الرئيسة \  رسائل طائرة  \  رسائل طائرة 9/9/2018

رسائل طائرة 9/9/2018

09.09.2018
زهير سالم




حول نسبية فقه الموازنات :
يظن بعض الناس أن المعايير الفقهية تؤسس لحالة من الفوضى يمكن ان يوظفها الفقيه ببعض القدرات البيانية دائماً لخدمة مصالحه فلا يستقر الأمر معها على حق أو باطل!!
فإذا صار الفقيه المتردد إلى فقه المصالح والمفاسد فقد وجد الرحب ليغير ويبدل ويقدم ويؤخر بما أشرب من عاجل الأمر أو قريبه .
فكل مصلحة عند قوم مفسدة عند آخرين . وكل مفسدة عند قوم مصلحة عند آخرين ..ولكن في الفقه الحق للمصلحة والمفسدة ضوابطهما وقواعدهما التي تتحكم حتى في عناوينهم
فدرء المفسدة الوجودية عن الدعوة والداعية المهدد في حياته مقدم على جلب المصالح الإضافية الفرعية للمستفيدين من النظم المستبدة ولو بوجوه شرعية . وحين يهدد مسلم في حياته ومسلم في رزقه فلاشك أن الانتصار للأول مقدم على الانتصار للثاني . كلنا في قلبه شوق لحج وعمرة وزورة مشتاق ولكن كلمة الحق في الدفاع عن أهل الحق أحق ..
وإذا كان مثلنا من يداري في الدعاة والعلماء فأين موقعنا من فقه من يفت في إناء الظالمين ويقول إنها مداراة ؟!
كثير ممن نلقاهم ممن يفتون في إناء بشار الأسد وكان منهم سعيد رمضان البوطي فيما أشهد كانوا يقولون : نحن لا نختلف معكم في رؤيتكم للنظام وإنما نختلف معكم في موقفكم منه ، وفِي طريقة تعاملكم مع هذا الواقع بكل ما فيه .
وهكذا يريدنا البعض اليوم ان نكون أولئك الذين طالما أدناهم وعبنا عليهم ولم نقبل منهم .
الشريعة نصوص محكمة وقواعد محكّمة والاجتهاد منهج ومذهب ملزم لصاحبه في مقدماته ونتائجه . والحر والبرد لا يكونان على سطح واحد.
والله أعلم