الرئيسة \  رسائل طائرة  \  رسائل طائرة 20/06/2022

رسائل طائرة 20/06/2022

20.06.2022
زهير سالم



زهير سالم*
(وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا)
هذا نص قطعي الثبوت قطعي الدلالة على أن المؤمنين يقتتلون. وفيه رد على مدعي المثالية الجوفاء أن المؤمنين لا يقتتلون، وفيه تأكيد على أن الحياة أكثر تعقيدا من أن تختصر علاقاتها بعلاقة "الإيمان × الكفر" وأن الناس تتنازع أحيانا على ورد ماء.
وسّعوا المدارك والعقول ستحتاجون إليها طوال الطريق.
======================
الصلح خير
في أخلاقنا المجتمعية يتواصون: كونوا محضر خير...
فإذا رأيت صلحا يعقد، وفيه غبن أو دخن، فتجاوز عن الغبن والدخن وتذكر أن (الصُّلْحُ خَيْرٌ)
ثم تامل
(إِذْ دَخَلُواْ عَلَيْهِ فَقَالُواْ سَلَٰمًا ۖ قَالَ سَلَٰمٌ)
قالوا: نسلم عليك سلاما.
أجابهم: الأمر بيننا سلام. سلام مني وسلام منكم.
الحمد لله حلّ السىلام.
======================
سؤال طرح:
هل المؤمن بالله يمرض نفسيا؟؟
والمؤمن بالله بشر ويجوز عليه ما يجوز على البشر. وهذه براعة استهلال.
ثم الجواب الموضوعي يتعلق بمفهوم المرض النفسي..
وما زالت الأمراض النفسية الحادة منتشرة في بلاد المسلمين كما في بلاد غيرهم. والمقصودة بالحادة الجنون والبله أو الجذبة أو المنخوليا بطبقاتها.
وفي عالمنا الثقافي فقط يعتبر البله والمجاذيب أصحاب مكانة وكشف. كثيرا ما أعجب عن سيلولة الأفكار في كتابة الفيلسوف الألماني نيتشة، وقد انتهى به الحال عمليا في مستشفى المجانين. أردت أن أؤكد أن بين العته والجنون والعبقرية خيط رفيع..
على صعيد المرويات ثمة أثر: أكثر أهل الجنة البله. وفيل في تخريجه هم أهل السلامة، الذين يُخدعون ولا يَخدعون ولا يُخادعون.
على صعيد الصحة النفسية قرأت في كتاب علمي معتمد، أنه لا معيار حقيقي للفصل بين الانسانين المريض والصحيح نفسيا. ليس مثل درجة الحرارة ٣٧ درجة وما حولها للسليم.
قالوا ما دام الإنسان غير محتاج إلى مساعدة خارجية، فهو صحيح، مهما تكن أوهامه وتهيؤاته وظنونه ولا سيما حين يضع رأسه على الوسادة.
فكل الهواجس النفسية التي لا توصلنا إلى مستشفى ولا إلى طبيب، تعتبر عفو . وإن كانت تنعكس على حالنا ضيقا وألما وحزنا وكآبة ، وكثرة إزعاج للآخرين بما نكتب وبما نهرف، وإن كنا أحيانا لا نريد.
وكان السؤال:
هل تصيب هذه البلابل المؤمن بالله؟؟
وأجيب: وتابعت كثيرا في كتاب الله آيات تواسي الرسول الكريم، وتسليه، وتنصحه بأن لا يحزن ولا يضيق ولا ييأس.. ولو لم يكن كل ذلك جائز عليه، وعلى من يليه من المؤمنين لما خوطب به أصلا..
كما تابعت أحاديث الرسول الكريم يستعيذ بالله من الهم والحزن وضيق الصدر وشتات الأمر وكل ذلك من أمراض النفوس الحقيقية، ولو لم يكن يحذره رسول الله صلى الله عليه وسلم لما تعوذ منه.
أن تستيقظ عند الصباح فتشعر بالغم إذا أشرقت وبالغم إذا غامت..!! أو تبقى سواد يومك تبحث عن سبب تسوغ فيه قلقك أو سوداويتك،، أحيانا تقول أن من طينة الحزن خلقت. يقول لي أحدهم وهو بي حفي، أقف أمام المرآة لأجرب البسمة على وجهي فأجدها لا تركب، ليس لها محل، وإنما …
فيبكي إن نأوا شوقا إليهم
ويبكي إن دنوا خوف الفراق
اللعلعة لغو ، وقال الله قال رسوله علم.
وهل الخوف والرجاء إلا حالان ويتحولان إلى مقامين، ورأى حديدة الحداد قد توهجت في الكير، فتذكر : كلا إنها لظى، فخر مغشيا عليه.
======================
زهير سالم
وذكر أخ كريم أنا من عظام رقبته، أو من فقار ظهره، ما يسمى جبهة النصرة، أو هيئة تحرير الشام، فقال: هي محمية من كل الجهات من أجل تحقيق دورها !!
فحفزني للقول فكتبت له مذكرا
(وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ۖ وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا)
أحكي لكم أخي عن رجلين..
أحدهما كان في إرثه مال وخيل ورجال، وأعطي فرصته حتى ٢٠١٤ فبعثر وضيع وفرط.. حتى أصبحتَ تحتاجُ لتذكره بوجوده، ليتذكر أنه موجود!!
والآخر كما تعلم وأعلم بدأ من الصفر، فكان كما ترى وأرى رقما معدودا بين الأرقام، لا تكاد تخطئه العين، أعجبنا ذلك أو لم يعجبنا، وما وصل إلى ذلك إلا بعد تجربة واختبار، خاض الرجل الأول مثله مكفولا ، فأخفق فيه إخفاقا ذريعا تضرب به عناقيد من القصص والأمثال!!
ومن حق أن تسأل أو أن نسأل من يمول؟؟!! ، ولكن من حق أن نعلم أن فرصة الأول، لم تكن أقل من فرصة الثاني أيام الاختبار!!
كان وما زال خلافنا نحن مع هؤلاء الذين ذكرت على المشروع ، مشروعهم المحدود الماضوي العدمي الذي نأباه…
والناس التي أرادت رجالا في الميدان تنفذ، لم تفكر طويلا في هذا الذي تقول وأقول مع حرصها عليه، فهي أيضا ترتب الأوليات!!
وفي الميدان يتم فقط عد الرجال، ويتم الحديث عن الضبط والربط والإحكام وكل تدريبات النظام المنضم، الذي سخرنا طويلا منه: إلى الأمام سر .. إلى الوراء در، يمينا أو يسارا ، ره.
واليوم بعد أن صار الناس إلى يأس وإلى عدم وإلى حالة من التلاشي والاضمحلال؛ ظن بعض قصيري النظر أن عدمية هؤلاظ كانت ميزة !!فعادوا ،يحاولون منافستهم على عدميتهم، لعلهم..
وأنا أشهد أن عدميتهم كانت عائقا حتى عند الذين يعتمدونهم وما زالوا يغطون عليهم..
 وعدميتهم الفجة غطى عليها حضورهم العملي القوي!!
وهكذا رأينا ذا الخمار صاحب السروال الأفغاني يخرج علينا بالبدلة الكوستيم بوجه وضاح اليمن.
صدقني يا أخي وأنا أخوك، وأنت تعلم ما أعلم وربما أكثر، أن الذي اعتمدهم وما يزال، جرب غيرهم، وكان يريد، ولكن ..يقول الشيطان للناس يوم القيامة (فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم) وهي كلمة في كثير من المواطن يمكن أن تستعار.
أظل أتساءل ما الرابط بين بعثرة ما في القبور وتحصيل ما في الصدور ؟؟
ثم هذا التعقيب الرباني الجميل: إن ربهم بهم يومئذ لخبير.
وعندما ترانا قادرين على التعبير بغير ألغاز ستكون الثورة قد انتصرت..
وستقول لي: وما الفائدة حينئذ؟! وأجيبك وما الفائدة الآن؟؟ غير تشويش الأذهان.. أردت فقط أن نقرأ الواقع بقلب حاضر، وعقل مفتوح.
======================
من حجاج القرآن الكريم ...
وللقرآن الكريم منطق فريد في الحجاج سواء ما يصدر الحجاج فيه مباشرة عن رب العالمين أو ما يلقنه أو يجريه على ألسنة عباده الصالحين...
تأمل
(وَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل لِّي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ ۖ أَنتُم بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ)
ثم تأمل
(أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ ۖ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِّمَّا تُجْرِمُونَ)
ثم تأمل هذا وهذا أعجب
(قُل لَّا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ)
كلام الاقتدار والثقة المطلقة والعدالة الشاملة,,, علنا..
======================
من أمثال العرب
" وأكثر الناس اعرف تقله"
======================
وأستتفتح بالذي هو خير...
الكلمة التي تصل غير الكلمة التي تقطع..
كن آملا ..راجيا.. راغبا ...وصولا
كن غيورا .. حاضرا .. مبادرا
لا تقبض يدك عن دعوة إلى خير وبر..
ومن لم يستجب لك من دعاة الخير فاذهب معه..
واتركوا بيننا كبيرا نأوي إليه ساعة الشدة والعسرة...
وتجدون حتى الآن: لا شخص اتفق سواد الأحرار عليه..
____________
*مدير مركز الشرق العربي