الرئيسة \  تقارير  \  تغيير قواعد اللعبة بين إسرائيل وإيران ... معطيات خطيرة عن ضربة أصفهان

تغيير قواعد اللعبة بين إسرائيل وإيران ... معطيات خطيرة عن ضربة أصفهان

01.02.2023
النهار

تغيير قواعد اللعبة بين إسرائيل وإيران ... معطيات خطيرة عن ضربة أصفهان
"النهار"
الثلاثاء 31/1/2023
تطور عسكريّ - أمنيّ خطير شهدته المنطقة في اليومين الماضيين، مع استهداف مسيّرات منشآت عسكرية في محافظة #أصفهان ال#إيرانية، في حين نسب مصدر أميركيّ رفيع الهجوم لإسرائيل، في حديث لصحيفة "وول ستريت جورنال"، فيما أيّ تأكيدات رسمية لم تصدر عن تل أبيب أو طهران في هذا السياق. من شأن هذه العمليات العسكرية، نقل الصراع بين الطرفين إلى مكان آخر وأخطر، وتحويله إلى حرب مباشرة على أراضيهما، بعدما كانت بلدان أخرى المسرح الخلفيّ.
هجوم من داخل إيران
وفي جديد المعلومات والتفاصيل حول الهجوم، كشف مسؤول إيراني أنّ "الترجيحات تشير إلى أنّ المسيرات في الهجوم على منشأة عسكرية بإقليم أصفهان وسط البلاد، انطلقت من الداخل وعلى مقربة من الموقع المستهدف، والمؤشرات الأولية تقود إلى أنّ إسرائيل متورّطة في الهجوم، ولا بدّ من متابعة التحقيق".
وفي حديث لـ"الجزيرة"، اعتبر المصدر أنّ "هجوم أصفهان لم يكن موفّقاً، وكلام المصادر الإسرائيلية عن نجاحه مجرّد دعاية للتعتيم على الفشل، وواشنطن نأت بنفسها عن الهجوم لأنّها تعلم أنّه فاشل ولن يدفع طهران لتغيير سياساتها".
وحذّر المسؤول الإيراني إسرائيل، وقال إنها "تعرف جيّداً أنها ستتلقّى ردّاً، وهذا ما حدث سابقاً بعيداً من الضجيج وكثرة التصريحات، وهناك من يلعب بالنار، ولا شكّ لدينا بأنّه سيكون أول من يحترق في حال قرّر إشعال حرب إقليمية".
لكن في موازاة ذلك، ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" أنّ الهجوم في أصفهان كان ناجحاً رغم المزاعم الإيرانية، وفقاً لمصادر المخابرات الغربية والمصادر الأجنبية.
ما نوع المسيرات التي نفّذت العملية؟
في الإطار، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إنّ المسيّرات التي استهدفت مواقع بأصفهان، قد تكون انطلقت من داخل إيران.
وكشفت عن نوعية المسيّرات، ولفتت إلى أنها "طائرات بدون طيار وتسمى "كوادكوبتر"، لأن لديها أربعة دوارات، ومدى طيران قصير، وفي هجوم يوم السبت يعتقد أنها أقلعت من داخل إيران".
ورجّحت الصحيفة أن يكون مصدر الهجوم الداخل الإيرانيّ نفسه، لأنّ أصفهان بعيدة عن الحدود الدولية لإيران، ومدى طيران المسيرات قصير.
من جهتها، أكّدت وكالة إيرنا الإيرانية أنّ 3 مسيرات من طراز "كوادكوبتر" محمّلة بقنابل صغيرة نفّذت الهجوم، ما يرجّح نظرية تنفيذ الهجوم من داخل إيران.
ما علاقة أوكرانيا؟
وعلى خلفية الهجوم، استدعت إيران القائم بالأعمال الأوكرانيّ في طهران، بسبب تصريحات صادرة عن مستشار الرّئيس الأوكراني، ميخائيل بودولياك، لأنّ بحسب إيران، فإنّ موقف بودولياك من هجوم أصفهان يلمّح لشراكة كييف في الهجوم.
واعتبرت الصّحافة الإيرانيّة أنّ تصريح بودولياك يطرح تساؤلات بشأن شراكة أوكرانية إسرائيلية ضدّ الأمن القومي الإيراني، وعدم إعلان كييف موقفاً واضحاً تجاه هذا التّصريح ستكون له تبعات ثقيلة، على حسب تعبير "نورنيوز".
نفي أميركي لأيّ علاقة
بدوره، أكّد متحدّث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أمس الأحد أنّ واشنطن لم تشارك بأيّ عمليّة عسكريّة في إيران، مشيراً إلى أنّ إسرائيل تقف على ما يبدو وراء هجوم بطائرات مسيّرة على مصنع عسكري في أصفهان.
وقال البريجادير جنرال باتريك رايدر، إنّه لم تشارك أيّ قوات عسكرية أميركية في ضربات بإيران. كما أنّه أحجم عن الإدلاء بمزيد من التفاصيل.
توقيت الضربة: عودة نتنياهو
وجاءت الضربة في ظلّ مساعٍ حثيثة تقوم بها إسرائيل لمنع إيران من حيازة قنبلة نووية، هذه الجهود تتكلّل بالتعاون مع الولايات المتحدة، التي لم تعد إلى الاتفاق النووي في المفاوضات الأخيرة.
لكنّ الجدير بالإشارة هو أنّ الهجوم جاء في عهد نتنياهو، وبعد فترة قليلة من عودة إلى رأس السّلطة التنفيذية في إسرائيل، ما يؤشّر إلى أنّ منسوب التوتّر سيزيد في الفترة المقبلة بين تل أبيب وطهران، والحكومة الإسرائيليّة عازمة على المواجهة.
تفاصيل الضربة
وفي وقت سابق، أعلنت إيران ليل السّبت الأحد أنّ دفاعاتها تصدّت لهجوم بطائرات مسيّرة على موقع عسكري في محافظة أصفهان بوسط البلاد، من دون وقوع إصابات.
ونقلت وكالة "إرنا" عن بيان لوزارة الدفاع أنّه "في مساء 28 كانون الثاني، قرابة الساعة 2.30، تمّ تنفيذ هجوم فاشل باستخدام طائرات مسيّرة على أحد المجمّعات العسكريّة التابعة لوزارة الدفاع".
وأشار البيان إلى أنّ "الدفاعات الجوّية للمجمّع أسقطت إحدى المسيّرات، بينما حوصِرت مسيّرتان وانفجرتا" بعد أن حاولتا ضرب "مصنع للذخيرة".
وبحسب وكالة "إرنا"، لم تتضرّر إحدى هاتين المسيّرتين كثيراً و"تمّ تسليمها إلى قوات الأمن المتمركزة في المجمّع".
وقالت الوزارة إنّ الهجوم الذي لم تتبنَّاه أيّ جهة "لم يتسبّب في أيّ تعطيل لعمل المجمّع".
وأكّدت أنّ الهجوم لم يتسبّب في وقوع إصابات، وإنّما أحدث فقط "أضراراً طفيفة في سقف" أحد المباني
من جهته، قال وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان الأحد: "وقع اليوم عمل جبان لجعل إيران أقلّ أمنا".
وأضاف في تصريحات صحافية أنّ "مثل هذه الأفعال لا يمكن أن تؤثّر على إرادة خبرائنا لتطوير الطاقة النووية السلمية"