اخر تحديث
الخميس-28/03/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ ثلاثة نماذج للغدر.. والرابع نمَط !
ثلاثة نماذج للغدر.. والرابع نمَط !
09.04.2019
عبدالله عيسى السلامة
بروتوس :
تآمر عدد من الأشخاص ، على الإمبراطور الروماني ، يوليوس قيصر! وعندما همّوا بقتله ، التفت إلى الوراء، فرأى ، بين المتآمرين ، شابّاً ، اسمه : بروتوس ، كان الإمبراطور، يثق به ، ويطمئنّ إليه ، و يرعاه ، ويأتمنه على أسراره ! ولم يكن يشكّ به ، ألبتّة ، ولايدور في ذهنه ، أنه يمكن أن يتآمر عليه! فقال له، بدهشة وتعجّب، وإحساس شديد بخيبة الأمل ، قولة ، ذهبت مثلاً ، يتداوله المخدوعون ، والذين يصابون بخيبة الأمل ، من أقرب الناس إليهم : حتى أنت يابروتوس !؟
مُجير أمّ عامر:
طارد بعض الناس ضبعاً ، فهربت منهم ، والتجأت إلى بيت رجل ، فخرج يصيح : أيّها الناس ، إني قد أجرت أمّ عامر( يعني الضبع) ، فلا يحاول أحد منكم ، أن يمسّها بسوء ، أو يقترب منها ! فانصرف الناس ، عن بيت الرجل ، وتركوا أمّ عامر، في جواره !
وغافلت أمّ عامر مجيرَها ، فبقرت بطنه ، وافترسته ، وهو نائم ! فتسامع الناس بالخبر، وصاروا يتداولونه ، متعجّبين ، وهم يردّدون ، بصيغ مختلفة : أمّ عامر، قتلت مجيرَها .. أمّ عامر افترست الرجل ، الذي أجارها.. أمّ عامر، غدرت بالرجل ، الذي أنقذها من القتل .. !
وذهبت القصّة ، مثلاً ، يردّده الناس ، كلّما وقعت حالة غدر مشابهة ! وقال أحد الشعراء :
ومَن يَجعل المعروفَ ، في غير أهلِه يُلاقي الذي لاقى مُجيرُ امّ عامرِ!
العجوز وجَرو الذئب :
ربّت عجوز، جرو ذئب صغيراً ، وظلّت ترضعه ، من لبن شاتها ، حتى كبر، قليلاً ! ثمّ غابت العجوز، ذات يوم ، عن بيتها ، لبعض شأنها ، وليس في البيت ، سوى شاتها ، وجرو الذئب ! وحين عادت ، إلى البيت ، وجدت الجرو، قد بقر بطن الشاة ، وبدأ يأكل ، من لحمها ! فأصابها الجزع ، وخيبة الأمل ، وبدأت تخاطب الجرو، قائلة :
بَقَرتَ شُويهتي ، وفَجَعتَ قلبي وأنتَ ، لشاتِنــا، ولدٌ رَبيبُ
غُذيتَ بدَرّهـا ، ورَبيتَ فينـا فمَن أنباكَ ، أنّ أباكَ ذيبُ !؟
إذا كان الطباعُ طباعَ سُــوء فلا أدبٌ يُفيدُ ، ولا أدـيبُ !
هذه ثلاثة نماذج للغدر! أمّا النموذج الرابع ، فليس مجرّد نموذج ؛ إنه نمط ، واسع الانتشار، موجود ، في كلّ عصر ومصر: حيث يَكثر اللئام ، يسود هذا النمط ؛ فيكون ، هو، الأصل ، في تعامل الناس ، فيما بينهم ، أمّا ماعداه ، فنادر، في بعض البيئات ، وقليل جدّاً ، في بيئات غيرها ! وحسبُنا ، أن نَذكر، هنا ، شريحة واسعة ، من هذا النمط ، تتجلّى ، في رفاق البعث السوري ، الذين غَدرَ بعضهم ببعض : كلّما استلمت السلطة ، مجموعة منهم ، غدرت بها ، مجموعة غيرها ، منهم ، أطاحت بها ، واستلمت الحكم ، بدلاً منها، وألصقت بها، نعوتاً كثيرة ، من أهمّها : الخيانة ، والعمالة للأعداء ، والفساد ، والاستبداد، والتسلّط ، والتخريب ، والتآمر على الوطن والشعب !
وما نحسب هذا النمط ، يغيب ، عن أيّ بلد ، يحكمه الاستبداد !
لكن ؛ مانتمنّاه، هو: ألاّ نرى الشعوب ، التي يحكمها الاستبداد، فترات طويلة ، قد تشربت، أخلاق هذا النمط ، فصار طبعاً ، للكثير من أفرادها ، فباتوا يوجّهون سهامهم ، إلى مَن يعطف عليهم ، ومَن يحميهم من بطش حكّامهم ! ويفلسفون طعن المحسنين إليهم ، بصوَر شتّى ، وذرائع مختلفة ؛ فتُسابق سهامُهم ، سهامَ الأعداء، الذين يَرشقون المحسنين ، بسهام الحقد والمكر، والتآمر.. ليلَ نهار!