رسائل طائرة 29/06/2022

زهير سالم*

فقهان جديد وقديم...
كلاهما طاف بي اليوم...
أما الجديد فأتحفني أخ بفيديو لأحدهم، يفسر قوله تعالى (وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ) والرجل يعتبر حداثيا ومن أهل الحداثة.. ولا أريد أن أعلق على ما قال...
وفي اليوم نفسه وصلتني هذه اللفتة الجميلة القديمة عن الإمام أبي حنيفة رحمه الله تعالى
"جاء رجل إلى أبي حنيفة رحمه الله تعالى، فقال له: يا إمام ، إذا نزعت ثيابي ودخلت النهر لأغتسل، فإلى القبلة أفضل أن أتوجه أو يجوز أن أتوجه إلى غير القبلة؟
فقال له الإمام الفقيه العاقل من مخضرمي القرنين الأول والثاني للهجرة: الأفضل أن يكون وجهك وأنت تغتسل في النهر إلى ثيابك التي تركتها على طرف النهر لئلا تُسرَق!
===========================
في قوله تعالى (قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَىٰ شَاكِلَتِهِ)
آية مغرقة في العموم. كلٌ من أهل الحق يعمل على شاكلته في نصرة الحق. وفي أهل الحق ظالم لنفسه، ومقتصد وسابق في الخيرات. وكلٌ من هؤلاء نماذج ومدارس وطرائق وكلْ منهم يعمل على شاكلته، بطريقته وأسلوبه..
يقول الفرنسي: الأسلوب هو الإنسان. يقول المسلم: لكل شيخ طريقة.
وكل يعمل على طريقته من أهل الفجور والإجرام والكفران.، وفي المجرمين أكابر وأتباع..،وكل منهم يعمل على شاكلته، وكان أبو طالب مشركا وثبت على شركه، وكذا كان أبو لهب، وكلاهما كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم عما، وكلٌ منهما عمل على شاكلته..
===========================
"لا صوت يعلو على صوت المعركة...!!"
كنا في عهد حافظ وبشار الاسد، كلما سألنا عن أمر من أمور وطننا، وأين يُسار به وبنا، يأتينا جواب حاضر مكرور، مثل وصفة "أبو فاس" "لوجع الرجلين ولوجع الراس والأضراس"
نحن الآن في معركة، ولا صوت يعلو على صوت المعركة!!
واليوم كلما سألنا عن... الذين نستعيذ بالله عندما نذكر اسماءهم "دستور يا حاضرين"...
قالوا: إن عدونا الأول هو بشار الأسد، ومعركتنا الأولى معه!!
تلاميذه تخرجوا من مدرسته، وما زالوا...
وقُبّح اللكع ومن يرجوه.
===========================
"التلاوع"..
لا أعلم لها مأخذا اشتقاقا من لغة العرب..
قالوا: التلاوم، وقصدوا تبادل اللوم، ألومه فيلومني...
والتلاوع: شكاية اللوعة بطريقة تبادلية، أشكو إليه لوعتي، ويشكو إليّ لوعته.
هو حال المدنفين من السوريين اليوم.
الجالسون على الكراسي الواطئة وحدهم يرون أننا، بخير ونسير إلى خير.
وكان من دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم: اللهم إنا نسألك الثبات على الأمر، والعزيمة على الرشد. وروي الحديث الثبات في الأمر والعزيمة على في الرشد.
الثبات على الأم، يعني الأمر الحق الصواب، وإلا فالثبات على غير هذا من الفجور والمعاصي والضلالة والكفر لا يسمى "ثباتا" كما يتخيله البعض، أنهم ثابتون على ضلالهم وغيهم وعمههم!!
والعزيمة على الرشد، لئلا تكون العزيمة على ببع الأديان والإنسان والأوطان...
وكان الشباطيون من البعثيين، هي الفئة الأخيرة التي اصطصحبت الضلالة بعد انقلاب صلاح جديد وحافظ الاسد معا في ١٩٦٥.
وظلت هؤلاء الناس واعفوني من ذكر الأسماء حتى ١٩٧٠ تراهن وتقامر.
وأراهم اليوم بيننا رأي عين...
يا لوعتي...بل يا لوعتنا...
____________
*مدير مركز الشرق العربي