رسائل طائرة 10/5/2021

انتباه :
نتعبد الله بالأسباب ولا نعبدها ...
وفي زحمة تدافع العقائد والأفكار ، والحرص على التقويم والتصحيح ، بدأ البعض يغلو في الحديث عن الأسباب، والاتكال عليها، ويزهّد في معاني التوكل على صاحب الخلق والأمر ، مسبب الأسباب وواضع السنن.
نعم نحن نتعبد الله بالأخذ بالأسباب ، بمعنى الالتزام بالإعداد والاستعداد، وبذل الجهد حسب الوسع. ونفعل ذلك تعبدا لمولانا ونحن نعلم أنه يرجع إليه الأمر كله ، وأن النار لا تحرق بذاتها بل بأمره ، وأن السكين لا تقطع إلا بإذنه، وأن الدواء لا يشفي إلا بمشيئته، وأن سهمنا لا يصيب إلا بإرادته ...نحن نتعبد بالأسباب طاعة لمولانا، ولا نعبدها ، ولا نعتقد أن السبب يفعل بنفسه، ولا بسر مودع فيه ، بعيدا عن إرادة مولانا ، بل نعتقد جازمين أن مولانا الحي القيوم قائم على كل حركة وسكون، وكل شيء ينفذ بهذا الكون بأمره وإذنه...وهذا معنى في عقيدة أهل السنة والجماعة دقيق، مشتق من معنى إيماننا بالحي القيوم . ربنا لم يسن السنن ، ويسبب الأسباب ، ثم استقال أو غاب .. عقيدتنا - نحن أهل السنة والجماعة - خالفنا فيها كثيرا من الفلاسفة، وفي مقدمتهم أرسطو صاحب نظرية " العقل الأول " وخالفنا فيها المبتدعة من المعتزلة الذين اعتقدوا أن السبب يفعل بذاته ...نؤمن إيمانا جازما حاسما أن ربنا قائم على كل نفس، ولا تسقط من ورقة إلا يعلمها . تسقط بعلمه وإذنه وقدرته ...
عقيدة تجعلنا أكثر قربا من مولانا وأكثر استشعار لمعيته ، معيته الوجودية، ومعيته اللطفية والتأييدية والمعينة ...
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها حتى يسأله شسع نعله إذا انقطع "
استحضارنا معية الله في كل أمرنا تمنحنا الأنس والثقة والقوة والرضا ...هذا المعنى الإيماني يعيننا على تذليل عقبات حياتنا الفردية وحياتنا الجماعية.
لنتصور قوم سيدنا موسى وهم يقولون : إنا لمدركون ، فيرد عليهم : كلا إن معي ربي سيهدين .
معية يستحقها كل مسلم مؤمن ليمتلئ ثقة وقوة ...وما أجمل ما قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى في كتابه جامع العلوم والحكم " ومن كان الله معه فمن يخاف؟؟؟ ومن كان الله عليه فمن يرجو؟؟؟ "
تقبل الله صيامكم وقيامكم
27 /رمضان / 1442
زهير سالم
========================
انتصر للمسجد الأقصى ، وللمرابطين في المسجد الأقصى ..ولو بتغريدة أو بمنشور ..
اللهم ثبت أقدامهم واخذل عدوهم ...
========================