الرئيسة \  واحة اللقاء  \  روسيا تستغل حرب الإرهاب لمصالحها الخفية

روسيا تستغل حرب الإرهاب لمصالحها الخفية

28.07.2016
فلاديمير فرولوف


الوطن السعودية
الاربعاء  27/7/2016
تنظر موسكو إلى الإرهاب كمصدر تهديد للأمن القومي الروسي، وشنت عمليات عسكرية ضد الإرهاب في منطقة شمال القوقاز وسورية، ولدى روسيا قناعة بأهمية عملياتها العسكرية التي تجريها بالتعاون مع كل الأطراف المعنية، والتي لها مصلحة في القضاء على الإرهاب.
لكن ينبغي التنويه إلى أن هناك أجندة سياسية خفية تحاول موسكو تمريرها من وراء الحرب على الإرهاب التي يمكن اعتبارها أداة لتحقيق أهداف أخرى في سياسة روسيا الخارجية. إن الغرب -سواء بالإقناع أو بالقوة إذا لزم الأمر- سيقبل بروسيا حليفا في مواجهة تهديد وجودي مثل الإرهاب، وسيقبل -من الناحية التكتيكية- بمصالح موسكو الشرعية في جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق وفي منطقة الشرق الأوسط.
وفي ظل هذا السيناريو، سيكون من الصعب على الغرب الإبقاء على عقوباته ضد روسيا، والتي أصدرها رداً على السلوك الروسي في أوكرانيا، ذلك لأنه سيصبح من غير المقبول معاقبته وهو حليف يخوض حربا إلى جواره.
فلاديمير بوتين يبرر تدخله في سورية خريف العام الماضي بالسعي إلى هزيمة "داعش"، ودعا الرئيس الروسي الغرب من خلال الأمم المتحدة إلى صياغة تحالف جديد شبيه بالتحالف المناوئ لهتلر، غير أن الهدف الأساسي من هذه الدعوة كان مساعدة بشار الأسد على هزيمة الانتفاضة المسلحة ضد نظامه القمعي، وفي الوقت نفسه يريد بوتين من دعوته هذه كسر العزلة الدبلوماسية التي تحاول الولايات المتحدة فرضها على بلاده.
صحيح أن بوتين نجح في تهدئة التوتر بين بلاده والغرب، لكنه لم يحظ في المقابل بمكاسب جيوسياسية، فالغرب فوجئ بتركيز الغارات الجوية في سورية على المعارضة السورية المدعومة من الولايات المتحدة، مما جعل الساحة السورية خالية أمام عناصر "داعش". ولا تزال روسيا تُصر على تعاون استخباراتي وعملياتي مع الولايات المتحدة على أمل أن يحقق ذلك، أو بالأحرى يضمن تحقيق أهداف سياسية أخرى تسعى موسكو إلى إنجازها.
التعاون العسكري الروسي في سورية يساعد في تطبيق اتفاقيات وقف إطلاق النار، ويضمن التعاون مع النظام السوري في قصف مواقع "داعش" و"جبهة النصرة"، لكن من الصعب الإقرار بأن الدور العسكري الروسي يضع حداً للإرهاب "الجهادي" ضد الغرب، فلا تزال موسكو تعاني الإرهاب في شمال القوقاز. ومن غير الواضح، أو بالأحرى، لا يوجد دليل على مزاعم أطلقتها موسكو مفادها بأن القوات الروسية قتلت 2000 إرهابي روسي داخل سورية.