الرئيسة \  رسائل طائرة  \  رسائل طائرة 10/1/2021

رسائل طائرة 10/1/2021

10.01.2021
زهير سالم




حكاية للعبرة والعظة
وانا أحيانا لعجزي عن إيصال صوتي أحملكم بعض لجاجاتي ولا ذنب لكم ان أقول تحملوني ..
وهذا باب في صناعة الكلمات ..
وخصيصا للذين يركبون العدادات على كلماتهم فلا يتكلمون إلا بمقدار ..
ومن يحفظ الشعر العربي منكم أرجو ان تذكره كلمة إلا بمقدار بشيء
وقيل لمفكر كبير نريدك ان تقدم لنا محاضرة غدا تتكلم فيها لمدة ساعة عن موضوع ...
فقال احتاج لإعدادها إلى يومين ..
قالوا نخفف عنك فلتكن المحاضرة نصف ساعة ، قال أحتاج لإعدادها إلى أربعة أيام ..
قالوا يكفينا منك حديث عشرة دقائق قال أحتاج إلى خمسة أيام .
ونكتب المنشور على الفيس بخمس دقائق وأحيانا نكتب التغريدة على التويتر بربع ساعة .
عندما كنّا طلابا كنّا نتهم بعض الأساتذة انهم يشبرون أوراق الامتحان شبرا أعاذكم الله من أهل الشبر والفتر
في موضوعة عداد الكلمات يقول ابن الرومي في مهجو له
يقتر عيسى على نفسه
وليس بباق ولا خالد
ولو يستطيع لتقتيره
تنفس من منخر واحد
وهرب مجنون من دار المجانين ، وخرج الحارس يبحث عنه ، فمر برجل فسأله هل رأيت شخصا يجري من هنا ؟ فسأله الرجل ما وصفه ؟؟؟ قال الحارس : طويل قصير نحيف بدين ؟ قال الرجل وكيف يكون ؟! قال الحارس : نسيت أن أخبرك أنه مجنون .
ومن أجمل أبيات الحكمة التي حفظت :
تسألني أم الوليد جملا ...
يمشي رويدا ويجيء أولا
===============================
في الحك على الجرب ...
في الحك على الجرب معان عدة منها أنه ممتع ولذيذ ، وقرأت في أحد الدراسات أنه يوازي بما يحدثه من أثر متعة الشهوة الجنسية ..
ومنها أنه مغرٍ ، أي كلما أمعنت فيه شعرت بالحاجة إليه أكثر ، وان المبتلى به ، يعاني نوعا من إدمان الحكاك ‘ فإذا دخل في النوبة لم يكد يتوقف حتى يدمي نفسه ، ويدمر خلايا جلده ، وينقل هامة الجرب من منطقة إلى منطقة.. من مطالعتي القديمة لمرض الجرب أن أسوأه ما يكون في منطقة العانة حيث يصعب الوصول ، وتقبح الشكوى ، ويرق الجلد ..
أذكر كل هذا وأن أتابع وكلي ألم وأسى وأسف حالة مصاب بجرب قاسم سليماني،  جعل هيجراه في صبحه ومسائه الصلاة والسلام على عدو الله قاسم سليماني ، في موقف يشبه موقف الأجرب من حكته ..
وهذا المبتلى الذي هو أولى بالشفقة ، وأن تكبل يديه ، كما يفعلون مع الأجرب، كي لا يستمر في الحكاك ، ويمضي أكثر في أذى نفسه ، ومن حوله .
وأريد أن أقول وفي مثل هذه الحالة لم يعد ينفع عتب ولا لوم ولا تأنيب . فاللوم في حق هذا الرجل أصبح إغراء .  ولا تعذلوه فإن العذل يولعه ..  ونحن لا نريد أن نغريه ، ولا نريد أن نولعه إنما نريد أن نكفه ..
نسأل الله لأنفسنا ولكل طلاب الحق الهداية ..
===============================
بين غنائين 
في مدينة حلب أم الطرب ، نضرب المثل بغنائين أو بمغنين ، بالذي يغني في الطاحون ، والذي يغني في الحمام
ونقصد بالغناء في الطاحون ، ذلك الغناء العبثي ، حيث يغني المغني وسط الضجيج والعجيج ، ويختلط صوت غنائه ، لحنه وكلماته بصوت أزيز الرحى أو هدير المحركات ، وغبار الدقيق .. وأظنها حالة تنطبق كثيرا على فضاء الواتس والفيس وكل تجليات الميديا الحديثة 
هنا فقط تجد أحدهم وضع نعيا وآخر أتبعه بوردة يقصد بها مغنيا سبق ..
أما الغناء في الحمام ، والمقصود هنا الحمام القديم بخلواته الصغيرة ، وقبابها  المرتفعة ، بما تحدثه من تفخيم للصوت والصدى ، حتى يعجب صاحبه فيفتن فيه ويظن نفسه فهد بلان عندما ركب الحصان ..أو قعد تحت التفاحة 
فيقصد بها حالة الغرور التي تنتاب الإنسان كثيرا فيظن ويخال ويحسب 
نجاني الله وإياكم من الحالتين
===============================