الرئيسة \  واحة اللقاء  \  لماذا تمتنع تركيا..وإيران عن مكافحة إرهاب داعش؟!

لماذا تمتنع تركيا..وإيران عن مكافحة إرهاب داعش؟!

20.09.2014
يوسف الكويليت



الرياض
الخميس 18-9-2014
    لا يمكن لدولة أو بلد تحاصره الحرائق والحروب والتوترات أن يبقى محايداً، وقد وضِع في قلب المعركة، وهذا ما يجري لدول الخليج العربي ثم العراق منذ بداية ثورة الخميني، وتلبس إيران حالة من الكبرياء بأنها من يصوغ أمن وأهداف المنطقة العربية، وهي نفس الصورة التي تكونت عند الشاه حين نصّب نفسه شرطياً للمنطقة والخليج العربي، حتى إن مخاطبات ولقاءات زعماء إيران سواء مع هذه الدول المتلاصقة معها، أو الكبرى المتداخلة في مصالحها وأمنها، فرضت صورة لنفسها بأنها دولة عظمى هي من يخطط أو يفرض سياسة المنطقة وتوجهاتها..
وبدون غرور أو مبالغة فالمملكة هي القطب في محيطها وليست إيران، والدلائل كثيرة يراها محايدون يقيسون وزن البلدين من خلال معطيات الجغرافيا السياسية والمحيط بهما، وقد حاولت إيران أن تجعل من المملكة الحاضن للإرهاب، وأن السنة هم عناصر التفجير وتهديد الأمن العالمي، غير أن اكتشاف الإخوان المسلمين (السنة) في الظاهر، و"البراغماتية" في إدارة توجهاتهم للخارج كشفا عن الوجه الحقيقي لتحالف سني - شيعي - تقوده إيران وتركيا معاً، غير أن توالي الأحداث، وبروز داعش كمحور جديد خلقا من ذلك التحالف، كشْف موازين القوى في المنطقة، ومن تعتمد عليه القوى الخارجية كحليف وليس تابعاً حين رأت أن المملكة وحدها من يرتكز على واقعية اتخاذ قرارات الحرب والسلام داخل المنطقة، وتحديداً من داعش، ولعل الذين حاولوا التقليل من دورها أو تحجيمه كشفتهم المؤتمرات الجديدة، وخاصة في جدة وباريس بأن المملكة هي المرتكز الأساسي سواء في دعم هذه العملية والمساهمة بها بما في ذلك تدريب القوى المعتدلة السورية الأمر الذي لم يعجب تركيا والتي اتخذت موقفاً سلبياً بذرائع أنها لا تستطيع الإسهام في الحرب على داعش لوجود رهائن من شعبها عندهم، لكن بماذا نفسر تدريب وتسهيل عبور الإرهابيين منها لسورية والعراق معاً، أي أن من يعتقلون رهائنها هم صناعتها؟
إيران عرفت أن تناسيها حسمَ أمر سيادتها أو تصورها بأنها صانع سياسات العراق وسورية ولبنان، ولذلك تطابقت أفكارها مع الأسد وروسيا، والأخيرة أصلاً فاقدة لأي دور في المنطقة، ولم تعد بقدرة الاتحاد السوفياتي، ولا إعادة عقارب الساعة بتقاسم النفوذ مع الغرب، وهي مشكلة السياسة الروسية ذاتها، إلاّ ما بقي لها من حطام الأسد فقط..
المملكة تحارب على أكثر من جبهة، فهي كل أسبوع تصدر أحكاماً على معتقلين إرهابيين لديها، وتقبض على آخرين من خلايا أخرى، وتقوم بتطهير أرضها من داعمين وحاضنين ومفتين لمسوغات الإرهاب، ولديها سجناء في العراق وسورية وعناصر يحاربون في صفوف داعش، ومع ذلك لم تربط دورها بإنقاذ هذه العناصر؛ لأن رؤيتها أن الأمن الشامل والعام لها ولأشقائها وجيرانها يفرض ألا تقايض عدة أفراد سعوا للذهاب لتلك الدول مع الحفاظ على استقرارها..
صحيح أن الجدل حول التحالفات الدولية والإقليمية أمام داعش يثير العديد من الآراء التي تصل إلى حد التشكيك في أهداف القوى الكبرى، لكن هناك من يربط هذه الحرب بشروطه الخاصة والمملكة تحديداً بأن الموضوع لا يقف على عنصر وإنما مكافحة الإرهاب بأدواته وعناصره ومكوناته الأساسية بحيث لا يصبح العمل فرض كفاية "إذا قام به البعض سقط عن الآخرين"!!