الرئيسة \  واحة اللقاء  \  غارات روسية – سورية تخلّف أكثر من 35 مدنياً بين قتيل وجريح في ريفي إدلب وحلب

غارات روسية – سورية تخلّف أكثر من 35 مدنياً بين قتيل وجريح في ريفي إدلب وحلب

07.12.2019
هبة محمد



القدس العربي
الخميس 5/12/2019
دمشق – أنقرة – "القدس العربي" : قتل وأصيب 35 مدنياً الأربعاء بصواريخ النظام البرية والجوية على ريفي حلب وإدلب، وسط معارك مشتعلة بين فصائل المعارضة وقوات النظام والميليشيات المساندة التي تحاول تحقيق تقدم على محاور إدلب الجنوبية، وسط قصف مكثف.
وقالت مصادر عسكرية ان فصائل المعارضة، تصدت أمس لمحاولات تقدم قوات النظام، على قرية "أم تينة" بريف إدلب الجنوبي، في إطار معركة "ولا تهنوا" كما "كبدت القوات المهاجمة بخسائر بشرية ومادية على محور الكتيبة المهجورة في ريف إدلب الشرقي، بعد استهدافهم بقذائف المدفعية الثقيلة" حسب المتحدث باسم الجبهة الوطنية للتحرير.
وقال القيادي لـ "القدس العربي"، إن معارك عنيفة بين الفصائل الثورية وقوات النظام وميليشياته تدور على جبهات إدلب وحماة، حيث "قتل وجرح العديد من قواته في سهل الغاب بريف حماة الغربي، كما دمرنا قاعدة صواريخ مضادة للدروع" لافتاً إلى أن فصائل المعارضة استهدفت مجموعة لقوات النظام على محور الحاكورة في ريف حماة، ما تسبب بمقتل أفرادها.
المرصد السوري لحقوق الإنسان، قال إن 35 مدنياً قتلوا وأصيبوا الأربعاء، بصواريخ النظام البرية والجوية وبراميله المتفجرة على ريفي حلب وإدلب، ووثق المرصد مقتل 4 مدنيين الأربعاء بقصف طائرات النظام وقواته على ريفي حلب وإدلب، كما ارتفع عدد جرحى إلى 31 جراء قصف طائرات النظام الحربية على بلدة سراقب في ريف إدلب الشرقي، وقرية كوسنيا بريف حلب الجنوبي، وقرية الصرمان التي يتواجد فيها نقطة مراقبة تركية.
من جهته، أكد الدفاع المدني السوري مقتل مدنيين أحدهما طفلة وإصابة 15 آخرين بينهم 8 أطفال، بقصف مكثف على ريف إدلب، وقال ان طفلة لقيت حتفها ببرميل متفجر ألقته طائرة مروحية ظهر الأربعاء، وأصيب 7 آخرين، باستهدفت منازل المدنيين في قرية بزابور جنوب مدينة أريحا، كما تمكنت فرق الإنقاذ من انتشال امرأة و أطفال على قيد الحياة من تحت الأنقاض كما تم انتشال الطفلة و إسعاف المصابين.
 
وسط تعزيزات عسكرية تركية كبيرة إلى نقاط المراقبة شمال غربي سوريا
 
وأصيب 8 مدنيين، بجراح بينهم 3 أطفال و3 نساء جرّاء استهداف الطيران المروحي التابع لقوات النظام، مزرعة البريج غرب مدينة كفرنبل بالبراميل المتفجرة، كما قتلت سيدة بعد استهداف منزلها ببرميلين متفجرين في بلدة معرة حرمة بريف إدلب الجنوبي، فضلاً عن مقتل مدني واصابة 3 أطفال بقصف على ريف إدلب. ووثقت فرق الخوذ البيضاء استهداف 23 منطقة ب 14 غارة جوية 10 منها بفعل الطيران الحربي الروسي، و 45 برميلاً من الطيران المروحي التابع لقوات الأسد، بالإضافة إلى 20 صاروخاً من راجمات أرضية، وشمل القصف مدينتي معرة النعمان وكفرنبل وبلدات أخرات في ريفي إدلب الشرقي والغربي.
من جهته وثق فريق "منسقو استجابة سوريا"، الأربعاء، في بيان له، نزوح ما يزيد عن 141 ألف عائلة، إلى نحو 86 قرية وبلدة وبينها 21 مخيماً من أرياف إدلب، شمال سوريا، وتخوف الفريق من ازدياد أعداد النازحين من المنطقة المنزوعة السلاح والتي تؤوي 315 ألف نسمة مع احتمالية توسع نقاط الاستهدافات للمنطقة المجاورة للمنطقة المنزوعة السلاح.
وحمّل الفريق مسؤولية التصعيد العسكري غير المبرر في مناطق شمال غربي سوريا لقوات النظام وحليفه الروسي بشكل مباشر، مطالباً المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته بشكل كامل تجاه المدنيين في المنطقة، وتأمين الحماية الفورية العاجلة من خلال الضغط على كل من النظام وروسيا لإيقاف تلك الأعمال العدائية. وطالب منسقو الاستجابة جميع المنظمات والهيئات الإنسانية بالعمل بشكل فوري لعمليات الاستجابة الانسانية للنازحين الفارين من المنطقة المنزوعة السلاح نتيجة الأعمال العدائية، مؤكداً مواصلته العمل على إحصاء النازحين وتقييم الاحتياجات العاجلة لهم لتخفيف معاناتهم.
من جهة أخرى، ندّد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، بمواصلة قوات نظام الأسد وحليفه الروسي والميليشيات الإيرانية استهداف ريف إدلب. وقال نائب رئيس الائتلاف "عقاب يحيى" إن استمرار العمليات العسكرية العدوانية من قبل نظام الأسد وروسيا، مع دوام الصمت الدولي سيدفع حلف النظام إلى التمادي في حملته، منبهاً من مخاوف ارتفاع أعداد النازحين نتيجة استمرار القصف الذي يتعرّض له ريف محافظة إدلب بشكلٍ يومي. وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، قد ذكرت في تقريرها الأخير، أن ما لا يقل عن 277 مدنياً بينهم 72 طفلاً و32 سيدة، قضوا في سوريا خلال شهر تشرين الثاني الماضي، معظمهم على يد قوات نظام الأسد وراعيها الروسي.
من جهته أرسل الجيش التركي تعزيزات عسكرية كبيرة إلى نقاط المراقبة الموجودة بمنطقة "خفض التصعيد" في إدلب شمال غربي سوريا. وذكر، الأربعاء، أن التعزيزات العسكرية تضم العديد من المدرعات وناقلات الجنود وآليات بناء حسب وكالة الأناضول. ويمتلك الجيش التركي 12 نقطة مراقبة عسكرية أقيمت في إطار اتفاق منطقة "خفض التصعيد" في إدلب.
وفي مايو/أيار 2017، أعلنت تركيا وروسيا وإيران توصلها إلى اتفاق "منطقة خفض التصعيد" في إدلب، في إطار اجتماعات أستانة المتعلقة بالشأن السوري. إلا أن قوات النظام وداعميه تواصل شن هجماتها على المنطقة، رغم التفاهم المبرم بين تركيا وروسيا في سبتمبر/أيلول 2018، بمدينة سوتشي الروسية حيال تثبيت خفض التصعيد في المنطقة المذكورة. ومنذ التوقيع على اتفاق خفض التصعيد، وصل أعداد القتلى من المدنيين في إدلب إلى أكثر من ألف و300، مدني، إلى جانب نزوح أكثر من مليون، نتيجة الاعتداءات التي يقوم بها النظام السوري وحليفه الروسي.