 طفلًا واستخدام الدبابات،ووفقًا لمصادر المعارضة فقد بلغ عدد شهداء المجزرة أكثر من 110 أشخاص، نصفهم من الأطفال، وبعضهم قضى ذبحاً بسكاكين “الإرهابيين” من الشبيحة، كما ألقى كوفي عنان وبان كي مون باللوم على النظام السوري ورأسه بشار الأسد، واتهموه بتنفيذ «إجراءات وحشية» مُخالفة للقانون الدولي.
قام السكان بإرسال نداءات للحصول على المساعدة من الأمم المتحدة قبل حدوث المجزرة، مُحذرين من هجوم وشيك من قبل قوات النظام المدعومة بميليشيات الشبيحة، ولكن مراقبي الأمم المتحدة غادروا المكان عندما بدأ القصف.
أي إنسانية هذه التي يتشدق بها المجتمع الدولي، إنها مجزرة لم يرتكبها أحد قبلهم-أي قوات النظام-ولن يرتكبها أحد بعدهم، بل إن إجرامهم فاق إجرام اليهود مع الفلسطينيين والصرب مع مسلمي البوسنة، لم يعد هناك بشر في سوريا، بل أرقام وأسماء لاوزن لها ولا قيمة، لقد فتك نظام الأسد بشعبه أيما فتك دون رادع ودون محاسب، بل بدعم خارجي معلن من كل دول العالم وبتغطية من دول العالم “المتحضر” وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية.
في 28 من مايو/أيار عام 2012، ووفقًا لتقرير أصدرته منظمة حقوق الإنسان الذي ينصُ على أن المراقبيين أجروا مُقابلات مع الناجين من المجزرة ونشطاء من المنطقة، واعترف الجميع أن تلك المجازر أرتكبها مُسلحون موالون للنظام في الزي العسكري. وحسب قول شهود عيان أنهم كانوا مسلحين إما ينتمون إلى القوات المسلحة النظامية أو لميليشيات الشبيحة.
بعد مجزرة الحولة ظن السوريون أن العالم سيتحرك لانصافهم ونصرتهم لكنه خذلهم وأعطوا النظام فرصة أخرى للقتل علّه يخمد ثورة هذا الشعب العظيم، وتوالت المجازر والانتهاكات لحقوق الشعب الأعزل، وارتكب النظام مجزرة أكثر فظاعة وهي مجزرة الكيماوي في الغوطة الشرقية بريف دمشق في 21 من أغسطس عام 2013 بالأسلحة الكيماوية وراح ضحيتها ما يقارب 1500 شهيد، ولم يتحرك أحد من العالم لإنقاذ الشعب السوري من هذا الإرهاب.
السوريون أصبحوا أرقام في لائحات أسماء الضحايا الذين تجاوز عددهم الــ 300 ألف، ولا زال عداد الضحايا في ازدياد، وكل يوم يخترع النظام أسلوباً جديداً في الإرهاب، ولازال يتفنن في قتل السوريين واضطهادهم والتنكيل بهم منذ 15 من مارس 2011.
تمر الذكرى السنوية الرابعة لارتكاب هذه المذبحة، وربما ستمر ذكرى خامسة وسادسة وتطول السنون دون أن يتم تقديم هؤلاء الإرهابيين للمحاكم الدولية، وبعد هذا كله لا يريد المجتمع الدولي أن يعترف بوجود إرهاب الأسد الذي فاق إرهابه كل إرهاب.